0
الحمد لله رب العالمين، ونصلي ونسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.
أما بعد:
نشأة الفكر الرافضي وموقف آل البيت منه:
يعد الفكر الرافضي الاثني عشري الشيعي الإمامي من الأفكار والمذاهب الدخيلة على أمتنا، فليس في نشأته ولا في ما يحمل في طياته من عقائد وأخلاق وقيم من دين الإسلام في شيء؛ فإن الرافضة كما علم من التاريخ القديم في عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين أنهم -أي: الرافضة- أظهروا عقائدهم التي هي نبتة يهودية أظهرها عبد الله بن سبأ اليهودي الصنعاني، والذي أظهر القول بالوصية، والقول بالرجعة، ثم تمادى به الحال إلى أن ادعى الألوهية لعلي رضي الله عنه وحاشاه، وقد كان الموقف المشرف من الإمام علي رضي الله عنه ذلك الخليفة الراشد الهمام، حيث أمر بقتلهم ومناجزتهم على دعوى أنه إله، ولا شك أن هذه النبتة ما زالت إلى اليوم تبث سمومها في أمة الإسلام، والرفض ما زال يريد أن يستطير حتى يفرق الأمة، وحتى يورثها انقساماً وقتلاً واضطراباً في أحوالها.
وإن المتتبع لأحوال هذه الطائفة المارقة يجد أنها تحمل الكثير من العقائد المنحرفة، فإنهم يدعون إلى عبادة القبور، وإلى الغلو في أئمتهم، إلى درجة أنهم وصفوهم بصفات الله سبحانه وتعالى، فقالوا عنهم بأنهم يعلمون الغيب، وقالوا: إنهم يحيون الموتى، وقالوا: إنهم عين الله، وجنب الله.. وغير ذلك مما لا يليق أن ينسب إلى أئمة آل البيت رضي الله عنهم ورحمهم الله، وقد كانوا ينكرون ذلك، كما في كتب أهل السنة حيث نصوص كثيرة منقولة عنهم، ولكن ما زالت هذه الفرقة تبث هذه السموم، وتستعطف العقول الجوفاء من خلال التعرض لهذه العقائد بأسلوب عاطفي لا يمت إلى الإسلام، ويعرضون الكفر من خلال ما يبثون من كلماتهم.
من عقائد الرافضة:
هم يصدون عن الإسلام برمته، فإنهم لا يقرون من خلال ما كتبوا في كتبهم المنشورة والمعتمدة عندهم.. لا يقرون بحجية كتاب الله تعالى، ولا يقرون بثبوته وعصمته من التحريف؛ ويدعون أنه كتاب محرف، وإن قال البعض منهم أنهم لا يقولون ذلك، لكن ما موقفهم من أئمتهم الذين يقولون ذلك؟ وهل يتبرءون منهم؟ وهل لديهم استعداد لحرق تلك الكتب؟ وهل لديهم استعداد أن يوقعوا مع علماء أهل السنة والجماعة، ومع علماء المسلمين أجمعين على حجية كتاب الله، وعلى أنه معصوم ومحفوظ بحفظ الله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر:9].
طعنوا في كتاب الله تعالى، وطعنوا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكفروا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وتكفيرهم للصحابة إلا قليلاً يدل على أنهم يريدون أن يردوا السنة؛ لأنها ما وردت السنة إلا عن طريق الصحابة رضي الله عنهم، فإذا كفر الناقل طعن في المنقول، وأيضاً يطعنون في الصحابة فإذا لم يكن لنا صحابة ولم يكن لنا هدي لسلفنا إلى أين نرجع في فهم الإسلام؟ وهم أسد الناس رأياً، وأعمقهم علماً، وأقلهم تكلفاً، وأبرهم قلوباً؛ فكيف نترك هديهم؟ وإلى من نتركه؟ ألمثل هؤلاء المارقين عن الإسلام؟
يقول الإمام الغزالي رحمه الله: "إن مذهب الباطنية ظاهره الرفض، وباطنه الكفر المحض".
وقال ابن تيمية رحمه الله: "كثير من أئمة الرافضة وعامتهم زنادقة وملاحدة ليس لهم غرض في العلم ولا في الدين".
فساد الرافضة السياسي ضد المسلمين:
لديهم من الأساليب الحمقاء والأساليب الرعناء الكثير، فهم يشوشون ويدعون إلى الاختلالات في أمة الإسلام، فما من حرب.. بل وحروب تدار في أمتنا اليوم إلا وتجد للرافضة قدم السبق في ذلك، بل هم الذين يحرصون على هذا، فلا يقرون بإمامة أي إمام عادل من أئمة المسلمين.. بل إنهم يسعون إلى تفكيك أواصر المجتمع المسلم، وإحداث الفتن والبلابل والقلاقل الكثيرة، يقولون في عقائدهم: "كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت"، وقالوا: "خالطوهم بالبرانية وظاهروهم بالجوانية إذا كانت الإمرة صبيانية".
ولهذا فأي عدو من أعداء الإسلام يأتي ليتربص بأمتنا، ويأتي ليجتث قرار المسلمين من أرضهم؛ فإن الرافضة يسارعون في مناصرته وفي معاونته على أمة الإسلام، يقول ابن تيمية رحمه الله: "فقد رأينا ورأى المسلمون أنه إذا ابتلي المسلمون بعدو كافر كانوا -أي: الرافضة- معه على المسلمين"، فهم قاتلوا مع النصارى في الحروب الصليبية، ومنعوا أن يقام الجهاد لمواجهة الحروب الصليبية التي جاءت لتجتث المسلمين من بلادهم، وعندما أتى التتر من الشرق ليغزوا بلاد الإسلام كان -كما يعلم في التاريخ- دور ابن العلقمي ونصير الدين الطوسي بأنهم أضعفوا جيش الأمة وضايقوا الناس، وأيضاً كاتبوا التتر بمناصرتهم على الخلافة العباسية، وأسقطوها حتى قتل في تلك الفاجعة وتلك الموقعة ما يقدر اليوم بمليون وثمانمائة ألف مسلم في أرض بغداد.. أرض الخلافة الإسلامية.
ونحن نعلم أن الدولة الصفوية التي ظهرت في 1909م كانت خنجراً مسموماً في ظهر الدولة الخلافة العثمانية، وكم تحالفوا مع أعداء الإسلام، وكم أنشئوا من الأمور المنكرة، وكم قاتلوا أمة الإسلام مناصرة لأعدائها، وهم ما زالوا إلى اليوم يفعلون نفس هذا الفعل، فإن أحد قادتهم وساستهم في هذا الزمان يقول: "لولا إيران ما سقطت كابل، ولولا إيران ما سقطت بغداد"، يتبجح بهذا ويظهر قوته وعنفوانه، وأنه قدم خدمة لليهود والنصارى.
إننا لا نقر أي عمالة لليهود والنصارى والصهيونية من أيٍ كان حتى ولو ادعى أنه من أهل السنة، فكيف وهؤلاء الرافضة يتبجحون أنهم فعلوا ذلك، وأنهم انتصروا في سياستهم على أمة الإسلام؟!
إذاً: فهم في الجانب السياسي هذا دورهم لا يقرون إلا بإحداث الفتن، وهم يتربصون بالأمة، ويناصرون أعداء الإسلام على أمة الإسلام.
فساد الرافضة بمجتمعات المسلمين:
في المجال الاجتماعي دورهم خطير أيضاً، فهم في كل المجالات يفسدون حياة المسلمين، ففي المجال الاجتماعي يستعملون المراوغة والغش والخداع والتقية، أي: النفاق، والذي يسمونه تقية؛ لأنهم يظهرون الإسلام ويظهرون العقيدة الصحيحة أمام المسلمين ويبطنون الكفر. وهذا هو النفاق بعينه؛ لأن المنافقين إنما ديدنهم أنهم يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، فهم فعلوا ذلك، ويقولون: إن هذه تقية، ومن لا تقية له فلا دين له، وهذه من عجائب ما يقولون.
يقول الإمام الشوكاني رحمه الله أحد أئمة أهل اليمن: "وقد جربنا هذا تجريباً كثيراً، فلم نجد رافضياً يخلص المودة لغير الرافضي".
ويقولون عن كل من يخالفهم من المسلمين بأنه حلال الدم، ويقولون: إن استطعت أن تقتله أو أن تهدم عليه جداراً فافعل ذلك، وهذه كلها إخواني الكرام تدل على مدى حقدهم على أمة الإسلام، حتى إنهم يقولون: إذا قام قائمنا فإنه سيقتل تسعة أعشار العرب، يدعون إلى الشعوبية، يدعون إلى المجوسية، يريدون أن يقتلوا العرب، وما دخل العرب في ذلك، وأمة العرب هي قد حملت راية الإسلام، ونبينا صلى الله عليه وسلم عربي، وأئمة آل البيت من العرب، فكيف يقتل هذا الجنس ألأنه عربي؟ أيقتل الإنسان على نسبته، وعلى قبيلته، أم يقتل على ما يستحق من قتل؟!
أيضاً: هم في الجوانب الاجتماعية يثيرون الإباحية تحت ما يسمى المتعة والتي حرمت بالشريعة، وبإجماع أهل العلم، وبإجماع أئمة أهل البيت، وهي من الأمور المحرمة والتي لم تبح إلا في ضرورات يسيرة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نسخت إلى يوم القيامة وصارت محرمة.. يستبيحونها ولذلك كثر عندهم اللقطاء، وكثر الزنا، وكثر ذلك الفحش وهذا المنكر، وفقدت الغيرة، والإنسان إذا فقد غيرته فماذا بقي له من دينه؟!
فساد الرافضة في المجال الاقتصادي:
أيضاً: في المجال الاقتصادي هم يفسدون حياة من ينتسبون إليهم في المجال الاقتصادي، فيأخذون الخمس من الناس بغير حق، ويعتدونه في الأرباح وفي التجارة وفي الخياطة وفي أجرة الحج وفي الزكاة ونحو ذلك.. في كل الجوانب يأخذون الخمس، وهذا الخمس يذهب إلى آياتهم ومراجعهم التي يستخدمونها في إضلال المسلمين، وفي محاربة الإسلام، وهذا الخمس من المكوس المحرمة، والأمور التي لا يجوز لإنسان أن يدفعها لأحد، والإنسان إنما يجب عليه أن يدفع الزكاة إلى بيت مال المسلمين، وأن تخرج في مصارفها الشرعية، وما سوى ذلك فواجب عليه ما يجب عليه من النفقات الشرعية بما دلت عليه دلائل الكتاب والسنة.
دين الرافضة إلى زوال:
هذه كلها مخاطرهم الكثيرة التي سلكوها، والتي ما زالوا يدعون إليها، وما زال هذا الفكر الرافضي جاثم على أمتنا، وأنا بدوري ليست متشائماً، بل إنني أتفاءل أن هذا الفكر مصيره الزوال، وأنه لن يمكن في الأرض بإذن الله تعالى؛ لأن الله لا يمكن إلا لدينه الذي ارتضى، كما قال تعالى: ﴿وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ﴾ [النور:55]، والدين الذي ارتضاه الله تعالى هو الدين الذي بعثه به نبينا صلى الله عليه وسلم، وهو الدين الذي كان عليه أسلافنا الأوائل من الصحابة رضي الله عنهم، ومن أئمة آل البيت الأخيار رضي الله عنهم ورحمهم الله، وما زالت الأمة ترجع إلى هذا المعين، وتحب أن تعود إلى مثله، ولهذا كل يوم تتكشف الحقائق للناس، ويعرفون خطر هذا الفكر الدخيل، فأنا متفائل أن هذا الفكر مصيره الزوال بإذن الله تعالى، ولكنه ابتلاء من الله تعالى حتى نقوم بواجبنا في مواجهة هذا الفكر.
رسالة إلى آل البيت والزيدية في اليمن:
أقول: إننا في اليمن في هذا البلد أمام طرف وطائفة كبيرة وهي الزيدية، وهي فرقة من فرق الإسلام، وأصولها في الجملة أصول إسلامية وإن كان فيها بعض الخطأ والبدع التي قد لا تسلم منها بعض الفرق الأخرى، ولكن الزيدية شيء آخر غير الرافضة، فالزيدية شيء والرافضة شيء آخر، ويكفينا أن الإمام زيد بن علي رحمه الله تعالى كان من أئمة آل البيت ومن الأخيار ومن الصالحين، بل يعتبره أهل السنة من أئمة أهل السنة، وهذا الرجل العظيم رحمه الله هو الذي تبرأ من الرافضة عليهم من الله ما يستحقون عندما أرادوه أن يقول قولاً في خلافة وفي إمامة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فقالوا له: "ما تقول في خلافة أبي بكر وعمر؟ قال: هما وزيرا جدي"، وقد أحسن في قوله هذا، فإنه نسب الوزارة إليهم؛ لأنهم آزروا النبي عليه الصلاة والسلام، وخلفوه من بعده في أمته، وقد أحسنوا في خلافته، فقال: "ما أقول فيهم إلا خيراً، هما وزيرا حدي"، ونسب ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جده، وعرف تلك المكانة له، قالوا: إذاً تبرأنا منك ورفضناك، فقال: "اذهبوا فأنتم الرافضة".
إذاً: أدعو جميع إخواني الزيدية في هذا البلد الميمون الكريم أن نعيش إخوة متحابين، نحتكم إلى كتاب الله عز وجل، وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم، وما كان عليه علي والحسن والحسين رضي الله عنهم وأئمة آل البيت أجمعين، نحتكم إلى ما كانوا عليه، ونسير على منهاجهم، ونحافظ على وحدتنا وحلمتنا، ولا يجوز لنا أن نوجد مجالاً للرافضة في بلادنا.
إذاً: أقول وأؤكد: إن الرافضة في اليمن ليس لهم مكان بيننا، وإن دعوتهم لن تنتشر بفضل الله تعالى ثم بيقظة أبناء اليمن؛ لأنهم يعرفون تماماً أن الفكر الرافضي إنما هو فكر هدام، وفيه شذوذ في العقائد، وانحرافات كبيرة لا تستسيغها العقول، ويكفي أن الإمام ابن تيمية رحمه الله قال: "هم أكذب الناس في المنقول، وأجهل الناس بالمعقول"، فإذا كان ليس لهم عقل وإنما هم أصحاب حمق، وأصحاب زيغ، فهم أيضاً كذبة فجرة، فلا يليق بمسلم أن يسمح لهذا الفكر أن ينتشر بين أوساطه.
وإن علماء أهل السنة، وجميع المؤسسات والجهات والمراكز، وجميع الأنشطة والمناشط لأهل السنة، وأيضاً يشاركنا في ذلك بعض إخواننا من الزيدية.. نشترك جميعاً في أننا نحافظ على يمننا الكريم، وذلك بعدم الاستجابة لدعاياتهم المضللة والانخداع بها.
وفي هذا المقام أدعو إخواننا من آل البيت الذين شرفهم الله بهذا النسب الكريم وهم لهم حق على سائر المسلمين، فإن كان للمسلم حق واحد في المحبة فلهم حقان، حق لإسلامهم ولقرابتهم من الرسول صلى الله عليه وسلم، ونحن ندعوهم ألا ينخدعوا بأقوال الرافضة، فهم لا يردون تبجيلاً لآل البيت، ولكن يريدون أن يفتنوكم عن الدين، ويفتنوا بكم الناس، فاحذروا من هؤلاء، وانتبهوا لأنفسكم، وكونوا على ما كان عليه جدكم صلى الله عليه وسلم حيث دعنا إلى الهدى، وأوصانا أننا لن نضل أبداً إذا ما استمسكنا بكتاب ربنا، وبسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.
دعوة إلى التنبه لخطر الرفض وسمومه:
أدعو كل غيور في هذا البلد الكريم من الدعاة، ومن الصالحين، وجميع الجهات المعنية بالأمر على التعرف أكثر على خطر الرافضة ودسائسهم في كتب التاريخ، وشبهاتهم التي يبثونها يميناً ويساراً لإضلال المسلمين، إذا قمنا بهذه المعرفة؛ لأننا عندما نرد عليهم فإننا نرد عليهم بالعلم، والحجة تقابل بالحجة، والشبهة تقابل بالبرهان الساطع، ولن نستطيع أن نفعل ذلك إلا إذا كان لدينا رصد عما يقوله هؤلاء، وعما يبثونه من سموم، وإذا استطعنا أن نرصد ذلك رصداً علمياً موثقاً؛ فإننا نستطيع أن نبين ذلك ونرده رداً يقتنع به الناس، والله غالب على أمره، ولكن هذه أسباب مادية لا بد من بيانها.
أيضاً: أدعو جميع كل المسلمين من عامة الناس أن لا يقرءوا هذا الفكر الدخيل، وألا يطلعوا على قنواتهم، وألا يعطوهم أذناً لسماع شبهاتهم؛ لأن خطرهم ماحق، وسم فاقع، ومصيبة عظيمة أن الإنسان يستمع إلى هؤلاء، لأن الإنسان إذا كان خالي الوفاض، وخالي الذهن من العقيدة الصحيحة، ويستمع إلى هؤلاء فيخشى أن يصيب ذلك في قلبه، ويؤدي به إلى الانحراف، وهذا هو ديدن العقائد المنحرفة لا تأتي إلا إلى الجهلة، والإنسان عليه أن يعتصم ويعصم نفسه بألا يستمع إلى هؤلاء، كما قال تعالى: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ﴾ [النساء:140]، قال أهل العلم وقرروا من خلال هذه الآية في تفسيرها: بأنه لا يجوز السماع للمنحرفين والضالين وأهل البدع والضلال.. لا يجوز السماع لهم، ولا مجالستهم؛ لأن الإنسان إذا سمع قد يكون مشاركاً لهم في إثمهم، وأيضاً قد يبث في نفسه شيئاً من السموم، وهذه التي قد تصيب الإنسان في دينه؛ نسأل الله السلامة والعافية.
أيضاً: أخاطب الساسة من أبناء أمتنا ألا يهادنوا هذا الخطر الرافضي الذي يحدق بأمتنا؛ فإنهم لا ينزلون بلداً إلا ويحرقون الأخضر واليابس، ما ينزلون بلداً إلا ويبثون سمومهم، كم سمعت من بعض الإخوة أن هذا الفكر أوشك على أن يدخل بلاد السودان، وهذا الفكر أوشك على أن يدخل بلاد الصومال، وأوشك أيضاً أن يصل إلى بعض البلدان في أفريقيا وهي بلاد سنية محضة. هذه يا إخواني من الأمور التي ينبغي للساسة أن ينتبهوا لها، وإن كان الرافضة يعطونهم مالاً لكنهم يأخذون منهم عقيدتهم، يأخذون منهم أخلاقهم، يأخذون منهم دينهم، والإنسان لا ينبغي له أن يأخذ حفنة من المال من أجل أن يبيع دينه، فهذه من الفتن العظيمة التي نبغي أن نتنبه لها!
إخواني الكرام! الخطر الرافضي مهما كان خطراً لكننا نستطيع بإذن الله تعالى أن نواجهه.. إن كان بفكر نواجهه بفكر، وإن كان بسياسة نواجهه بسياسة شرعية صحيحة، وإن كان الرافضة مستعدون أن يتراجعوا عن أخطائهم، وأن يعودوا إلى صوابهم؛ فإن الطريق مفتوح أمامهم، وقد رجع الكثير من أبناء الشيعة عندما تبينت لهم الحقائق.
نسأل الله أن يسدد خطى الجميع، وأن يوفقنا إلى كل خير، وأن يعصم بلادنا من أخطار الرافضة والصهيونية والصليبية؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المصدر: منبر علماء اليمن

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top