0
لا أطالب الشيعة سوى بهذه الخطوة التي لا مراء فيها
الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على من لا نبي من بعده؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
قال الله تبارك وتعالى: ﴿أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَـهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
أطلب من الشيعة الباحثين عن الحق التمسك بهذه الآية، والتي تعتبر الخطوة الأولى في التقدم نحو طريق الهداية بإذن الله.
كيف ذلك؟
قص علينا الله عز وجل في هذه الآية قصة وقت احتضار نبيه يعقوب عليه السلام وسؤاله أبنائه... إلى آخر القصة، لكن من حكمة علام الغيوب أعقب كلامه بأن لا نشغل أنفسنا بأعمالهم وأفعالهم بل نستفيد من العبر التي مرت بهم والتي تحث على العقيدة السليمة والخُلق الحسن، لعلمه سبحانه أن الناس صنفين:
صنف مؤمن صادق لا يهمه سوى كيف ينجي نفسه من الخسران بعد أن أقسم جبار السموات والأرض أن الإنسان خاسر لا محالة ما لم يتدارك نفسه قبل أن يتدرّك في دركات جهنم والعياذ بالله، فيأخذ من قصص الأنبياء ما يقربه إلى الجنة ويزحزحه عن النار.
وصنف آخر مذبذب في كل شيء، سفيه العقل، مريض القلب، يتشبث بالقشور، يتساءل: كيف يسأل يعقوب أولاده؟!
أولاً يعرف أبناءه؟ ومن أحق أولاده به؟ ولم ذلك ومتى وأين؟!
فقطع الله تعالى على المشككين وكثيري الأسئلة كلامهم، وأخبرهم أن لها ما كسبت (الأنبياء والأمم السابقة) ولكم ما كسبتم (أي نحن) ليس ذلك فحسب، بل لن يسألك رب العزة عن ما عمل إبراهيم ولا عما عمل يعقوب عليهما السلام. فكيف يسألك عما عمل الصديق والفاروق رضي الله عنهما؟!
ولماذا سميتها خطوة أولى؟
لأن الله عز وجل لا يهدي القوم الظالمين، قال تعالى: ﴿وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾، فالظلم إذن كما بيّن القرآن الكريم يحول بين العبد وربه، فكفَّ لسانك وقلمك عن الطعن في الصحابة وأمهات المؤمنين فأنت لن تسأل عنهم يوم تقوم الساعة، فعليك أن تتوقف عن ظلمهم، حتى لو كنت تعتقد فيهم المعتقدات الباطلة فلا تتفوه عنهم بسوء لأنك ستكون قد حققت الظلم من جانب آخر ألا وهو عدم تطبيقك لهذه الآية التي تنذر بعدم الخوض في أحوال الأمم السابقة.
لذا عليك أن تذعن للآية الكريمة وتؤمن وتعمل بها، فقد يكون كفك عن الظلم سبب في هداية الله تبارك وتعالى لك ومعرفتك للحق المبين.
إذن لا أطالبك الآن إلا بالكف عن الأذى!
علماً أن الكف عن الأذى لوحده لا ينفع، بل حب نقلة الدين من السابقين فرض ثابت من القرآن الكريم والشك فيهم يؤدي إلى الهاوية، لكن لنكن على خطوات متسلسلة بإذن الله، ولتكن هذه أولى الخطوات والتي لا مراء فيها والله الهادي إلى سواء السبيل.
هل يكسبك أيها الشيعي الطعن (بأي جانب منه) في أمهات المؤمنين والصحابة المكرمين نفعا ً في الآخرة؟!
إن قلت لا، فكف عن ما تقوم به استجابة لربك لعل الله يهديك، وإن قلت نعم وخالفت قول خالقك، فإلى جهنم وبئس المصير.
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
المصدر: شبكة الدفاع عن السنة

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top