تحذير الأمة المحمّدية من الاغترار بالشيعة الإمامية (2)
إنّ
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات
أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله
إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فقد كان المقال الأول من هذه السلسلة بمثابة التوطئة للحديث عن انحرافات الرافضة وضلالاتهم الواضحة ومزالقهم الفاضحة.
فبعد
تفنيد أكذوبة التقريب بين السنّة والشيعة، والتصريح بزيف تلك الدّعوة
الفجّة المبتدعة، شرعنا في ذكر جملة من خزايا القوم وأباطيلهم، مع إلقاء
بعض الهمسات في آذان القارئين قبل الانطلاق، والتي هي في الحقيقة مقدّمات
وتنبيهات، لا يستغني عنها قارئ هذه السطور والكلمات، بل يلزمه الرجوع إليها
كلّما يمّم شطر هذه المقالات.
ثمّ
إنّ من الحكمة بلا ريب أن يُفتح بابُ الضّلالات بأمّ الترّهات بل
الكفريات، أعني بذلك طعن الرافضة في كلام ربّ البريّات، الذي أنزله على
خاتم الرّسل وإمام الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه، فكان اعتقاد الرافضة
في القرآن الكريم أول عنصر تناوله ذلك المقال.
وهذه بين يديك -أخي الحبيب- مجموعة أخرى من بلايا القوم المجرمين، فتدبّرها لتَحذَرَها وتُحَذِّرَ منها أبناء ملّتك.
كتب السّنة والآثار المعتمدة عندهم:
تفرّد
الرافضة فيما يعتمدونه من كتبٍ ومصادر ومراجععن جماعة المسلمين، فهم لا
يقرّون بصحيحي البخاري ومسلم الذين هما أصحّ الكتب بعد كتاب الله تعالى
فضلاً عن كتب أهل السنّة الأخرى، بل إنّ لهم طريقةً فريدةً في تدوين
الأحاديث والآثار.
قال
محمد حسين آل كاشف الغطا في (أصل الشّيعة وأصولها): ( إنّ الشيعة لا
يعتبرون من السنة أقصد الأحاديث النبوية إلا ما صح لهم من طرق أهل البيت،
أمّا ما يرويه مثل أبي هريرة وسمرة بن جندب وعمرو بن العاص ونظائرهم، فليس
له عند الإمامية مقدار بعوضة!).
وقد
اشتهر الروافض بين الطوائف بكونهم يضعون الأحاديث المكذوبة في ذمّ الصحابة
ومدح آل البيت ونحو ذلك، حتى بلغت مروياتهم المكذوبة مئات الآلاف.. قال
حماد بن سلمة: (حدثني شيخ لهم-يعني الرافضة-قال: كنّا إذا اجتمعنا
فاستحسنّا شيئاً جعلناه حديثاً).
وبسبب بشاعة كثيرٍ من تلك الموضوعات، اضطُر بعض علمائهم إلى الاعتراف بالكذب والوضع.
قال
ابن أبي الحديد الشّيعي في (شرح نهج البلاغة): (فأمّا الأمور المستبشعة
التي تذكرها الشيعة فكلّ ذلك لا أصل له ولا رواة أهل الحديث ولا يعرفونه
وإنما هو شيء تنفرد الشيعة بنقله) فتنبه أيها المهتدي رعاك الله.
عقيدتهم في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قال الله تعالى: {والسابقون
الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا
عنه وأعدّ لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز
العظيم} [التوبة: 100].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» [متفق عليه]، وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: « لا تسبوا أصحابي فلو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه» [متفق عليه].
وقال
الإمام الطحاوي رحمه الله : (ونحبّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلمولا
نفرّط في حبّ أحد منهم، ولا نتبرّأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير
الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلاّ بخير، وحبّهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر
ونفاق وطغيان)... بل إنّ موقف المستشرقين من الصّحابة عموماً- والخلفاء
الأربعة خصوصاً- كان عادلاً في كثير من الأحيان.
يقول
المستشرق إيدوارد جيبون: (إنّ أعمال الخلفاء الأربعة ونشاطاتِهم كانت تقوم
على الإخلاص، حيث إنهم بذلوا آخر لحظة من حياتهم في سبيل قيام أداء
المسؤولية الدينية والأخلاقية الملقاة عليهم رغم أنّ المال والجاه لم يكونا
موجودين لديهم).
وأمّا الشّيعة عشّق الرفض فهذه بعض مقالاتهم في الأصحاب الكرام-رضي الله عنهم-:
روى
الكليني في كتابه الكافي عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: (كان النّاس
أهل ردّة بعد النّبيّ إلاّ ثلاثة. فقلت: من الثلاثة؟ فقال: المقداد بن
الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي).
سبحان الله! وماذا عن الأئمة المهديين والخلفاء الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان؟ إليك الجواب عند الرافضة:
روى الكليني في أصول الكافي عن أبي عبد الله في قول الله: {إنّ الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبيّن لهم الهدى..} [محمد: 25]،
قال: ( فلان وفلان وفلان، أي أبو بكر، وعمر، وعثمان، ارتدوا عن الإيمان في
ترك ولاية أمير المؤمنين) وليس هذا فقط، بل: روى المجلسي في كتابه (بحار
الأنوار): عن أبي علي الخراساني عن مولى لعلي بن الحسين، قال: ( كنت معه في
بعض خلواته، فقلت: إنّ عليك حقًا أن تخبرني عن هذين الرّجلين، عن أبي بكر،
وعمر؟ فقال: كافران، كافر من أحبهما). بل ولا يزال الرافضة إلى هذه
الأحيان التي يدعون فيها إلى التقارب المزعوم يختمون صلواتهم بلعن الشيخين
-رضي الله عنهما-، والتعبّد بقراءة دعاء صنمي قريش (يقصدون الخيّرين:
الصديق والفاروق) الوارد في كتبهم المعتمدة والذي كان خمينيّهم المارق يدعو
به بعد صلاة الصبح كلّ يوم، ونصّه: (اللّهمّ العَنْ صَنَمَيْ قريش
وجِبْتَيْهما وطاغُوتَيْهِما وابنتيهما-أي عائشة وحفصة-... الخ).
وإن
تعجب فعجب اتخاذهم قبر الفارسي المجوسي أبي لؤلؤة (قاتلِ الفاروق عمر بن
الخطاب -رضي الله عنه-) مشهداً يُزار ويُطاف به ويُتمسح بحيطانه، إمعاناً
في التنكّر لتوحيد الخالق ونكايةً في أفضل رجال هذه الأمّة وساداتها
وأشرافها.
مكانة الأئمة عندهم:
بوّب
الكليني في كتابه الكافي عدّة أبواب بيّن فيها فضل الأئمة عندهم ومنها:
باب أنهم أعلم من الأنبياء عليهم السلام ... باب: تفضيلهم على الأنبياء
وعلى جميع الخلق... باب: أنهم يقدرون على إحياء الموتى وإبراء الأكمه
والأبرص وجميع معجزات الأنبياء.
وقال
عبد الله الممقاني في كتابه (مرآة الرشاد): ( وعليك بُني بالتوسل بالنبيّ
وآله صلى الله عليهم أجمعين، فإنّي قد استقصيت الأخبار، فوجدت أنه ما تاب
الله على نبيّ من أنبيائه من الزلّة، إلا بالتوسل بهم).
وقال
المجلسي في كتابه (البحار): ( وقد اتفقوا على عصمة الأئمة - عليهم السلام -
من الذنوب صغيرها وكبيرها فلا يقع منهم ذنب أصلاً لا عمدًا ولا نسيانًا
ولا الخطأ في التأويل ولا للإسهاء من الله سبحانه ).
وقال
كبيرهم الهالك في هذا الزمان (الخميني) في كتابه (الحكومة الإسلامية):
(وإنّ من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبيّ
مرسل) بل جاء في الكتاب نفسه: (إنّ تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن.. ).
كما
أنّ عقيدتهم في الأئمة أنهم يعلمون الغيب: فقد عقد الكليني باباً في كتابه
(الكافي) جاء فيه: (إن الأئمة إذا شاءوا أن يعلموا علموا).
بل
إنّ الدنيا والآخرة في اعتقاد الروافض-تحت تصرّف الأئمّة. نقل الكليني في
كتابه الكافي عن جعفر الصادق أنّه قال: "أما علمت أنّ الدنيا والآخرة
للإمام يضعهما حيث شاء ويدفعهما إلى من يشاء"؟!
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).