0

لم يظهر الفرس وجههم الحقيقي الذي حاولوا إخفاءه كثيرا خلال فترات الضعف أو هيكلة مخططاتهم وتسويقها للعالم الإسلامي على أنها مشروع إسلامي يعمل لصالح الإسلام، وبدأ الشيعة الإيرانيون في إظهار وجههم الحقيقي عندما تمكنوا من الإمساك ببعض نقاط القوة مستغلين الضعف البادي على مسلمي السنة في الفترات الحالية.

فلم تكد التصريحات التي تصدر من سياسيين تحمل أي ملمح سوى ملمح استعادة ما تسمى بالإمبراطورية الفارسية لوجودها مرة أخرى، وتم التخلي عن العبارات المحفوظة المكررة التي كانت تقدم إيران نفسها للعالم - سواء الإسلامي أو الغربي - باعتبارها مشروعا إسلاميا، فجاءت التصريحات تحمل المعنى العنصري الشعوبي الذي تم إخفاؤه طويلا جدا، وأضحى بين عشية وضحاها حقيقة واقعة وأساسا لخطواتهم بحسب تصريحات زعمائهم.

ففي تصريحات اعتبرت في غاية الخطورة وصفت بأنها خالية من اللهجة الدبلوماسية وتحمل الصفة العدائية والتصعيدية والتهديدية، نقلتها وكالة رسمية إيرانية وهي وكالة أنباء الطلبة الإيرانيين "ايسنا"، على لسان"علي يونسي"، مستشار الرئيس الإيراني "حسن روحاني" يتحدث فيها حول مستقبل علاقة إيران بجيرانها من العرب خاصة وبالمسلمين السنة عامة.

فقال مستشار روحاني: "أن إيران اليوم أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي"، وبالطبع فالإمبراطورية التاريخية المقصودة هي الإمبراطورية الفارسية المجوسية التي هزمها الإسلام ومحا وجودها من التاريخ وأطفأ نيران معابدهم بنور التوحيد".

وأكد يونسي في حديثه الذي قاله بمنتدى "الهوية الإيرانية" بطهران على ان هذه الإمبراطورية تشمل إيران والعراق ليقدم مبرراته على التواجد العميق لإيران في العراق خلال الفترة الأخيرة، فقال "جغرافية إيران والعراق غير قابلة للتجزئة وثقافتنا غير قابلة للتفكيك، لذا إما أن نقاتل معا أو نتحد".

واستعاد يونسي الصلف الفارسي وتذكر أن الإسلام هو من قوض أركان هذه الإمبراطورية المجوسية التي عبدت النار وأذلت العباد، فذكر حاضريه بأعداء تلك الإمبراطورية وأكد على أنهم سيتقدمون إلى كل الدول العربية والإسلامية المحيطة، فقال: "إن منافسينا التاريخيين من ورثة الروم الشرقية والعثمانيين مستاؤون من دعمنا للعراق"، وقال أيضا: "كل منطقة شرق الأوسط إيرانية وسندافع عن كل شعوب المنطقة، لأننا نعتبرهم جزءا من إيران، وسنقف بوجه التطرف الإسلامي والتكفير والإلحاد والعثمانيين الجدد والوهابيين والغرب والصهيونية" وبالطبع فان إقحام اسم الروم الكاثوليك والصهيونية هو نوع من التلبيس والتدليس، فما بين إيران والكاثوليك واليهود صلات لن يتم التفكير في قطعها إلا بعد أن يتم الانتهاء من العالم الإسلامي السني، وبعدها يتم الصراع بينهم على اقتسام الغنائم أما قبلها فلن يكون بينهم خلاف.

وكان استدعاؤه للأسماء القديمة في الجبهات التي تنوي إيران الصراع معها باسم الروم الكاثوليك والعثمانيين والوهابيين هو نوع من استعادة الماضي وتوجيه الوعي للحاضرين باستعادة الإمبراطورية الفارسية من جديد، ليتم الانتهاء عن الخطوات المرحلية بالكلمات والمصطلحات التي باتت مستهلكة مثل الشيعة وأهل البيت والمظلومية وغيرها من المصطلحات التي أدت مهمتها في خداع المسلمين وظهر الوجه الحقيقي لهذا المشروع الذي يستهدف هدم الإسلام وتمكين المجوسية الفارسية مرة أخرى.

ولهذا كانت هذه الكلمات الواضحة منه والتي اختفت منها المصطلحات القديمة المستهلكة، فأكد بأن بلاده تسعى لتأسيس ما سماه بـ "اتحاد إيراني" في المنطقة، فقال: "لا نقصد من الاتحاد أن نزيل الحدود، ولكن كل البلاد المجاورة للهضبة الإيرانية يجب أن تقترب من بعضها بعضا، لأن أمنهم ومصالحهم مرتبطة ببعضها بعضا"، وأضاف "لا أقصد أننا نريد أن نفتح العالم مرة أخرى، لكننا يجب أن نستعيد مكانتنا ووعينا التاريخي، أي أن نفكر عالميا، وأن نعمل إيرانيا وقوميا".

وبالتالي نحي الحديث عن الدين جانبا، ونحي الحديث عن أهل البيت وما يسميه الشيعة دوما بـ "حقهم التاريخي" ليظهر الوجه الفارسي في محاولة استعادة الإمبراطورية الفارسية للمرة الثانية في التاريخ بعد المحاولة الأولى بالدولة الصفوية، فهل يفيق المسلمون؟

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top