0

يعلم القاصي والداني طبيعة العلاقة بين أصحاب التوجه العلماني والتيار الإسلامي- والإسلام بصفة عامة- ويعلم الجميع سوء العلاقة بين الطرفين، فالإسلامي يدرك طبيعة الفكر العلماني- والليبرالي- المناوئ للحركة الإسلامية ولكل ما هو إسلامي؛ عقيدة وشريعة وحضارة، والعلماني يعلم هو الآخر موقف الإسلام مما يدعو له من أفكار، وما يسعى إليه من أهداف وتوجهات.

لكن هذه العلاقة يذوب طرفاها وينمحي ما بينهما من عداوات وشقاق في حالة تبدل الإسلامي إلى شيعي أو صوفي، فلا يخفى على أحد ما هو حاصل من حالة وفاق وود (علماني شيعي) أو (علماني صوفي)، ولهذا يزداد الدعم العلماني يوماً بعد يوم للشيعة من جانب، وللصوفية من جانب آخر، ولهذا أيضاً يقل النقد (الشيعي/الصوفي) أو يكاد لا يوجد لانحرافات أصحاب التوجه العلماني، وما يدعون إليه من أفكار.

ولا يخفى على القارئ الكريم ما بين الشيعة والصوفية من روابط وتوحد في كثير من المعتقدات والأهداف، وعلى رأس هذه المعتقدات الموقف من أهل السنة، فهو موقف معادي لأهل السنة، ولهذا فلا عجب أن يتفق العلمانيون والشيعة والمتصوفة، وأن يقف الجميع ذات الموقف من أهل السنة، وما نراه على أرض الواقع في أكثر من بلد عربي يدل على هذا التوجه دلالة قاطعة، ويفسر لنا كثير من المواقف المتوافقة بين هؤلاء.

ولقد أشار إلى هذا الأمر الدكتور محمد النجيمي، الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء، وعضو مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا، حيث أوضح النجيمي في عدة تغريدات له نشرها عبر حسابه على تويتر أنه لا ينتصر للحوثيين والرافضة المجوس ويقدمهم على أهل السنة إلا العلمانيون واليساريون.

حيث كتب النجيمي في تغريدة نشرها عبر حسابه على تويتر يقول: "من ينتصر للحوثيين والرافضة المجوس، ويقدمهم على السنة فريق واحد فيما أعلم؛ اليساريون والعلمانيون"، مؤكدًا أنه "لا يلتقي مع الرافضة المجوس إلا هؤلاء والتاريخ يشهد".

وأضاف: "لكن أخوف ما أخاف أن العلمانيين وفلول اليسار يتخذون الجامية مطايا لنيل مآربهم وهم يشعرون أو لا يشعرون! فالعلماني واليساري لا يعبأ بكل صاحب دين".

مشيراً- في تغريدة ثالثة- إلى أن التوافق بين الرافضة والعلمانيين وفلول اليسار قديم حديث، وقد حدث في سوريا، وأنه ما وصل الرافضة للحكم إلا بمساعدتهم، رجعت عليهم النصرية، فقتلوهم وسجنوهم!

وعلى كل حال ليس مقصودنا أن العلماني قد تحول إلى شيعي أو أن الشيعي أو الصوفي قد تحول إلى علماني، لكن المقصود أن المصلحة العلمانية/الشيعية، في هذه الفترة تتطلب من الجانبان توافقاً واتفاقاً، وهو الأمر الحاصل فعلياً، فالإعلام العلماني والمال الإعلامي، والطاقات العلمانية بصفة عامة موجهة- بقوة- لتقرير وتأكيد الوجود الشيعي، على حساب الوجود السني، ولقد تكرر ذلك في أكثر من بلد عربي.

وهذا الدعم العلماني العربي، مرتبط بالأساس بالدعم العلماني الغربي ممثلاً في أمريكا وغيرها من الدول الغربية التي تقف بقوة مع الشيعة، دعماً لمواقف الشيعة ولوجودهم على حساب الوجود السني، كل هذا- كما قلنا- في إطار لعبة المصالح المشتركة، التي لا خاسر فيها إلا أهل السنة.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top