0

معاداة الرافضة لشعائر الإسلام

على الرغم من ادعاء الرافضة أنهم مسلمون, بل وإطلاق التسمية الإسلامية على دولتهم, من خلال إضافة لفظ (الإسلامية) إلى الجمهورية الإيرانية, إلا أن أفعالهم وتصرفاتهم مع أهل السنة تشير إلى غير ما يزعمون ويدعون, فهم من أكثر الملل والنحل عداء لأهل السنة, بل ومن أكثرهم تشويها لحقيقة هذا الدين العظيم, وأشدهم أذى للمسلمين في كل مكان.

ومن المعلوم أن إيران تحتل منطقة الأحواز (عربستان) العربية السنية منذ أكثر من 80 عاما, حيث سقط الإقليم على يد الشاه بهلوي عام 1920, بعد أن اتفقت بريطانيا مع إيران على إقصاء أمير الأحواز (الكعبي) وضم الإقليم الغني بالنفط إلى إيران.

ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن وإيران تحاول بشتى الوسائل والطرق طمس الهوية العربية الإسلامية عن تلك المنطقة, حيث غيرت اسم الإقليم العربي وأطلقت عليه اسما فارسيا (خوزستان)، بالإضافة لممارستها جميع أنواع الاضطهاد بحق أهل السنة هناك, من تمييز عنصري وملاحقة واعتقال وإعدامات بالجملة لكل من يثبت تمسكه بالهوية العربية ومذهب أهل السنة والجماعة.

ومن آخر أنواع الاعتداءات التي لحقت بالمسلمين من أهل السنة في تلك المنطقة, ما تناقلته وسائل الإعلام عن قيام القوات الأمنية الإيرانية خلال الأيام الماضية باعتقال سبعة عرب أهوازيين بتهمة (التسنن)،بعد أن أدوا صلاة (التراويح) في شهر رمضان الجاري في أحد المنازل شمال مدينة الأهواز.

وقد نقل موقع (سحام نيوز) - المقرب من مهدي كروبي - عن مصادره في إيران، أن عدد المعتقلين يفوق السبعة، مضيفاً أن هؤلاء صلوا التراويح في أحد المنازل خفية، تخوفا من اتهامهم باعتناق المذهب السني.

وبدوره، أكد موقع (هرانا)،الناشط في مجال حقوق الإنسان الخبر، ناشراً أسماء الأهوازيين السبعة الذين اعتقلوا.

ويضيف هذا الخبر نوعا آخر من أنواع الممارسات العنصرية التي تمارسها طهران بحق أهل السنة, حيث تمنع السلطات الإيرانية أهل السنة - على وجه الخصوص - من أي ممارسة للشعائر الدينية, بينما تسمح لبقية الملل والنحل بممارسة شعائر دينهم – الوثنية أو الباطلة - دون أي معوقات.

ويكفي أن نذكر القارئ الكريم في هذا الإطار, أن اليهود من أكثر الطوائف المتمتعة بالحرية الدينية في بلاد الرافضة, حيث تنتشر دور العبادة اليهودية في طهران وغيرها من المحافظات الإيرانية, بينما لا يمتلك المسلمون من أهل السنة أي مسجد في العاصمة طهران!!

وكعادة الدول البوليسية فإن أسر المعتقلين لا تعلم أي شيء عن ذويهم, وهو ما أكدته عائلات المعتقلين السبعة - حسب ما جاء في تقرير (سحام نيوز) – حيث قالت: (إن القوات الأمنية اعتقلت أبناءهم يوم الجمعة الماضي، مضيفةً أنها لا تملك أي معلومات عن مكان اعتقال هؤلاء).

ولأن القانون والدستور ليس له أي أثر أو أهمية في الدول البوليسية والمذهبية, حيث يعتقل الأشخاص فيها دون أي تهمة أو جناية أو حتى مخالفة, بل وتكال الاتهامات الباطلة للشخص بعد الاعتقال لأسباب دينية أو مذهبية أو سياسية, فإن إيران لم تخرج عن هذا الإطار كونها الدولة البوليسية الأكثر تطرفا واستبدادا في المنطقة.

فقد اعتقلت السلطات الإيرانية الأهوازيين السبعة بتهمة (التسنن) وتغيير المذهب، وهي في الحقيقة ليست تهمة أو جناية, ناهيك عن أنها تخالف المادة 23 من الدستور الإيراني, الذي لا تجيز اعتقال أو محاكمة الأشخاص لمجرد أن لديهم مذاهب وعقائد أخرى تختلف والعقيدة الرسمية في إيران، وهي الشيعة الجعفرية الاثني عشرية.

ولم تكن هذه الحادثة فريدة من نوعها, أو خارجة عن سياق السياسة الرافضية المتبعة مع أهل السنة في طهران, بل هي حلقة في سلسلة الاعتقالات التي قامت بها قوات الأمن الإيرانية في السنوات الأخيرة، والتي تطال عددا كبيرا تتهمهم طهران بتغيير مذهبهم إلى السنة، بينما هم في الحقيقة لم يعتقنوا المذهب الاثني عشري أصلا.

لقد تجاوزت إيران بممارساتها العدائية للإسلام وتعاليمه وشعائره جميع الملل والنحل, وتخطت بحقدها وكراهيتها لأهل السنة والجماعة كل الخطوط الحمراء, فهل من وقفة موحدة لدول أهل السنة والجماعة أمام هذا الخطر القديم الجديد المحدق بهم؟!!

المصدر: مركز التأصيل للدراسات والبحوث

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top