0
يقول التيجاني:
"كيف يريدونه صحابياً عادلاً وقد دسّ السم للحسن بن علي سيد شباب أهل الجنّة وقتله".
ويقول: "كيف يحكمون باجتهاده وقد دسّ السم للحسن بن علي سيد شباب أهل الجنة فقتله، ولعلهم يقولون: هذا أيضاً من اجتهاده فقد اجتهد وأخطأ!".
فأقول:
هذا الادعاء باطل، وذلك لأسباب وهي:
أ) أنه لم يثبت أس دليل صحيح عليه، وإن كان عند التيجاني نقل ثابت عن عدل فليرشدنا إليه لا أن يتهم صحابياً دون أن يأتي ببينة على ادعائه.
ب) كان الناس في تلك المرحلة في حالة فتنة تتصارعهم الأهواء، وكل فرقة تنسب للأخرى ما يذمها، وإذا نقل لنا ذلك فيجب ألا نقبله إلا إذا نقل بعدل ثقة ضابط.
ج) لقد نقل أن الذي سمّ الحسن غير معاوية. فقيل: هي زوجته. وقيل: إن أباها الأشعث بن قيس هو الذي أمرها بذلك. وقيل: معاوية. وقيل: ابنه يزيد. وهذا التضارب بالذي سمّ الحسن يضعف هذه النقول؛ لأنه يعزوها النقل الثابت بذلك، والتيجاني لم يعجبه من هؤلاء إلا الصحابي معاوية مع أنه أبعد هؤلاء عن هذه التهمة.
د) حجة التيجاني هذه تستسيغها العقول في حالة رفض الحسن الصلح مع معاوية ومقاتلته على الخلافة، ولكن الحق أنّ الحسن صالح معاوية وسلّم له بالخلافة وبايعه، فعلى أي شيء يسمّ معاوية الحسن؟!
ولهذه الأسباب أقول: إن حجة التيجاني هذه خاوية على عروشها!
ثم أين علم الغيب الذي يعلمون به الأئمة وكيف لم يعلمه الحسن ويأكل من طعام مسموم؛ فإن كان لم يعلم بأنه مسموم فهذا إسقاط لعصمته، وإن قلتم بأنه يعلم وبرغم ذلك أكل فيكون قد انتحر وقتل نفسه، وهذا بلا شك طعن في الحسن رضي الله عنه.
ولم لا يكون من دس له السم شيعته؟!
ألم يطلقوا عليه لقب مذل المؤمنين؟!!

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top