0
في ظل التشدد والانغلاق الذي يعيشه الإيرانييون بمختلف جوانب الحياة تحت عمامة "علي خامنئي"، أثارت صوراً (يعرضها شباب إيرانيون على موقع التواصل الاجتماعي انستغرام ضمن حساب أطلق عليه اسم شباب طهران الأثرياء، ويعرض وجهاً مختلفا لحياة البعض من شباب إيران)، حفيظة السلطات الإيرانية التي سارعت بحجب هذا الموقع، إلى جانب عدد آخر من المواقع الإلكترونية، على رأسها فيسبوك وتوتير، في حين يستثني المنع المسؤولين في الدولة، حيث يملك وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حساباً على تويتر والرئيس حسن روحاني والمرشد الأعلى للجمهورية آية الله الخميني حسابا على  إنستغرام.

لماذا حجبته إيران؟
تخشى السلطات الإيرانية من ردة فعل أبنائها من الطبقات الوسطى والفقيرة، حيث ترتفع نسبة البطالة والفقر في البلاد بشكل كبير، وسط تباين واضح في الفروض الاجتماعية وغياب العدالة بين طبقات المجتمع، الأمر الذي يزيد من قلق وغضب شباب الطبقات من الواقع الذي فرض عليهم الفقر وقمع السلطة، فيما ينعم شباب الأغنياء بالحرية المطلقة، كما يبدو أن شباب إيران يرفضون القيم "الثورية" التي يتبناها شيوخهم، لذا فإن التحدي الأكبر أمام المتشددين الإيرانيين قد يأتي من جهة أطفالهم وشبابهم بحسب ما جاء في صحيفة "العرب".



ماذا تعرض الصفحة؟
ويعرض الحساب صوراً لحفلات مختلفة تأتي من إيران عبر إنستغرام حيث يحوز حساب شباب طهران الأغنياء على اهتمام العالم، كما توثق الصفحة من خلال الصور حياة الترف والحرية التي يعيشها بعض الشباب من الأثرياء في طهران، حيث يعرض كل منهم صورا له في فيلاتهم الخاصة الواقعة بأحياء الأغنياء في شمال طهران، وسياراتهم الفاخرة والساعات التي تقدر بالملايين من الدولارات.

ويعرضون أيضاً حفلاتهم وصورا لهم بملابس البحر أو ملابس عصرية على أحدث صيحات الموضة البنات دون غطاء للشعر، وصدور مكشوفة وتنانير قصيرة وشعور مصبوغة بألوان فاتحة، والشبان في صور تبدو أقرب إلى صور ممثلي السينما الهوليوودية وهم يستعرضون أجسادهم في حمامات السباحة أو على سياراتهم الفارهة التي تختلف أنواعها بين سيارات الفيراري واللامبورغيني والمازيراتي والبورش وأستون مارتن وأودي.

اهتمام الإعلام الغربي
وشغلت صفحة (ريتش كيدس أوف طهران) على إنستغرام  التي تحظى بمتابعة 114 ألف شخصاً، اهتمام الإعلام الغربي، حيث قالت عنها صحيفة "تورنتو سان" الكندية إنها تكشف العالم السري والخفي لإيران بعيدا عن نظام آيات الله الهادم للذات، فالصور المعروضة، التي تبدو للمطلع عليها لأول وهلة كأنها صور مركّبة أو صور من عوالم أخرى غير عوالم إيران، هي صورة الدولة المتشددة التي تغلب على الصور القادمة منها الألوان الحزينة فيما تبدو ملامح سكانها شاحبة ونظرتهم قلقة.

لكن ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أنها راسلت البريد الإلكتروني الخاص بالحساب في شهر كانون الثاني العام الماضي، وجاءت الردود بأن الحساب يعرض الحياة التي يعيشها بعض الشباب بالغ الثراء داخل إيران.
وقالت إنها في محاولة للتأكد أكثر من مدى شرعية الحساب، فقد تحدثت مع مالك الصفحة الذي طلب بأن تبقى هويته سرية، وقال إن هناك ردود أفعال متداخلة داخل البلاد، لكن "كان أغلبها إيجابيا، ويقول البعض إنهم يشعرون بالصدمة مقارنة بما عرفوه وسمعوه عن إيران. وهو ما يجعلهم يضحكون".

وأضاف، في حديثه للصحيفة التي عنونت التحقيق بـ"إيران التي لا يريدونك أن تراها: شباب إيران يتباهون بحياتهم المترفة بشكل لا يصدق”، أن الصفحة أظهرت جانبا مختلفا من الشعب الإيراني، الإيرانيون يحبون لعبة الغولف والتزحلق على الجليد والتمتع بالأزياء والحفلات من بين أمور أخرى.

إيران عدو الأنترنيت
وتطبق إيران أحد أكثر سياسات حجب المواقع صرامة في العالم، الأمر الذي دفع منظمة مراسلون بلا حدود لأن تطلق على إيران لقب "عدو الإنترنت" وكان الحرس الثوري الإيراني قد اعتقل منذ حوالي شهر 540 شخصا من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب مقالات وآراء كتبوها أو لمعارضتهم النظام الإيراني في بعض التعليقات.

كما جاء في بيان للحرس الإيراني أن هناك مخططا لإفساد الشباب في إيران وتحريضهم ضد النظام، وأن معظم مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي- الذين يقدر عددهم بعشرين مليونا- هم "عملاء لأميركا ولإسرائيل".
المصدر اورينت نت

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top