{وَإِذْ
جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ
مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ
وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}، كلمات من الذكر الحكيم فيها تشريع ركن من أركان الإسلام الخمس وفيها استذكارا لمقام سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل عليهم السلام.
وزيارة
الكعبة المشرفة واجب على كل مسلم قادرا على بلوغها لما لها من مكانة في
نفوس المسلمين من شتى بقاع المعمورة حيث وصف ذلك الشوق القران الكريم في
بعض من آياته حيث قال: {وأذِن في الناسِ بالحجِ يأتوكَ رِجالا وعلى كل ضامر ياتين من كل فج عميق}.
هذا بعض من آيات القران الكريم التي تبين وجوب زيارة الكعبة المشرفة والطواف حولها وشوق المسلمين عامة لها واشتياق أفئدتهم لها.
وكان قديما قبل الإسلام يطاف حول الكعبة ولكن داخلها وما حولها الأصنام التي تعبد من دون الله وعنها يتحدث المشركون فيقولون: {ما نعبدهم إلا ليقربونا من الله زلفا}
وقربة لله هذا المشهد أصبح بحمد لله لا يرى بفضل ظهور الإسلام وانتصاره
على الشرك والجاهلية ولكن بمرور الأيام وبتعاقب الأعوام تظهر عادات قد
اندثرت وتندثر ممارسات قد عاشت وهذا حال عجلة الأيام التي تدور بشكل مستمر
إلى أن يأذن الله لها بالوقوف.
أما
زيارة المراقد والقبور فقد نهى رسول الله عنها في صدر الإسلام خوفا من
الطواف والتمسح والطلب منها من دون الخالق العظيم والمتفضل الكريم الله عز
وجل، ولكن بعد ترسيخ العقيدة الإسلامية الصحيحة داخل نفوس الصحابة رضوان
الله عنهم، جاء حكم الإباحة في زيارة القبور للتذكر والتفكر بأحوال الموتى و
الآخرة، ولكنه نهى صلى الله عليه وسلم بنائها وزخرفتها والطواف حولها أو
الطلب من أصحابها.
فزيارة
القبور جزيئه صغيرة من مقومات الشريعة الإسلامية الواسعة و لا تتعدى كونها
عملاً مباحاً يستوي الفعل وعدمه، من حيث الثواب والعقاب.
ولكن
زيارة القبور و المراقد في عقيدة الطائفة الشيعية ترتقي على ركن الحج إلى
بيت الله الحرام في الإسلام، بل إن عقيدة الاثني العشرية في الطائفة
الشيعية تفضل زيارة القبور والمراقد وتزيد عليه وجوباً وأجراً ومنزلة من
الحج .
حيث
يروى الكليني عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: (إن المؤمن إذا أتى قبر الحسين
(ع) يوم عرفة واغتسل من الفرات ثم توجه إليه، له بكل خطوة حجة بمناسكها -
ولا أعلمه إلا قال-وغزوة! فروع الكافي 4/580).
وتلقب ارض النجف بـ(الأشراف): أي أشرف البقاع على وجه الأرض، فهو أشرف من
الكعبة ، ويعبر محمد صادق الصدر عن ذلك بصراحة قائلاً: (وردت رواية بتفضيل
كربلاء على البيت الحرام، ونحن نعلم أن علي (ع) خير من الحسين كما نطقت به
الروايات فيكون قبره خيراً من قبره فيكون أفضل من الكعبة أيضاً، (المسألة
(9) ص5 من كراسة المسائل الدينية وأجوبتها/الجزء الثاني).
و
تتمتع أرض كربلاء والنجف بأفضلية لدى الطائفة الشيعية أكبر من مكة
المكرمة، فهي أرفع شرفا من الكعبة ومن المسجد النبوي وبيت المقدس)، حسب
عقيدة الطائفة الشيعية، والصلاة عند مرقد الخليفة علي رضي الله عنه أفضل من
الصلاة في بيت الله الحرام!.
حيث
ورد في كتاب (منهاج الصالحين) للخوئي المرجع الأكبر للأمامية في أواسط
القرن العشرين : (تستحب الصلاة في مشاهد الأئمة (ع) بل قيل: إنها أفضل من
المساجد، وقد ورد أن الصلاة عند علي (ع) بمأتى ألف صلاة.
أما
الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فيقول عنها الخوئي في كتابه:
(الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وآله تعادل عشرة آلاف صلاة، أي إن
الصلاة في مسجد النبي دون الصلاة عند علي بعشرين مرتبة!!.
ولدى
مرجع الطائفة الشيعية الأول في أواسط القرن العشرين محمد صادق الصدر الذي
يكشف عن عقيدته بكل صراحة فيقول: (وردت رواية بتفضيل كربلاء على البيت
الحرام، ونحن نعلم أن علي (ع) خير من الحسين كما نطقت به الروايات فيكون
قبره خيراً من قبره فيكون أفضل من الكعبة أيضاً).
أما
منزلة الكعبة المشرفة لدى مرجع شيعي آخر حيث يروي عن جعفر الصادق، فيقول
المجلسي: (إن الله أوحى إلى الكعبة لولا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا من
تضمه أرض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت الذي به افتخرت، فقري واستقري
وكوني ذنباً متواضعاً ذليلاً مهيناً غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء )،
بحار الانوار101/107.
وبحسب
المراقبون لممارسات الشيعة في موسم الحج فإنهم يتبركون بالقبور وخاصة قبور
البقيع التي يدعي الشيعة بأنها أقدس بقعة لأنها تظم أجساد ثلاثة أئمة من
المعصومين حسب عقيدتهم، بغض النظر عن بقية المدفونين هناك من الصحابة رضوان
الله عنهم، وغيرها من التمسح بقبر الرسول صلى الله عليه وسلم .
ومن
الممارسات التي تدل على شذوذ أتباع الطائفة الشيعية هي ما يوثقه موقع
المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني حيث يجيب على أسئلة متعلقة
بمناسك الحج جاء فيها:
الجواب:
جاء عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) أن المتمتع بالعمرة إلى الحج أفضل
من المفرد السائق للهدي ، وكان يقول ( عليه السلام ) : ليس يدخل الحاج بشيء
أفضل من المتعة .
وجاء عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( لو حججت ألف عام لم أقرُّ بها إلا متمتعاً ) .
-2 السؤال: من أتم حج التمتع وأراد الحج مرة أخرى وهو مقيم في مدينة جدة فهل ينوي حج الإفراد أم التمتع؟
الجواب: هو مخير والأفضل التمتع .
-3 السؤال: ماذا تعني كلمة التمتع في عمرة أو حج التمتع ؟
الجواب: يعني العمل الذي يتضمن جواز التمتع بالنساء في أثناءه.
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).