0

إبان لقاء أصبح من المؤكد غياب الملك سلمان وثلاثة من قادة دول مجلس التعاون الخليجي عن الحضور لأسباب لم يعلن عنها يأتي بعنوان "قمة كامب ديفيد"، سيجمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بممثلي دول مجلس التعاون الخليجي ستكون إيران فيه الغائب الحاضر حيث عنون بـ "تعزيز ثقة دول مجلس التعاون الخليجي بنفسها حتى تنخرط مع إيران لحل مشاكل المنطقة "، لا بكيفية مواجهة المد الإيراني حسبما كانت تريد دول التعاون الخليجي.

فبين يدي هذا اللقاء خرج مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس الأمريكي، كولن كال قائلا " أن ما يجري في سورية والعراق سببه ضعف مؤسسات الدولة فيهما، وهو ما أعطى إيران المقدرة على توسيع نفوذها، ما يعني أن الحل ليس بالضرورة في إضعاف إيران، بل (إيجاد) شركاء أقوياء".

وبهذا لم تتحقق الغاية الخليجية من اللقاء فلن يخرجوا منه بشئ وربما كان هذا هو السبب الأهم لغياب القادة عنه، إذ أن مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة ليس من أولويات حرص القيادة الأمريكية، بل ربما يكون العكس هو الصحيح حيث ترتبط الولايات المتحدة مع إيران بتفاهمات اكبر بكثير من تفاهماتها مع العرب، وتعتقد أيضا واشنطن أن مصالحها ترتبط بطهران أكثر مما ترتبط بعواصم دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة.

وهذا ما أعلنه منسّق الشرق الأوسط والخليج في مجلس الأمن القومي، روبرت مالي الذي تحدث عن ما سماه بـ "نهج إدارة الرئيس باراك أوباما تجاه إيران منذ اليوم الأول لانتخابه "، فقال " إن المقاربة الأمريكية تجاه طهران مبنيّة على وضع دول مجلس التعاون في موقع يكون لديها ثقة بالنفس وقوة للتعامل مع إيران، لا للاستمرار في صراع غير منته، بل الانخراط مع إيران لحل مشاكل المنطقة، وهي التي يمكن حلّها من خلال ترتيبات أمنية، وفقط، من شأنها أن تثبّت الوضع في سورية واليمن والعراق وأماكن أخرى".

ويجب أن يكون ثابتا في الأذهان أنه باستقراء العلاقات القائمة اليوم بين الصليبية العالمية واليهودية والشيعة أنهم على اتفاق كامل وأن الطرف المقابل هو الطرف المسلم السني، وأنه لا يمكن في أي وقت قادم أن يقوم شىء اسمه حرب إيرانية على كيان الاحتلال الصهيوني ولا حرب أمريكية على إيران وخاصة بعد أن كشف الدبلوماسي الفلسطيني سعيد كمال عن تشكيل لجنة سرية أمريكية إسرائيلية إيرانية منذ عام 2009 تهدف إلى رسم العلاقات السياسية لتحقيق مصالح الدول الثلاث في المنطقة بعيدا عن الحروب.

فقال سعيد كمال الذي يشغل منصب المسئول عن الملف الفلسطيني في منظمة تضامن الشعوب الأفروآسيوية في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن الدكتور تريتا بارسى رئيس اللجنة المذكورة " وهو أمريكي الجنسية " قال للأطراف الثلاثة: " هاجموا بعضكم في الإعلام كما تشاءون لكن في المطبخ نراعى مصالحنا ".

وأضاف سعيد كمال بغض النظر عن الهجوم الكاذب الذي يشنه نتنياهو على إيران وهو يعلم انه لا بإمكانه منفردا ولا مجتمعا أن يحارب إيران لأنه - واقعيا ورسميا - طرف في هذا العقد الذي أبرمه الرئيس الأمريكى باراك أوباما مع إيران في نهاية يونيو الماضي.

إذن فالاتفاق الصليبي الصهيوني الشيعي ماض في طريقه، وعلى مسلمي السنة أن يعوا ذلك جيدا، فلا انتظار لأي دعم يأتي من الولايات المتحدة ضد الشيعة الإيرانيين، ولا انتظار لوهم حرب بين الصهاينة والشيعة لتضعف كليهما، وعلى مسلمي السنة أن يضعوا الأمور في نصابها وأن يعلموا أنه "ما حك جلدك مثل ظفرك "، فعليهم بنبذ خلافاتهم الخاصة مع شعوبهم والعامة مع الدول الإسلامية السنية من حولهم قبل أن يأتي الطوفان وتغرق كل السفن.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top