قال الدكتور إبراهيم الرحيلي :
(أئمة أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - كسائر أهل السنة في موقفهم من
الرافضة ومن عقائدهم، فهم يعتقدون ضلالهم وانحرافهم عن السنة، وبعدهم عن
الحق.
وهم من أشد الناس ذماً ومقتاً لهم وذلك لنسبتهم تلك العقائد الفاسدة إليهم،
وكثرة كذبهم عليهم، وقد تعددت عبارات أهل البيت وتنوعت في ذم الرافضة
وبراءتهم من عقيدتهم.
فمما جاء عنهم في براءتهم من عقائد الرافضة وتأصيلهم عقيدة أهل السنة:
ما ثبت عن علي - رضي الله عنه - وتواتر عنه أنه قال وهو على منبر الكوفة: (خير هذه الأمة بعد نبيها أبوبكر ثم عمر -رضي الله عنهما-)
[أخرجه الإمام أحمد في المسند 1/106، وصححه الألباني].
وعنه - رضي الله عنه - أنه قال: (لايفضلني أحد على الشيخين إلا جلدته حد المفتري).
[اخرجه عبد الله بن أحمد في السنة 2/562]
وفي الصحيحين أنه قال في حق عمرعند تشييعه: (ما خلفت أحداً أحب إلىّ من أن
ألقى الله بمثل عمله منك، وايم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك،
وذلك أني كنت أسمع كثيراً رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ذهبت أنا
وأبوبكر وعمر، ودخلت أنا وأبوبكر وعمر، وخرجت أنا وأبوبكر وعمر، وإن كنت
لأظن أن يجعلك الله معهما).
وهذه الآثار الثابتة عن علي - رضي الله عنه - تناقض عقيدة الرافضة في
الشيخين كما تقدم، وتدل على براءة علي - رضي الله عنه - من الرافضة ومن
عقيدتهم، وتوليه للشيخين وسائر أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحبه
لهم، وإقراره للشيخين بالفضل عليه، وعقوبته من فضله عليهما، وتمنيه أن يلقى
الله بمثل عمل عمر.
فرضي الله عنه وعن سائر أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - الطيبين
المطهرين من كل ما ينسبه إليهم أهل البدع من الرافضة والخوارج المارقين.
ثم من بعد علي - رضي الله عنه - جاءت أقوال أبنائه، وأهل بيته، في البراءة من الرافضة ومن عقيدتهم، وانتصارهم لعقيدة أهل السنة.
وإليك طرفاً من أقوالهم في ذلك:
قول الحسن بن علي -رضي الله عنهما-:
عن عمرو بن الأصم قال: قلت للحسن: إن الشيعة تزعم أن علياً مبعوث قبل يوم
القيامة، قال: (كذبوا والله ما هؤلاء بالشيعة؛ لو علمنا أنه مبعوث، ما
زوجنا نساءه ولا اقتسمنا ماله).
[اخرجه عبد الله بن أحمد في السنة 2/562]
وروى أبو نعيم قيل للحسن بن علي -رضي الله عنهما-: إن الناس يقولون: إنك
تريد الخلافة، قال: (كانت جماجم العرب في يدي. يحاربون من حاربت، ويسالمون
من سالمت، فتركتها ابتغاء وجه الله، وحقن دماء أمة محمد - صلى الله عليه
وسلم -).
[حلية الأولياء 2/37]
قول الحسين بن علي -رضي الله عنهما:
كان يقول في شيعة العراق -الذين كاتبوه ووعدوه بالنصر، ثم تفرقوا عنه
وأسلموه إلى أعدائه-: (اللهم إن أهل العراق غرّوني، وخدعوني، وصنعوا بأخي
ما صنعوا، اللهم شتت عليهم أمرهم وأحصهم عدداً).
[أورده الذهبي في السير 3/302.]
ثم كان نتيجة غدرهم وخذلانهم له استشهاده - رضي الله عنه - هو وعامة من كان معه من أهل بيته، بعد أن تفرق عنه هؤلاء الخونة.
فكان مقتله - رضي الله عنه - مصيبة عظيمة، ومأساة جسيمة، يتفطر لها قلب كل
مسلم. تولى كبرها هؤلاء الشيعة، الذين يظهرون اليوم تحسرهم وندمهم على مقتل
الحسين بإقامة تلك المآتم المبتدعة في يوم عاشوراء من كل سنة.
فقبحهم الله ما أكذب دعواهم في ولاية أهل البيت، وأعظم غدرهم وخذلانهم لهم!!
قول علي بن الحسين -رحمه الله-:
ثبت عنه أنه قال: (يا أهل العراق أحبونا حب الإسلام، ولا تحبونا حب الأصنام، فما زال بنا حبكم حتى صار علينا شيناً).
[أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 7/1398]
وعنه -رحمه الله-: أنه جاءه نفر من أهل العراق، فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم-.
فلما فرغوا قال لهم: (ألا تخبروني أنتم المهاجرون الأولون الذين أُخرجوا من
ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك
هم الصادقون؟ قالوا: لا!
قال: فأنتم الذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم، يحبون من هاجر إليهم ولا
يجدون في صدورهم حاجة مما أتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن
يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون؟ قالوا: لا!
قال: أشهد أنكم لستم من الذين قال الله - عز وجل -: {والذين جاءوا من بعدهم
يقولون ربنا اغفرلنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا
غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم} ، اخرجوا فعل الله بكم!! ).
[أورده أبو نعيم في الحليه 3/137]
قول محمد بن علي الباقر :
عن محمد بن علي أنه قال: (أجمع بنو فاطمة على أن يقولوا في أبي بكر وعمر أحسن ما يكون من القول).
[أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 15/355]
وعنه -رحمه الله- أنه قال لجابر الجعفي: (إن قوماً بالعراق يزعمون أنهم
يحبوننا، ويتناولون أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما-، ويزعمون أني أمرتهم
بذلك؛ فأخبرهم: أني أبرأ إلى الله تعالى منهم، والله برئ منهم، والذي نفس
محمد بيده لو وليت؛ لتقربت إلى الله بدمائهم. لا نالتني شفاعة محمد، إن لم
أكن أستغفر لهما، وأترحم عليهما، إن أعداء الله غافلون عنهما).
[أخرجه محمد بن عبد الواحد المقدسي في النهى عن سب الأصحاب ص75]
وعن بسام الصيرفي قال: سألت أبا جعفر عن أبي بكر وعمر فقال: (والله إني
لأتولاهما، وأستغفر لهما. وما أدركت أحداً من أهل بيتي إلا وهو يتولاهما).
[أخرجه ابن سعد في الطبقات 5/321]
قول زيد بن علي -رحمه الله-:
عن زيد بن علي أنه قال: (كان أبوبكر إمام الشاكرين. ثم تلا {وسيجزي الله الشاكرين} ثم قال: البراءة من أبي بكر هي البراءة من علي).
[أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 7/1302]
وعنه -رحمه الله- أنه قال: (البراءة من أبي بكر وعمر، البراءة من علي -رضي الله عنهم-. فإن شئت فتقدم، وإن شئت فتأخر).
[أخرجه محمد بن عبد الواحد المقدسي في النهي عن سب الأصحاب ص75]
قول جعفر بن محمد الصادق:
عن عبد الجبار بن عباس الهمداني: أن جعفر بن محمد أتاهم وهم يريدون أن
يرتحلوا من المدينة. فقال: (إنكم إن شاء الله من صالحي أهل مصركم، فأبلغوهم
عني: من زعم أني إمام معصوم مفترض الطاعة؛ فأنا منه برئ، ومن زعم أني أبرأ
من أبي بكر وعمر؛ فأنا منه برئ).
[أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء 6/259]
وعن سالم بن أبي حفصه قال: سألت أبا جعفر وابنه جعفر عن أبي بكر وعمر فقال: يا سالم تولهما وابرأ من عدوهما؛ فإنهما كانا إمامي هدى،
ثم قال جعفر: يا سالم أيسب رجل جده؟ أبو بكر جدي، لا نالتني شفاعة محمد -
صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما).
[أخرجه عبد الله بن أحمد في كتاب السنة 2/558]
وعن جعفر بن محمد أنه كان يقول: (ما أرجوا من شفاعة علي شيئاً، إلا وأنا أرجوا من شفاعة أبي بكر مثله، لقد ولدني مرتين).
[أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 7/1301]
وعنه -رحمه الله- أنه سئل عن أبي بكر وعمر فقال: (إنك تسألني عن رجلين قد أكلا من ثمار الجنة).
وعنه أنه قال: (برئ الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر).
[أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء 6/260]
قال الذهبي معقباً على هذا الأثر: «قلت هذا القول متواتر عن جعفر الصادق،
وأشهد بالله إنه لبار في قوله، غير منافق لأحد، فقبح الله الرافضة».
فهذه هي أقوال أئمة أهل البيت، الطيبين، الطاهرين، الذين تدعي الرافضة إمامتهم وولايتهم، وينسبون إليهم عقيدتهم؛ جاءت موضحة ومبينة.
) انتهى .
[الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال، ص 82-88]
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).