الرد على إنكار الشيعة لمؤسس ملتهم عبد الله بن سبأ اليهودي
أولاً لنذكر جانباً من هذا اليهودي، ثم سنسرد لكم روايات الرافضة أنفسهم بإثبات وجوده.
ابن سبأ حقيقة لا خيال
المقدمة:
إن الحمد لله
نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات
أعمالنا، من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فلقد اتفق
المحدثون وأهل الجرح والتعديل والمؤرخون وأصحاب كتب الفرق والملل والنحل
والطبقات والأدب، والكتب الخاصة في بعض فنون العلم على وجود شخصية خبيثة
يهودية. تلك هي شخصية عبد الله بن سبأ الملقب بابن السوداء الذي قام بدور
خطير. وبذر الشر المستطير بين المنافقين والشعوبيين ومن في نفسه أهواء
وأغراض، أظهر الإسلام في عهد عثمان رضي الله عنه، وأظهر الصلاح والتقرب من
علي رضي الله عنه ومحبته، وطاف بلاد المسلمين ليفتنهم عن طاعة الأئمة، فبدأ
بالحجاز ثم بالبصرة ثم الكوفة، ثم دخل دمشق فلم يقدر على ما يُريد عند أحد
من أهل الشام. فأخرجوه فذهب إلى مصر واستقر بها، وأخذ يُراسل ويكاتب بعض
المنافقين والحاقدين الناقمين على خليفة المسلمين، وجمع حوله الأعوان،
ونظمهم وأخذ يبث بينهم معتقده الخبيث، وذر بهم على روح التمرد والإنكار حتى
تجرؤوا على قتل ثالث الخلفاء وصهر المصطفى صلى الله عليه وسلم، جامع
القرآن عثمان بن عفان، شهيد الدار رضي الله عنه وأرضاه. ولم يَرْعوْا حرمة
حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبالوا بتلاوته للقرآن ولا الشهر
الحرام.
ولم ينكر هذا من
له حظْ من علم، ومسكة من عقل إلا في العصر الحاضر من هذا القرن، وهم نفرٌّ
قليل ما بين مستشرق حاقد، ومتابع لهم، ومتقرب الزُلفى لمدارسهم وفكرهم من
أبناء جلدتنا الذين يتكلمون بألسنتنا.
ومسلم جاهل أو منكر مكابر من بعض شيعة اليوم، وهؤلاء جميعاً جانبوا الحق الصريح وتمسكوا بأقوال متناقضة هي أوهى من بيت العنكبوت.
الآن سنذكر من أثبت وجود هذا اليهودي من أقوال الرافضة:
1 - ورد في تاريخ
الطبري (5/193) على لسان أبي مخنف لوط بن يحيى (ت 157هـ) وهو يصف معقل بن
قيس الرياحي والذي كلفه المغيرة بن شعبة والي معاوية على الكوفة بقتال
المستورد بن علفة الخارجي وأصحابه، فيصفه بأنه من السبئية المفترين
الكذابين.
2 - الأصفهاني (ت 283هـ) ذكره الدكتور أحمد الزغيبي في كتابه العنصرية اليهودية (2/528).
3 - أورد الناشئ
الأكبر (ت 293هـ) في كتابه مسائل الإمامة (ص 22-23) ما يلي: (وفرقة زعموا
أن علياً رضي الله عنه حي لم يمت، وأنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه،
وهؤلاء هم السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، وكان عبد الله بن سبأ رجلاً من
أهل صنعاء يهودياً ... وسكن المدائن).
4 - ونقل القمي
(ت 301هـ) في كتابه المقالات والفرق (ص 20 طهران 1963 م تحقيق الدكتور محمد
جواد مشكور فيروي) أن عبد الله بن سبأ أول من أظهر الطعن على أبي بكر وعمر
وعثمان والصحابة، وتبرأ منهم، وادّعى أن علياً أمره بذلك. و(أن السبئية
قالوا للذي نعاه (أي علي بن أبي طالب): كذبت ياعدو الله! لو جئتنا والله
بدماغه خربة فأقمت على قتله سبعين عدلاً ما صدقناك، ولعلمنا أن لم يمت ولم
يقتل، وأنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه، ويملك الأرض ثم مضوا …).
5 - ويتحدث
النوبختي (ت 310هـ) في كتابه فرق الشيعة (ص 23) عن أخبار ابن سبأ، فيذكر
أنه لما بلغ ابن سبأ نعي علي بالمدائن، قال للذي نعاه: كذبت لو جئتنا
بدماغه في سبعين صرة وأقمت على قتله سبعين عدلاً لعلمنا أنه لم يمت ولم
يقتل، ولا يموت حتى يملك الأرض.
ويقول في (ص 44)
وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي عليه السلام أن عبدالله بن سبأ كان
يهودياً فأسلم ووالى علياً عليه السلام وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع
بن نون وصي بعد موسى على نبينا وآله وعليهما السلام بالغلو فقال في إسلامه
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام بمثل ذلك وهو أول من
شهر القول بفرض إمامة علي عليه السلام وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف
مخالفيه. يقول النوبختي: فمن هنا قال من خالف الشيعة إن أصل الرفض مأخوذ من
اليهود.
6 - ويقول أبو
حاتم الرازي (ت 322هـ) في كتابه الزينة في الكلمات الإسلامية (ص 305): (أن
عبد الله بن سبأ ومن قال بقوله من السبئية كانوا يزعمون أن علياً هو الإله،
وأنه يحيي الموتى، وادعوا غيبته بعد موته).
7 - وروى الكشي
(ت 340هـ) في الرجال (ص 98-99) بسنده إلى أبي جعفر محمد الباقر قوله: أن
عبد الله بن سبأ كان يدّعي النبوة، ويزعم أن أمير المؤمنين - عليه السلام -
هو الله، تعالى عن ذلك علواً كبيراً. وهناك أقوال مشابهة عن جعفر الصادق
وعلي بن الحسين تلعن فيها عبد الله بن سبأ في (ص 70، 100) من نفس الكتاب.
ويروي الكشي في
(رجال الكشي ص 98 ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات كربلاء) بسنده إلى أبي جعفر
(أن عبدالله بن سبأ كان يدعي النبوة وزعم أن أمير المؤمنين هو الله تعالى
الله عن ذلك علواً كبيرا فبلغ ذلك أمير المؤمنين فدعاه وسأله فأقر بذلك
وقال: نعم أنت هو وقد كان ألقي في روعي أنك أنت الله وأني نبي، فقال له
أمير المؤمنين: ويلك قد سخر منك الشيطان، فارجع عن هذا ثكلتك أمك وتب فأبى
فحبسه واستتابه ثلاثة أيام فلم يتب فأحرقه بالنار، والصواب أنه نفاه
بالمدائن …).
8 - ويذكر أبو
جعفر الصدوق ابن بابويه القمي (ت 381هـ) في كتاب من لا يحضره الفقه
(1/213)، موقف ابن سبأ وهو يعترض على علي رضي الله عنه رفع اليدين إلى
السماء أثناء الدعاء.
9 - وجاء عند
الشيخ المفيد (ت 413هـ) في كتاب شرح عقائد الصدور (ص 257) ذكر الغلاة من
المتظاهرين بالإسلام - يقصد السبئية - الذين نسبوا أمير المؤمنين علي
والأئمة من ذريته إلى الألوهية والنبوة، فحكم فيهم أمير المؤمنين بالقتل
والتحريق بالنار.
10 - وقال أبو جعفر الطوسي (ت 460هـ) في كتبه تهذيب الأحكام (2/322) أن ابن سبأ رجع إلى الكفر وأظهر الغلو.
11 - ابن شهرآشوب (ت 588هـ) في مناقب آل أبي طالب (1/227-228).
12 - وذكر ابن
أبي الحديد (ت 655هـ) في شرح نهج البلاغة (2/99) ما نصه: (فلما قتل أمير
المؤمنين - عليه السلام - أظهر ابن سبأ مقالته، وصارت له طائفة وفرقه
يصدقونه ويتبعونه.
13 - وأشار الحسن بن علي الحلّي (ت 726هـ) في كتابه الرجال (2/71) إلى ابن سبأ ضمن أصناف الضعفاء.
14 - ويرى ابن
المرتضى (ت 840هـ) - وهو من أئمة الشيعة الزيدية - أن أصل التشيع مرجعه إلى
ابن سبأ؛ لأنه أول من أحدث القول بالنص في الإمامة. تاج العروس لابن
المرتضى (ص 5، 6).
15 - ويرى الأردبيلي (ت 1100هـ) في كتاب جامع الرواة (1/485) أن ابن سبأ غال ملعون يزعم ألوهية علي و نبوته.
16 - المجلسي (ت 1110هـ) في بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار (25/286-287).
17 - يقول نعمة
الله الجزائري (ت 1112هـ) في كتابه الأنوار النعمانية (2/234): (قال عبد
الله بن سبأ لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: أنت الإله حقاً! فنفاه علي
عليه السلام إلى المدائن. وقيل إنه كان يهودياً فأسلم، وكان في اليهودية
يقول في يوشع بن نون وفي موسى مثل ما قال في علي.
18 - طاهر العاملي (ت 1138هـ) في مقدمة مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار في تفسير القرآن (ص 62).
19 - وعند
المامقاني (ت 1323هـ) في كتابه تنقيح المقال في أحوال الرجال (2/183) جاء
ذكر ابن سبأ ضمن نقولات عدة ساقها المؤلف من مصادر شيعية متقدمة عليه.
20 - أما محمد
حسين المظفري (ت 1369هـ) وهو من الشيعة المعاصرين الذين لا ينكرون وجود ان
سبأ وإن كان ينفي أن يكون للشيعة به أي اتصال. تاريخ الشيعة (ص 10).
21 - أما
الخوانساري فقد جاء ذكر ابن سبأ عنده على لسان جعفر الصادق الذي لعن ابن
سبأ لاتهامه بالكذب والتزوير. روضات الجنات (3/141).
هل بعد هذا تنكرون مؤسس ملتكم يا رافضة؟!
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).