الحمد لله نحمده
ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة،
ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وصحبه
وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. أما بعد:
فيا عباد الله!
اتقوا الله تعالى حق التقوى: ﴿يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لا يَجْزِي
وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا
إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾ [لقمان:33].
معاشر المؤمنين!
المتأمل لواقع
المسلمين في هذا العصر يجد حراكاً عجيباً، ويجد خلافاً غريباً، ويجد أمراً
مريباً من أجل إثارة نعرات طائفية، ومن أجل إضلال كثير من أبناء المسلمين..
كل ذلك تحت شعارات وستارات يجب أن تكشف حقائقها، ويجب أن يبين أمرها
للعامة والخاصة؛ لأن المتأمل يجد أن كثيراً من العوام الذين لم يقرؤوا ولم
يطلعوا على حقائق الأخبار والأسرار, يسيرون تباعاً لمن يسوقهم ويقودهم, ولو
كشفت لهم الحقائق لكان لهم شأن؛ بل شؤون أخرى، ألا وإن الأمر الذي يستغل
هذه الأيام ويروج بسببه ولأجله حتى تشيع الفرقة بين أمة الإسلام، هو مسألة
آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومكانتهم ومنزلتهم، وافتعال العداوة من
قبل الصحابة ضدهم، وأنهم قد ظلموا وسلبوا حقوقهم، وأن أهل السنة لا يحبون
آل البيت، وأننا نناصبهم العداوة والبغضاء، وكل ذلك وأيم الله من الأكاذيب
والفرى والأباطيل المختلقة التي لو اطلع أدنى من له حظ بعلم أو قراءة
وكتابة على حقيقة موقف أهل السنة والجماعة من آل البيت، وتعظيم شأنهم، وعلو
منزلتهم، بل والتعبد لله عز وجل بمحبتهم؛ لأدرك أن ما يشاع ويذاع إنما هو
من قبيل نشر الفرقة، وإيقاع الفتنة بين أمة الإسلام، وإننا لنعلم أن العقول
تعقل وتهدي أصحابها لإدراك الحقائق على أصولها، ولكن أين الذي يرضى أن
يميط الغشاوة عن بصره؟ وأين الذي يرضى أن يستقل بتفكيره؟ وأين الذي يتفكر
أنه يحاسب يوم القيامة وحده ولن يحاسب أحد يوم القيامة بالنيابة عن غيره؟
ألا وإن لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفوس المسلمين مكانة رفيعة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أما
بعد: ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا
تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله
واستمسكوا به. فحث رسول الله صلى الله عليه وسلم على كتاب الله ورغب فيه.
ثم قال صلى الله عليه وسلم: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي.. أذكركم
الله في أهل بيتي»[رواه مسلم في الصحيح].
وقد عرف المسلمون
لآل البيت هذا الفضل، حتى قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "والذي نفسي
بيده! لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي" [رواه الشيخان]، وقال أبو بكر أيضاً: "ارقبوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته" [رواه البخاري]. والمعنى: احفظوا نبيكم في أهل بيته فلا تسيئوا إليهم، ولا تؤذوا أحداً منهم.
وقال عمر بن
الخطاب رضي الله عنه للعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أيضاً: "والله يا
عباس! لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب أبي لو أسلم؛ لأن
إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب" [رواه الطبراني].
فأهل السنة يحبون
آل البيت، ويرون أن لهم حقان: حق الإيمان وحق القرابة، وفضل أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب وفضل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفضل
السبطين الحسنين سيدي شباب أهل الجنة معلوم متواتر بالأحاديث الصحيحة
والمستفيضة عند أهل السنة والجماعة، قال يحي بن سعيد وهو من أئمة الجرح
والتعديل عند أهل السنة عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين: "هو أفضل
هاشمي رأيته في المدينة"، وقال الإمام أمير المؤمنين في الحديث محمد بن
شهاب الزهري: "لم أرَ هاشمياً أفضل من علي بن الحسين"، وقال محمد بن سعد:
"كان علي بن الحسين ثقةً مأموناً كثير الحديث، عالياً رفيعاً ورعاً".
أما الإمام
الباقر محمد بن علي رحمه الله فقد قال عنه ابن سعد: "كان إماماً كثير العلم
والحديث"، وقال الصفدي: "الباقر أحد من جمع العلم والفقه والديانة"، واتفق
الحفاظ على الاحتجاج بالباقر كما نص على ذلك الذهبي.
وأما الإمام الصادق جعفر بن محمد فقد قال عنه رحمه الله: "قال أبو حنيفة رحمه الله أيضاً: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد".
وأما الإمام
الكاظم موسى بن جعفر رحمه الله فقد قال فيه أبو حاتم الرازي: "ثقة صدوق
إمام من أئمة المسلمين"، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية عن الكاظم: "وموسى بن
جعفر مشهود له بالعبادة والنسك"، وقال الذهبي: "كان موسى من أجواد الحكماء،
ومن العباد الأتقياء".
وأما الرضا علي بن موسى رحمه الله فقد قال عنه الذهبي: "كان من العلم والدين والسؤدد بمكان".
وأما الإمام الجواد محمد بن علي رحمه الله فقد قال عنه ابن تيمية: "كان يعد من أعيان بني هاشم، معروف بالسخاء والسؤدد".
هذه عقيدتنا في
أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الأئمة الكرام المعروفين المشهورين
من آل البيت حباً وإجلالاً وتعظيماً وتقديراً واتباعاً بإحسان، فلا يسبون
ولا ينتقصون ولا يغلى فيهم غلواً يجعلهم معصومين، أو يرفعهم فوق درجة
الأنبياء والمرسلين.
أيها المؤمنون!
ليس غريباً أن
نحب آل البيت، أو أن نحزن على قتل الحسين بن علي رضي الله عنه، بل ونحزن
قبل ذلك على قتل علي بن أبي طالب أيضاً، ونحزن على طعن عمر بن الخطاب رضي
الله عنه، ونحزن على قتل عثمان بن عفان رضوان الله عليهم من غير بدعة ولا
لطم ولا شق ولا دماء ولا تطبير ولا نياحة، لكن الغريب أن نجعل آل البيت
مطية لتشييع السنة، وتقسيم الأمة، وتكفير المسلمين، والعدوان على المؤمنين،
ويمرر التشييع في محاولات المشروع الصفوي في العزف على وتر يستغل من
السياسة طرفاً ليركب القضية الفلسطينية لتسويق الأجندة، ونشر التشيع الصفوي
الشعوبي الفارسي في منطقتنا؛ ليكون هذا التشيع غطاءً ظاهراً يحفي تحته
أهدافاً ترمي إلى تشييع السنة في العالم الإسلامي، وهيهات ذلك! وأنى لهم
التناوش من مكان بعيد.
الأخطر من ذلك
انسياق بعض العرب ممن تشيع ثم تنكر لأمته، وتنكر لعروبيته، وتنكر لوطنه؛
ليصبح من أدوات التنفيذ، ومادة المؤامرة في المشروع الصفوي الفارسي،
فأمعنوا القتل والتشريد والتنكيل والتعذيب في أهل السنة والجماعة، وكأن
تحرير القدس لا يتم إلا بذبح النساء والرجال من السنة في العراق، وكأن
استقرار العراق لن يتأتى إلا بقتل وتشريد وإبادة الآلاف من أبناء السنة
وتهجيرهم بعيداً عن ديارهم.
اسألوا كم كان
أهل السنة في البصرة وكم أصبحوا اليوم؟! وكم كان أهل السنة في بغداد وكم
أصبحوا اليوم؟! بل إن التقارير العالمية تقول إن أكبر هجرة جماعية منذ
تاريخ تهجير المسلمين من فلسطين عام ثمانية وأربعين على يد اليهود
والاحتلال الصهيوني إن ذلك زاد عنه، بل جاوز هجرة المسلمين السنة من العراق
في ظل الإبادة وفي ظل التشريد وفي ظل ملاحقة المسلمين! ماذا يجب على السني حتى يسلم من القتل والإبادة والتشريد؟!
لو كنت سنياً من
حقك أن ترفع صوتك وتقول: قفوا قبل أن تضعوا آلات القتل والطعن والعذاب
والتعذيب وغيرها في جسدي وأرسي وصدري وبدني .. قفوا قبل أن تنتهكوا داري!
ماذا تريدون مني لأفعله حتى أسلم من القتل والتهجير والتشريد وتعذيب أسرتي
أمام ناظري؟ هل يجب علي أن ألعن أبا بكر وعمر حتى أسلم من القتل؟ هل يجب
علي أن أتهم عائشة أم المؤمنين بالفاحشة والبهتان حتى أسلم من القتل؟ هل
يجب علي أن أقول إن الأئمة قد بلغوا منزلة ما بلغها نبي مقرب ولا ملك مرسل
حتى أسلم من القتل؟ هل يجب علي أن أغلو غلواً حتى أقول إن كل ذرة وكل تدبير
لا بد أن يكون بإرادة وتدبير أهل البيت؟ سبحان الله العلي العظيم! هل أقول
أو يجب علي أن أقول إن القرآن محرف، وأن الصحابة قد بدلوا وحرفوا فيه حتى
أسلم من القتل؟
أيها المسلمون!
ما يوم حليمة
بسر، والأمر قد جاوز حده ونحن حينما نتكلم بما تسمعون، لا نريد بعثاً
لفتنة، ولا نريد متسرعاً ليطيش بال عقل، ولكن نريد أن نحصن أبناء السنة
أولاً؛ فإننا رأينا فئاماً وجموعاً من أهل السنة بدأوا يصدقون الأقاويل
والطعن والنيل في أبي بكر وعمر وعائشة، وبدأوا يصدقون الأقاويل بتحريف
القرآن، وبدأوا يمعنون في الغلو في آل البيت حتى اعتقد بعضهم أن منزلتهم قد
جاوزت الأنبياء والمرسلين، أو أنهم من العصمة بمكان لا يفعلون خطأً، لا
يقولون إلا هدىً مسدداً، ووحياً يوحى, حينئذ يحق لنا أن نقول وأن نتكلم،
وأن نبين وأن نصرح، نقول ذلك من أجل تحصين أبناء السنة، ليست القضية أن
ينقص الشيعة واحداً، أو أن يزداد السنة واحداً، القضية أن نبصر الحقيقة على
أصولها، وأن نعرف ما هو الفكر الذي عليه المعركة, المعركة على ماذا القتل،
على ماذا التعذيب، على ماذا التشريد، ماذا يدور حول هذه مسألة تكفير أبي
بكر وعمر وردة الصحابة إلا نزراً يسيراً منهم، وماذا يدور حول قذف عائشة
رضي الله عنها، وحول أمور قد تراكم عليها التاريخ، وأكل عليها الدهر وشرب
تنبش من الماضي ليعاقب أبناء الجيل الحاضر بسببها، قضايا وأحداث وحروب
وأمور قد وقعت قبل مئات السنين، لا بد أن يؤخذ الثأر بحقد وبغضاء من أجيال
جاءت بعد سنين عدداً، إن أهل السنة أرحم الناس بالخلق؛ فلا ينبشون ماضياً،
ولا يحقدون على ما سلف، ومن أعلن براءته صدقناه، ومن قال أنا بريء ممن سب
الشيخين صدقناه، من قال أن بريء من القول بردة الصحابة أو كفرهم صدقناه، من
قال أنا بريء من القول بتحريف القرآن صدقناه بمجرد قوله، أليس المسلم يدخل
الإسلام بكلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) إذا قالها عصم بذلك دمه
وروحه وماله؛ فمن باب أولى وقد شهدنا له بالإسلام بكلمة أن نشهد ببراءته
بمجرد أن يعلن براءته من ذلك، وسريرته إلى الله عز وجل إن كان يسر أو يضمر
سريرة غير ذلك.
قال خادم الحرمين
الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أيده الله وجمع شمله وإخوانه
وأعوانه على عز وسؤدد ونصر وتمكين قال: "إن جهود نشر التشيع في العالم
الإسلامي لن تنجح"، وحذر من إذكاء نار المذهبية والطائفية التي يصطلي كل
أبناء العراق بنارها، والتي أبدلتهم بقوتهم ضعفاً، وبتآلفهم عداوة وبغضاء.
هذه دعوة إلى العقل والضمير، هذه دعوة إلى التجرد والانقياد لله ورسوله
والله، لن يحاسب السيستاني يوم القيامة بالنيابة عن كل من جعله مرجعاً، أو
بالنيابة عن كل شيعي في أنحاء العالم, ولن يحاسب ابن باز ولا سماحة المفتي
عن كل سني في أنحاء العالم ﴿وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾ [مريم:95]،
كلهم سيحاسب، وكل سيسأله الله عز وجل عن علمه وعن عمله، وماذا قدم وأخر،
دعوة إلى التجرد، دعوة إلى الانقياد، دعوة إلى الانتماء، لمن؟ لله وحده لا
شريك له، دعوة إلى الانتماء في طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ألا أيها العقلاء من أنحاء المذاهب والطوائف! لا تجعلوا الأقاويل والأكاذيب تحول بيننا وبينكم وبين الحق، لا نجعل الأسماء والأشخاص تحول بيننا وبين حقيقة الدين.
أحدهم يقول: هذا
معتقد الوهابية! أسألكم بالله: لو أن رجلاً في زماننا هذا لقي الله يوم
القيامة لم يعرف عن الوهابية شيئاً، ولم يعرف محمد بن عبد الوهاب، أو كان
هذا الرجل ولد قبل ألف ومائة وخمسة عشر قبل أن يولد بن عبد الوهاب رحمه
الله، أو ولد بعد أن مات ابن عبد الوهاب ألف ومائتين وستة، أو أنه عاش في
زمنه ولم يعرفه أبداً، ولم يقرأ له كتاباً، ولم يعرف رسالة، لكنه لقي الله
عز وجل موحداً لله في أفعاله وتدبيره وخلقه ورزقه والإحياء والإماتة
والتصرف في الكون كله في كل دقيق وجليل، ولقي الله موحداً لربه لا يصرف
شيئاً من العبادة إلا لله؛ فلا يصلي ولا يطوف ولا يذبح ولا ينحر، ولا يعتكف
ولا يستغيث إلا بالله عز وجل، ولقي الله موحداً لله في أسمائه وصفاته؛ فلا
يسمي أو يصف ربه إلا بما رضي الله لنفسه، أو رضيه النبي صلى الله عليه
وسلم لربه. هذا الذي حقق هذه الأمور لا يعرف ابن عبد الوهاب رحمه الله، هل
يعذبه الله؟ لا والله أبداً لو لم يولد ابن عبد الوهاب ما زاد الإسلام أو
نقص شيئاً، رحم الله الإمام المجدد، لو لم يولد ابن تيمية ما زاد الإسلام
أو نقص، ولذلك إذا جئنا في حوار مع أحد ثم قال أنتم وهابية، أقول له: إن
شئت استبعدنا شيئاً اسمه الوهابية، ولنحتكم إلى ما أجمعت عليه الأمة من
الدين والملة قبل أن يولد ابن عبد الوهاب؛ فإن قلت أنتم متأثرون بابن
تيمية، أقول لك إن شئت احتكمنا إلى ما أجمعت عليه الأمة قبل أن يولد ابن
تيمية في ستمائة وواحد وستين هجرية. المهم أن نجتمع على الحق، والحق لم يأت
به ابن تيمية إنما جدد نشره، وفصل علمه، وبين مسائله، وأفاد الخلق به،
والحق لم يظهره ابن عبد الوهاب من عنده، إنما وجده مندثراً في أمة كانت
تعبد الشجر والحجر، فجرد توحيدها وربطها بربها خالقها، وترك عنها وأبعدها
وجعلها تترك عبادة الأصنام أو القبور والفحول والأشجار والنخيل وغيرها أمة
الإسلام.
أيها العقلاء!
تعالوا لنتبرأ
إلى الله من كل ما خالف مراد الله، وتعالوا لنتبرأ إلى الله من كل ما خالف
مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يقل أحد من السنة أن المخالف من
الشيعة مستباح الدم والعرض، يجوز خيانته والغدر به، والكذب عليه، لم يقل
بذلك أحد من السنة، هل سمعنا أحداً أفتى وقال اقتل من لقيت، واغدر بمن
لقيت، واكذب على من لقيت، وغش من لقيت من الشيعة؟ لا والله. بل لا يجوز
ذلك، بل نذكر أنفسنا بقول الله في أقوام قالوا إن الله ثالث ثلاثة، وفي
أقوام قالوا عزير ابن الله، فيقول ربنا: ﴿لا
يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ
وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا
إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة:8]، فإذا كان هذا ديننا في من ثلث، أو ادعى العزير ولداً لله؛ فهل يجوز أن نغدر أو نغش أو نخدع أو نستبيح دم وعرض من خالفنا؟ لا والله.
ثم إن هذه
المسائل منها ما هو بدعة لا تخرج من الملة، ليس الخلاف بيننا وبين الشيعة
كمن أرسل إلي رسالة عبر البريد الإلكتروني من ثلاث صفحات وتزيد يقول: إن
الخلاف بيننا وبينكم في أننا نسدل أيدينا في الصلاة، قلت له: إن المالكية
يسدلون أيديهم في الصلاة، والمالكية من مذاهب أهل السنة؛ فانظروا إلى أي
درجة القوم يجهلون حقيقة الاعتقاد، ليس الخلاف في قضية سدل اليدين فهو لا
يبطل الصلاة، وليس الخلاف في النياحة ليلة عاشوراء، فهي لا تخرج من الملة،
وإن كانت النياحة مخالفة للشريعة، وليست القضية التي تخرج من الملة تفضيل
علي بن أبي طالب على أبي بكر الصديق، فهذا لا يخرج من الملة؛ إنما الذي
يجعل صاحبه يمرق من الدين أن يعتقد تحريف الكتاب المبين، والذي يجعل صاحبه
يمرق من الدين أن يعتقد ردة أصحاب سيد الأنبياء والمرسلين، والذي يجعل
صاحبه يمرق من الدين من يعتقد عصمة الأئمة حتى يجاوز بهم منزلة الملائكة
المقربين والأنبياء والمرسلين, حتى مسألة تفضيل صالح المسلمين على الملائكة
اختلف فيها عند أهل السنة, لكن أن يفضل آل البيت عليهم رضوان الله على
الأنبياء والمرسلين فهذا هو الأمر الخطير، أو أن يقال إنهم لا يخطئون بل
معصومون، ماذا تعني العصمة؟ تعني أن صاحبها يسدد ويؤيد بوحي من الله، يعني
أن الوحي لم ينقض، يعني أن الدين لم يتم، يعني أن النعمة لم تكتمل، والله
عز وجل يقول: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾ [المائدة:3].
أيها المسلمون!
نقول هذا ونخاطب
العقلاء من الشيعة والسنة، حتى يتداعوا ويبحثوا ويناقشوا ويطرحوا ويبينوا
في كل محفل وفي كل ميدان، وعبر كل وسيلة؛ ليقولوا وهم أرحم الناس بالخلق
العودة إلى الدين الصحيح قبل أن تناله الأيدي، والله لو تراجعنا ثم رجعنا
ثم رجعنا ثم رجعنا إلى أن بلغنا السلف الصالح والرعيل الأول لوجدنا من
الدين ونصوص الشريعة ما يكفي ويهدينا للوحدة والاجتماع، حتى لا يقول أحد إن
فرقتنا بسبب ابن تيمية، أو بسبب أحمد بن حنبل، أو بسبب محمد بن عبد
الوهاب.
السؤال الذي يطرحه اليوم الصغير والكبير والحاكم والمحكوم والذكر والأنثى والأمي والمتعلم:
لماذا لا نتفق على أصول الإسلام وأركانه وعقائده الكبار ليلتئم الجرح،
ويتوقف النزيف، وتحقن الدماء، وتحفظ الأرواح، وتتجه السواعد إلى مواجهة عدو
الأمة الحقيقي.
ليس الخلاف - كما
قلت - في مسألة فرعية, وليس الخلاف في مسألة لا تخرج من الملة, إنما
الخلاف في أمر خطير يدور حول تحريف القرآن، وتكفير الصحابة، وعصمة الأئمة،
وإنزالهم منزلة لا يجوز الغلو بهم فيها.
أيها العقلاء!
تعالوا إلى كلمة
سواء نبرأ إلى الله من تكفير أهل السنة إن كنا صادقين، ونتبرأ من مقولة
اسمعوها وكثير أمثالها يضيق المنبر بذكرها، يقول نعمة الله الجزائري في
الأنوار النعمانية: "أما الناصبي السني فإنه نجس وشر من اليهودي والنصراني
والمجوسي، كافر نجس بإجماع علماء الإمامية"! إن كان العقلاء من الشيعة
يريدون الحق والألفة والاجتماع في أوطانهم وفي بلدانهم، وفي صلة مباركة في
مجتمعاتهم فليتبرؤوا إلى الله من هذا، فقط يقولوا نبرأ إلى الله ممن قال
بتكفير أهل السنة، ولن يمتحنهم بعد أن يتلفظوا أو ينطقوا بالبراءة.
وقال أيضاً: "قلت
لأبي عبد الله: ما تقول في قتل الناصب؟ قال: حلال الدم، لكني أتقي عليك؛
فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً، أو أن تغرقه في ماء لكي لا يشهد به عليك
فافعل، قلت: ما ترى في ماله؟ قال: خذه ما قدرت".
كيف يمكن أن
نتعايش ونحن نجد نصوصاً كهذه الواجب البراءة منها؟ الواجب ألا تبقى، الواجب
أن يرتفع أصوات العقلاء بمناداة العوام والأتباع المساكين السذج البسطاء
الذي يكذب عليهم بمثل هذه المقولات، فيتربون على حقد وبغضاء وكراهية يوماً
بعد يوم في بغض إخوانهم في أوطانهم، وفي بغض المسلمين، وهم بين ظهرانيهم
ومن حولهم يقول محسن الطبطبائي الملقب بالحكيم في كتابه مستمسك العروة
الوثقى، قال: "الإجماع على كفر من خالف الشيعة"، يقول أحدهم نحن لا نقول
بذلك، نقول جزاك الله خيراً فقط أن نعلن البراءة من ذلك، نقول نبرأ إلى
الله من تكفير السنة، ونبرأ إلى الله من تكفير المسلمين.
عاش أبناء السنة
زمناً طويلاً لا يعرفون حقيقة ما يعتقده القول فيهم، أو بعض القوم فيهم،
وقال الخميني في كتاب المكاسب عن أهل السنة: غيرنا ليسوا إخواناً لنا، وإن
كانوا مسلمين فلا شبهة في عدم احترامهم، بل هو من ضروري المذهب كما قال
المحققون، بل الناظر في الأخبار الكثير في الأبواب المتفرقة لا يرتاب في
جواز هتكهم، والوقيعة فيهم، بل الأئمة المعصومون أكثر في الطعن، واللعن
عليهم، وذكر مساوئهم. والله ما كان شأن الأئمة عليهم رضوان الله أن يكون
أحدهم طعاناً ولا لعاناً ولا سباباً ولا فاحشاً ولا بذيئة، حاشا الأئمة
عليهم رضوان الله أن يكونوا طعانين لعانين شتامين أبداً.
أيها المسلمون .. ويا قادة الشيعة ويا مراجعها، ويا من يوجهون عوامها، ويا عقلاء السنة! تعالوا
إلى كلمة سواء؛ فإن كنتم دعاة وحدة فعليكم أن تحددوا موقفكم ممن يكفرون من
لم يوافقكم على قولكم بوجوب إمامة علي رضي الله عنه وأبنائه من بعده، أو
الاعتقاد أن الله نصَّب علياً رضي الله عنه إماماً بعد نبيه صلى الله عليه
وسلم، وبعده الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين إلى الإمام الثاني عشر الذي
اختفى في سرداب سامراء منتصف القرن الثاني، وأن هؤلاء الأئمة مرتبين بأمر
من الله، وأن جميعهم معصومون عن الخطى، مكملون شارحون لأوامر الله ورسوله،
نبرأ إلى الله من هذا الكلام.
نحن قلنا في
بداية هذه الخطبة: ما هو معتقد الأئمة في الإمام علي والحسن والحسين وفي
زين العابدين وفي الإمام جعفر وفي الإمام الباقري وفي الإمام الصادق وفي
الجواد وفي الرضا والكاظم؟ قلنا عقيدتنا وبيننا محبتنا؛ فكيف ننسب إلى
هؤلاء الذين نحبهم أنهم يقولون ويدعون الاتباع إلى تكفير السنة، أو سبهم
وشتمهم إن الغلو مرفوض, مرفوض عند السنة ومرفوض عند الشيعة لما غلا من غلا
من أهل السنة، وقفنا لهم هذا المنبر ووقف قبلنا العلماء والفضلاء ومن هم
خير منا، ونهوا السنة عن الغلو، فليس بمحرم أن ينهى الشيعة عن الغلو، ﴿لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ﴾ [المائدة:77]، دعوا
تكفير المسلمين وبغضاء المسلمين وكراهية المسلمين، وتعايشوا مع المسلمين,
من لم يعتقد هذه الإمامة بسلسلتها ومرتبتها وعصمتها ومنزلتها ومكانتها فهو
عند بعض مراجعهم كافر مخلد في النار، آخرهم اليوم السيستاني، وفتواه مشهورة
منشورة في موقعه أن من أنكر الإمامة، أو أنكر واحداً من الأئمة فهو بمنزلة
من أنكر الألوهية والنبوة، لم يقل أحد من أهل السنة أن من أنكر واحداً من
الصحابة، أو زل لسانه في واحد من الصحابة أنه قد كفر، وقالوا هو ارتكب
كبيرة، لكن من قال بردة الصحابة أو غالبيتهم أو عمومهم فهذا يعني أن كل
كلامهم الذين قالوه عن رسول الله كله تأليف على رسول الله، وكله تزوير وإفك
على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا شتمنا الصحابة، أو كفرناهم، أو
طعنا في عدالتهم فلا حاجة إلى كل كتب الحديث والسنة ودواوين المسانيد
والسنن، إذاً هذا ليس من كلام رسول الله ما دام الذي نقله ليس عدلاً ولا
ثقةً ولا مرضياً أبداً، وليس السيستاني أول من قال بتكفير من أنكر الإمامة،
سواءً إمامة علي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بل محمد بن علي ابن
الحسين ابن بابويه القمي الملقب بالصدوق في رسالة الاعتقاد، قال:
"واعتقادنا في من جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
والأئمة من بعده عليهم السلام أنه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء"، هذا لم يأت
به السيستاني وحده بل كان معروفاً في الملة والمذهب عند القوم.
أيها العقلاء!
تعالوا إلى كلمة سواء, نؤمن جميعاً بعصمة كتاب الله من التحريف والتبديل، وأنه: ﴿لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصلت:42]،
إذا أردنا الوحدة والتقارب لا بد أن نعلن رفضنا لما جاء في كتاب فصل
الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب للنوري الطبرسي الذي أورد فيه العديد من
الروايات التي تقول إن الصحابة حرفوا القرآن، الذين ماتوا من أجل القرآن،
الذين قتلوا من أجل القرآن، الذين بذلوا ونذروا أرواحهم ودماءهم من أجل من
نزل عليه القرآن صلى الله عليه وسلم، ومن أجل وجه الله عز وجل وحده لا شريك
له، هم الذين يحرفون القرآن!
تعالوا أيها العقلاء .. يا عقلاء الشيعة، ويا عقلاء السنة!
اعلموا واعملوا واجتمعوا على كلمة سواء في البراءة من هذا وأمثاله،
والبراءة مما يسمى بقرآن فاطمة، أو مصحف فاطمة الذي خطه علي بن أبي طالب
بيده، والذي حذف منه سورة اسمها سورة الولاية أطول من سورة الأنعام. صحابة
رسول الله يحذفون سورة بطول سورة الولاية بطول سورة الأنعام اسمها سورة
الولاية! لا إله إلا الله! إذا أراد الشيعة والسنة نصراً وعزاً ووحدة
فعليهم أن يعظموا القرآن، وعليهم أن يعتنوا بالقرآن، وأن يلتفتوا إلى
القرآن، ولقد قال أحد المراجع المعتدلين من الشيعة وهو معاصر واسمه محمد
حسين فضل الله، وهو من المراجع المعتدلة عندهم، يقول: "الحوزة العلمية في
النجف أو في قم أو في غيرها لا تملك منهجاً دراسياً للقرآن"، يعني أنها لم
تعط القرآن اهتماماً بل كل الاهتمام بالروايات بأسانيد لا تصل صحيحة ولا
موثوقة بأقاويل لا يصح نسبتها إلى الأئمة المرضيين عليهم رضوان الله ثمة
أمور لا يستطيع العاقل - والله – ذكرها، بل يستحي من أن يتلفظ بها فوق
المنبر مما يقال عن أبي بكر وعمر وعن عائشة رضوان الله عليهم.
وإن العاقل من
الشيعة والسنة ليعجب ويقول: هل يرضى الله أن يجعل أقرب الناس إلى نبيه هم
شرار الخلق الكفار أبو بكر وعمر وعثمان؟ هل ربنا عز وجل الذي يخبر نبيه
بالمنافقين ويبين لنبيه أسماء المنافقين، وأمينه في السر على أمر المنافقين
حذيفة يعرفهم؛ فهل ترون أن الله يخبر نبيه بأسماء المنافقين، ويجعل وزراء
وخاصة وأقرب الناس إلى نبيه أبو بكر وعثمان وعمر يكونون كفاراً، ويجعلهم
مقربين لنبيه صلى الله عليه وسلم؟ أو أن الله عز وجل يرضى لنبيه أن تكون
بناته شرار الخلق؟ حاشاهم أن تكون بنت أبي بكر عائشة وبنت عمر حفصة زوجات
لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهل يرضى الله أن يجعل بنات نبيه الأولى
والثانية زوجات لعثمان رضي الله عنه لما ماتت الأولى زوجه النبي الثانية،
هل كان النبي يفعل ذلك تقية، أو كان الوحي الذي أخبر النبي بأسماء
المنافقين سكت عن إبلاغه بكفر أبي بكر وعمر وعثمان؟ أيعقل هذا؟ أيقول عاقل
بهذا يا عباد الله؟ أين العقول؟
نعلم أن العوام
من الشيعة مضللون لا يعرفون الحقائق، ويستحقون الرحمة والشفقة والعطف
والرفق واللين في التعليم لبيان الحقيقة، وما أكثر الذين لما اطلعوا على
الحقائق تبرؤوا إلى الله من ذلك كله، هل يعقل أن الجيل الغالب من الصحابة
ارتدوا بعد رسول الله كانوا يعيشون مجاملة؟ أو كان النبي صلى الله عليه
وسلم معلماً فاشلاً؟ حاشاه أن يربي جيلاً يرتد بعده بمجرد موته، هذا والله
أمر غريب وعجيب، جاء في كتاب الكافي عن أبي جعفر قال: "كان الناس أهل الردة
بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة"، ثلاثة فقط هم الذين بقوا على
الإسلام وارتد الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم هذا في كتاب
الكافي، والكافي مرجع معتمد عند الشيعة.
أيها المسلمون!
نقول هذا لا
لنملأ القلوب حقداً أو بغضاء واحتقاناً، ولكن نقوله لتمتلئ العقول علماً،
لتمتلئ العقول علماً، والنفوس عزيمة على بيان الحقيقة بالحكمة والموعظة
واللين والرفق والمجادلة بالتي هي أحسن، قال الله عز وجل: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾ [الفتح:18]،
كم الذين بايعوا تحت الشجرة أكثر من ألف وخمسمائة صحابي رضي الله عنهم
بصريح القرآن، ثم يأتي من يقول إنهم ارتدوا بعد رسول الله، فإما أن يكون
الله علم أنهم سيرتدون فترضى عنهم وهو لا يعلم تعالى الله عما، يقول
الأفاكون علواً كبيراً، وإما أن يكون الله يعلم ذلك ويترضى عنهم تعالى الله
عما يقول الأفاكون علواً كبيراً، وإما أن يكون هذا هو الحق أن الله قد رضي
عنهم: «وما يدريك أن الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم»،
أهل بدر غفر لهم، أهل الشجرة رضي الله عنهم ثم نأتي نقول: لا لم يغفر لهم،
ولم يرض عنهم، بل ارتدوا وكفروا، وفعلوا .. عيب على العقول التي تصدق مثل
هذه الأقاويل وترد بها كلام الله عز وجل حتى نحقق الوحدة والوفاق لا بد من
نهي العامة عن الطعن في الشيخين وأمهات المؤمنين، أو التقرب إلى الله بسبهم
والطعن في أعراضهم، اسمعوا إلى هذه المقولة التي يرددها بعضهم الأول،
والثاني يعنون أبا بكر وعمر، عليهم لعائن الله.. هكذا يقولون الأول والثاني
عليهم لعائن الله كانا والله كافرين مشركين بالله العظيم، ويزعمون أن أبا
بكر وعمر وعثمان هم العجل وفرعون السامري وحبتر وزريق، روى الكليني في
الكافي عن محمد بن جعفر أنه قال: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا
يزكيهم ولهم عذاب أليم: من ادعى إمامة من الله ليست له، ومن جحد إماماً من
الله، ومن زعم أن له ما في الإسلام نصيباً"، أي: من زعم أن أبا بكر وعمر
لهم في الإسلام نصيب، فهذا ممن عليه هذا ممن لا يكلمه الله يوم القيامة ولا
يزكيه وله عذاب أليم.
إذا كنا صادقين
نريد وحدة المسلمين ونصرة الدين فلنجتمع على البراءة، ولنحذر العوام،
ولنعلم العوام المساكين من دعاء الصنمين المشهور المعروف الذي يردده كثير
منهم: "اللهم العن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما أبا بكر وعمر"، لا بد أن
يرحم العوام، وأن يعلموا ويقال هذا ليس بصحيح، وأن تبين لهم الحقيقة، وأن
تتآلف القلوب على طاعة الله وحده لا شريك له. نريد تجريد العقيدة، وصفاء
الملة من شوائب الإفك والأكاذيب والفرى لكل مسلم عاش في الصين شرقاً، أو في
طنجا غرباً، أو في الولايات المتحدة شمالاً، أو في جنوب الكرة الأرضية،
إذا أردنا وحدة المسلمين، وتحقيق الدين؛ فلندع العوام، ولنحذرهم من الخوض
في عرض النبي صلى الله عليه وسلم، والزعم أن أم المؤمنين عائشة كانت فاجرة
داعرة وقحة رضوان الله عليها، وهي الحصان الرزان أنزل الله براءتها من فوق
سبع سماوات، قال الله تعالى: أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا﴾،
الله يبرئها، ولما قالت أمها: "قومي يا عائش واحمدي رسول الله، قالت: يا
أماه والله لا أحمدكِ ولا أحمد رسول الله، وإنما أحمد ربي الذي أنزل براءتي
من فوق سبع سماوات"، يقال عن أم المؤمنين عائشة أمنا وأزواجه أمهاتهم يقال
عنها داعرة فاجرة! ماذا يبقى من الأخوة؟ ماذا يبقى من التآلف؟ ماذا يبقى
من الوحدة؟ ما هي حقيقة مشروع التقارب؟
إذاً: مع
بقاء مثل هذه الروايات والرضا والسكوت عن العوام، وعدم تحذيرهم منها،
يقولون: إن التي برئت من الزنا هي ماريا القبطية، وليست عائشة، ويكذبون على
رب العالمين، وعلى أمهات المؤمنين.
وفي تحريف القرآن
العظيم إذا كنا نريد الوحدة تعالوا إلى كلمة سواء تسلم قلوبنا وتصفى
أنفسنا من الغل والبغض لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم يقل الله
في الصحابة: ﴿وَالسَّابِقُونَ
الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ
اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة:100]،
من هم المهاجرون والأنصار؟ هل سيكونون خلقاً آخر غير الذين هاجروا من مكة
إلى المدينة، والذين آووا ونصروا، ووقفوا مع نبيهم حتى بلغ رسالة ربه صلوات
الله وسلامه عليه ورضوان الله عليهم أجمعين، أين هؤلاء من قول النبي صلى
الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي؛ فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه»[رواه البخاري ومسلم]، وقال صلى الله عليه وسلم: «النجوم
أمنة السماء، فإذا ذهبت النجوم أتت السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي
فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى
أمتي ما توعد»، أليس هذا دليل على فضلهم وعظيم ما دفع الله بهم من البدع والفتن والجور والفساد.
إذا كنا نتولى
أهل البيت حق التولي فلم لا نتبع أهل البيت في حبهم وثنائهم على صحابة رسول
الله رضوان الله عليهم، وإنا لنعجب إذا كان عليه رضي الله عنه أولى
بالإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا كان من شك في أمر الإمامة
لعلي بعد رسول الله فهو بمنزلة من شك في الألوهية والنبوة، لماذا رضي علي
وسكت بذلك إذا كان الأئمة معصومون وإمام الأئمة عندهم هو علي بن أبي طالب؟
فلماذا رضي علي بن أبي طالب أن يبقى مبايعاً تابعاً سامعاً لأبي بكر الصديق
طيلة خلافته؟ ولماذا رضي أن يبقى قاضياً عند عمر بن الخطاب طيلة خلافته؟
ولماذا رضي أن يكون والياً للقضاء في عهد عثمان طيلة عثمان؟ لماذا سمع لهم؟
لماذا أطاع لهم؟ لماذا غزى معهم؟ لماذا جاهد معهم؟ هل كان علي جباناً
حاشاه فتى الفتيان ليث بني غالب علي بن أبي طالب، كان يصرع عشرين رجلاً،
يتفرد بهم ويبيد خضراءهم بسيفه، ما كان علي جباناً ولا خواراً ولا خوافاً،
كان شجاعاً؛ فلماذا رضي أن يبقى في ظل أبي بكر هذه المدة وعمر وعثمان؟
لماذا علي زوج ابنته لعمر بن الخطاب إذا كان عمر كافراً؟ حاشاهم رضوان الله
عليهم، هل كان ذلك تقية؟ من أين جيء لأمة الإسلام بهذه التقية؟ يقول علي
بن أبي طالب رضي الله عنه: "لقد رأيت والله أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
فما أرى أحداً يشبههم منكم، كانوا يصبحون شعثاً غبراً باتوا سجداً وقياماً
يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم، كأن بين
أعينهم ركب المعزى من طول السجود، إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل
جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر خوفاً من العقاب، ورجاء الثواب". هذا علي بن
أبي طالب يمدح صحابة رسول الله.
ويقول علي رضي
الله عنه: "لا أوتين بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري"،
فلماذا لا نتبع إمام الأئمة في حبه لصحابة رسول الله وتنتهي المشكلة،
وتنتهي القضية، أم أن افتعال العداوة بين الصحابة من أجل قضية أخرى هي أبعد
في تاريخ مجوسي شعوبي فارسي بدأه ابن سبأ يوم طعن عمر بن الخطاب، وتممه
ابن ملجم يوم طعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وسعى فيه أهل الفتنة يوم
حاصروا عثمان وقتلوه في بيته.
تعالوا إلى ما
قال زين العابدين علي بن الحسين قال عن الصحابة: "اللهم فاذكرهم منك بمغفرة
ورضوان اللهم وأصحاب محمد خاصة الذين أحسنوا الصحبة، والذين أبلوا البلاء
الحسن في نصره، وكاتفوه، وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا
له حيث أسمعهم حجة رسالته، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته،
وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته، والذين هجرتهم العشائر؛ إذ تعلقوا
بعروته، وانتفت منهم القرابات؛ إذ سكنوا في ظل قرابته, اللهم ما تركوا لك
وفيك فأرضهم من رضوانك، اللهم وأوصل من التابعين لهم بإحسان الذين يقولون
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان خير جزائك، الذين قصدوا
سمتهم وتحروا جهتهم, لماذا نخالف زين العابدين في حب الصحابة؟ لماذا نخالف
الإمام جعفر الإمام السادس؟ لماذا نخالفه في حب الصحابة والذي جاءته امرأة
قالت: ماذا أقول في أبي بكر وعمر؟ قال: تولي أبا بكر وعمر، قالت: إذا لقيت
الله أقول توليت أبا بكر وعمر أمرني الإمام جعفر، قال: قولي ذلك لربك"،
الإمام جعفر والذي ينسبون إليه المذهب الجعفري يقول تولوا أبا بكر وعمر،
الأئمة يحبون أهل البيت كان علي رضي الله عنه مخلصاً لعثمان ناصحاً وفياً،
مستشاراً قاضياً، بل لما حوصر عثمان رضي الله عنه من قبل البغاة أرسل علي
رضي الله عنه، ولديه الحسن والحسين، وقال لهما رضي الله عنهما اذهبا
بسيفكما حتى تقوما على باب عثمان، فلا تدعا أحداً يصل إليه ثم اشترك علي
رضي الله عنه في الدفاع عن عثمان ثم انعزل عنه بعد أن دافع طويلاً بيده
ولسانه ولم ينكر الدفع كما قال ابن الميتم البحراني منهم في شرحه: "ولما
منع البغاة الطغاة الماء عن عثمان قال علي لهؤلاء: أيها الناس! إن الذي
تفعلونه لا يشبه أمر المؤمنين، ولا أمر الكافرين إن فارس والروم يأسرون،
ولكن يسقون ويطعمون والله لا تقطعوا الماء عن الرجل، وبعثوا إليه بثلاث قرب
مملوءة ماء مع فتية من بني هاشم"، ولما قتل عثمان رضي الله عنه بلغ ذلك
علياً وطلحة والزبير وسعداً وغيرهم من المهاجرين فاسترجعوا، ودخل علي رضي
الله عنه الدار والهاً حزيناً، وقال للحسن والحسين: كيف يقتل عثمان وأنتم
هنا؟ يعني لمَ لم تبذلوا أكثر من ذلك، مع أنهما رضي الله عنهما فعلوا
وبذلوا وقاتلوا وجالدوا حتى لا يقتل عثمان ومن شدة غضبه لطم الحسن وضرب صدر
الحسين، وشتم محمد بن طلحة من شدة غضبه على قتل عثمان بن عفان. ونحن نقول
إن عثمان وعمر وأبو بكر من الكفرة، وعلي كان يعيش معهم تقية لا يظهر
الحقيقة، كان من حب أهل البيت لعثمان زوجوا بناتهم من أبناء عثمان، وسموا
أسماء أبناءهم باسمه كما ذكره المفيد أن واحداً من أبناء علي بن أبي طالب
كان اسمه عثمان، بل علي رضي الله عنه سمى الحسن والحسين ومحمد ابن الحنفية -
أمه من بني حنيفة - وسمى أبا بكر، وسمى عمر، وسمى عثمان وأم كلثوم بنت علي
بن أبي طالب كانت زوجة لعمر بن الخطاب، ولدت زيداً ورقية، وسمى عبد الله
بن جعفر بن أبي طالب أحد ولديه سماه أبا بكر، وسمى ولداً آخر معاوية، هل
كان ذلك تقية أئمة آل البيت شجعان كرام علماء ثقات لا يفعلون هذا والله
مجاملة ولا تقية، وتواتر عن علي أنه كان يقول على منبر الكوفة: "خير هذه
الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر"، فهل من القوم اليوم من يسمي نفسه أو ولده
عمراً وعثمان وأبا بكر؟ جعفر الصادق يقول: "أصحاب رسول الله اثنا عشر كان
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنا عشر ثمانية آلاف من المدينة،
وألفان من مكة، وألفان من الطلقاء، لم ير فيهم قدري ولا مرجئ ولا حروري ولا
معتزلي ولا صاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار رغبة ورهبة"، إن ضلال
الأمم وضلال الأتباع وضلال العوام وضلال الغوغاء، إنما هو بالغلو وأهل
السنة وسط ينكرون الغلو أياً كان مصدره، جاء به سني فينكرونه عليه أو جاء
به شيعي، فينكرونه عليه هل من الدين أن يقال أن الأنبياء رسل الله كانوا
يتوسلون إلى الله بالأئمة كما جاء في وسائل الشيعة من كتبهم إن الأنبياء
أنفسهم كانوا يتوسلون إلى الله بالأئمة؛ فعن الرضا عليه السلام قال: "لما
أشرف نوح عليه السلام على الغرق دعا الله بحق آل البيت فدفع الله عنه
الغرق، ولما رمي إبراهيم في النار دعا الله بحق آل البيت فجعلها الله برداً
وسلاماً، وأن موسى عليه السلام لما ضرب طريقه في البحر دعا الله بحق آل
البيت فجعله الله يبساً، ولما أراد اليهود قتل عيسى دعا الله بفضل آل البيت
فرفعه الله ونجاه"، هذا من بحار الأنوار ووسائل الشيعة، حتى يونس عليه
السلام حبسه الله في بطن الحوت لأنه أنكر ولاية علي بن أبي طالب، ولم يخرجه
الله من بطن الحوت حتى قبل الولاية في بحار الأنوار. هل يقول: أحد إن
الأئمة يعلمون ما في السماوات وما في الأرض، ويعلمون ما في الجنة والنار،
ويعلمون ما كان ويكون؟! هذا في الكافي.
تعالوا إلى كلمة
سواء لنجعل أهل البيت عيوناً في وجوهنا، وتاجاً على رؤوسنا، وحباً في
قلوبنا، ولكن لا نغلو بهم إلى هذه الدرجة، حتى نقول إن الأنبياء توسلوا إلى
الله بحق آل البيت فسلموا من الغرق، وسلموا من البلاء، أو سلموا مما كان
إن من صميم عقيدة أهل السنة في أهل البيت أننا نحبهم، ونودهم، ونذكر قول
النبي صلى الله عليه وسلم: «أذكركم الله في أهل بيتي»،
بل إننا بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل صلاة نقول اللهم
صلّ على محمد وعلى آل محمد في كل صلاة. نصلي على آل البيت في النافلة، في
الفريضة، في كل صلاة نصليها، إذا جلسنا للتشهد صلينا على نبينا صلى الله
عليه وسلم وصلينا على آل البيت؛ فمن ذا الذي يقول إن بيننا وبين آل البيت
عداوة؟!
سئل علي رضي الله
عنه حتى لا يقولن أحد إن آل البيت قد جاءهم وحي يخصهم أو خصوا بشيء دون
سائر عباد الله وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان،
سئل علي رضي الله عنه: "هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء؟ فقال:
ما خصنا بشيء لم يعم به الناس، إلا ما في قراب سيفي هذا، فأخرج صحيفة فيها
لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من غير منار الأرض، ولعن الله من
لعن والده، ولعن الله من آوى محدثاً" [رواه الإمام مسلم]، أراد الإمام علي أن الشريعة والنعمة تمت، وأن الدين قد كمل، وأنه لا زيادة على شرع الله حتى مع مكانة أهل البيت وعلو منزلتهم.
دعوة للعقلاء
لبيان الحقيقة، وكشف الأستار، وحتى لا يضلل أبناء السنة بالأكاذيب
والخرافات، وحتى يستفيق العوام الذي طبلوا وراء هذه الشعارات، واستغلت قضية
فلسطين والحرب مع إسرائيل، كلنا نبغض اليهود الذين اعتدوا على المسلمين،
لكن ليس كل من حارب اليهود أن يكون حبيباً لنا، هتلر حارب اليهود وحرقهم
فهل نجعل هتلر حبيبنا لنا، ونواليه ونؤمن بدين هتلر لأنه حارب اليهود
وعذبهم، وفعل بهم، ليست تمثيلية كل من أطلق صاروخاً أو راية أو كلمة ضد
إسرائيل فهو الحبيب الذي لا يسأل عن دينه ولا عقيدته، ولا قوله في القرآن
ولا الصحابة، ولا العصمة ولا غير ذلك، ما عاد الصمت والسكوت عن بيان
الحقيقة جائزاً، هذا يوم يجب فيه الوعي والبيان بالعقل والمنطق والحجة
والدليل والبرهان، حتى لا يضيع أبناء السنة، اليوم السنة تشيعوا، أدركوا
السنة يا عباد الله السنة، أحدهم يخبرني من بلد مجاورة يقول كتب على باب
دورة المياه معاوية بن أبي سفيان، والحمارة الضائعة تسمى عائشة، والأطفال
المراهقين يستخفون بالصحابة! خطر عظيم على أبناء السنة اليوم، ألا وإني
النذير العريان، أخبركم وأحذركم - أمة الإسلام - من التهاون، اسألوا بعض
قبائل العرب من تشيع منها في ظل الجهل والفقر والحاجة، اسألوا العراق اليوم
أكبر هجرة جماعية على مر التاريخ، وإعلامنا مشغول بالفيديو كليب
والمسلسلات والتمثيليات والأمور التي لا تليق ولا يبين حقيقة، مثل هذه
المسائل، ماذا لو تسلط القوم على الإعلام، هل يبقى أحد، لماذا لا نعيش
المرحلة، لماذا لا نكون كفؤاً للمواجهة، لا أعني مواجهةً عسكرية ولا حربية
ولا فتنة ولا إنكاراً باليد؛ فنحن في بلد لهولاتها وإمامها وبيعتها وسمعها
وطاعتها لا نحدث شيئاً إلا بأمر ولاة أمرنا، ولكن أن نبين الحقيقة
بألسنتنا، وأن نقول كلاماً ليس قصدنا منه حقد يبادل حقداً لا بل علماً
يقابل حقداً فيبدده، ورحمةً تقابل ضغناء فتبددها. هذه رسالتنا، وهذه
مقاصدنا؛ فإن لم نفعل - أيها المسلمون - فربما يأتي يوم على بعض السنة يأتي
ولد ولده أصبح شيعياً بعد أن كان أبوه أو جده سنياً.
اللهم اجمع قلوب
المسلمين على الهدى، اللهم اجمع قلوب المسلمين على الهدى، اللهم اجمع
قلوبنا على البر والتقوى وما يرضيك يا رب العالمين، اللهم آمنا في دورنا،
وأصلح وولاة أمورنا، واجمع شملنا وعلماءنا وحكامنا على ما يرضيك عنا يا
أرحم الراحمين ،اللهم انصر إخواننا المسلمين المجاهدين في كل مكان، اللهم
عليك بمن عادى المسلمين وآذاهم وشردهم وقتلهم، اللهم فاجعل الدائرة على
المعتدين، والنصرة للمظلومين يا رب العالمين، ﴿إِنَّ
اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى
وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل:90]، فاذكروا الله العلي العظيم الكريم يذكركم، واشكروه على آلائه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).