أبناء علي - رضي الله عنه - يُحرجون الشيعة ! وهم ( الحسن والحسين ومحمد ابن الحنفية ) رضي الله عنهم .
*أما
الحسن - رضي الله عنه - ، فهو أحد الأئمة المعصومين عند الشيعة ، أي أن
أقواله وأفعاله معصومة عندهم ! فلا يُمكن أن يخطئ فيها ، وقد أحرج الشيعة
مرتين :
1-مرةً
؛ عندما تنازل عن الخلافة لصالح معاوية - رضي الله عنه - في عامٍ سماه
المسلمون بعام الجماعة ، وفرحوا به ، وبايعه الصحابة أجمعون بالخلافة ،
وفيهم أهل البيت كلهم ؛ فتحقق بذلك قول جده صلى الله عليه وسلم : « إن ابني هذا سيد وسيُصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين » أخرجه البخاري.
فيُقال
للشيعة : أنتم تعتقدون أن معاوية كان كافرًا - والعياذ بالله - ، فكيف
يتنازل له الإمام المعصوم عندكم عن قيادة الأمة الإسلامية ، وهو المنصب
الخطير الذي تتعلق به أمورٌ مهمة كثيرة ؟!
فإما أن يكون الحسن - رضي الله عنه - غير معصوم ، وهذا ما يُبطل عقيدتكم .
وإما أن يكون معاوية - رضي الله عنه - مُسلمًا ، وهذا ما يُبطل عقيدتكم أيضًا .
فأنتم بين أمرين : أحلاهما مُر !
حاول
بعض الشيعة أن يتذاكى ويدعي أن الحسن إنما تنازل عن الحكم ولم يتنازل عن
الإمامة ! وأن هناك فرقًا بينهما ! والتنازل عن الحكم يجوز عندهم في سبيل
حماية الحسن وأتباعه القلائل من القتل والإبادة !
وهذا
تهرب منهم عن مواجهة الحقيقة ، لأنه لا فرق بين الإمامة والحكم عند
علمائهم ! وإلا لما أقاموا الدنيا على الخلفاء الراشدين قبل علي - رضي الله
عنهم جميعًا - .
وأيضًا : لم يكن أتباع الحسن - رضي الله عنه - قلة كما يزعمون !
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - تعليقًا على الحديث السابق :
(وفي
هذه القصة من الفوائد : علَم من أعلام النبوة ، ومنقبة للحسن بن علي ؛
فإنه ترك المُلك لا لِقِلّةٍ ولا لِذِلةٍ ولا لِعِلّةٍ ، بل لرغبته فيما
عند الله ).
2-الإحراج
الثاني : أن الحسن - رضي الله عنه - باعتراف علمائهم ( جعل أحد شروط الصلح
مع معاوية، أن يحكم في الناس بالكتاب والسنة، وعلى سيرة الخلفاء الراشدين )
. انظر: ( كشف الغمة للأربلي ) (2/193) و ( بحار الأنوار ) للمجلسي
(44/65).
وفي هذا دلالة أكيدة على أن الحسن كان يرى صحة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان ، ويصفها بالراشدة ، وهذا خلاف معتقد الشيعة فيهم !!
*وأما
الحسين - رضي الله عنه - فإن من عقيدة الشيعة أن أئمتهم يعلمون الغيب (
المطلق ) ، ويروون عن جعفر الصادق عليه السلام أنه قال : ( إني لأعلم ما في
السموات وما في الأرض وأعلم ما في الجنة وأعلم ما في النار وأعلم ما كان
وما يكون ) .
( الأصول من الكافي 1 / 261 ) .
وعنه
أيضاً عليه السلام أنه قال : ( والله لقـد أُعطينا علم الأولـين والآخـرين
. فقال له رجل من أصحابه : جُعلت فداك أعندكم علم الغيب ؟ فقال له : ويحك
إني لأعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء ) .
( بحار الأنوار 26 / 27 ) .
ومن
المتفق عليه أنه -رضي الله عنه - توجه إلى العراق بعدما كاتبه مَن يزعمون
أنهم أنصاره ، ثم خانوه ، فتوجه مع أهل بيته وقاتل أعداءه ، حتى قتلوه ومَن
معه من آل البيت - رحمهم الله - ، وهم حسب رواية الشيعة:
الحسين بن علي .
والعباس بن علي .
وعلي الأكبر .
والقاسم بن الحسن .
وعبدالله الرضيع بن الحسين .
وجعفر بن علي بن أبي طالب.
وعبد الله علي بن أبي طالب.
وعثمان بن علي بن ابي طالب.
ومحمد بن علي بن ابي طالب.
وأبو بكر بن علي بن ابي طالب.
وأبو بكر بن الحسن ابن علي بن أبي طالب.
وعبدالله بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
وعون بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب.
ومحمد بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب.
وجعفر بن عقيل بن أبي طالب.
وعبدالرحمن ابن عقيل بن أبي طالب.
ومسلم بن عقيل بن أبي طالب.
وعبدالله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب.
ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب.
فإذا
كان - رضي الله عنه - يعلم الغيب كما يدعي الشيعة : فلماذا ألقى بنفسه
وبمن معه إلى التهلكة ، فيكون منتحرًا - والعياذ بالله - ، فإن كان ارتضى
الموت لنفسه لمصلحة الدين كما يزعم بعضهم فرارًا من هذا الإحراج ! ، فأي
ذنبٍ لمن معه ، يُعرضهم للموت في الصحراء ؟! ثم أي مصلحة للدين حصلت بقتله ،
وقتل هؤلاء الأخيار معه ؟!
هذا ما يؤكد بطلان عقيدة الشيعة ، وأنه أحرج غلوهم بفعله هذا ؟!
*أما
محمد بن الحنفية - رضي الله عنه - ؛ فإن الشيعة يُشنع كثيرٌ منهم على أبي
بكر -رضي الله عنه - في قتاله للمرتدين ومانعي الزكاة ، ويدعي بعضهم أن
عليًا - رضي الله عنه - لم يُشارك في تلك الحرب . رغم أن كتابهم المقدس (
نهج البلاغة ) يُثبت هذه المشاركة !
ويروي عنه قوله :
(فأمسكت
يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام ، يدعون إلى محق دين محمد
صلى الله عليه وآله ؛ فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلمًا أو
هدمًا تكون المصيبة به عليَّ أعظم ) .
وتنزلاً
معهم في أنه - رضي الله عنه - لم يُشارك في حروب الردة ، فإنه من المتفق
عليه بيننا وبينهم أن أبابكر - رضي الله عنه - قد أهدى عليًا - رضي الله
عنه - إحدى سبايا بني حنيفة ، وهي خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية ، التي
ولدت له ابنه ( محمد ) الذي عُرف (بابن الحنفية ) نسبةً لها ، وهذا ما يؤكد
إقرار عليٍ - رضي الله عنه - لتلك الحرب ، وإلا لما استجاز لنفسه أن يقبل
السبيّة من أبي بكر - رضي الله عنه - ! ولهذا قال الإمام السمعاني عنها : (
كانت من سبي بني حنفية أعطاها إيّاه أبو بكر الصديق ، ولو لم يكن إماماً
لما صحّ قسمته، وتصرّفه في خمس الغنيمة، وعليٌ أخذ خولة، وأعتقها، وقد تزوج
بها ) ( الأنساب 4 / 299 ) .
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).