لهذا سفهاؤنا يتشيّعون وعقلاء الشيعة يتسنّنون
حينما يحكّم الشيعة عقولهم يتراجعون عن خرافات مرجعياتهم وانحرافات مذهبهم المنسوب زوراً لآل البيت رضي الله عنهم.
أخذت هذا العنوان من برنامج حواري لنخبة من العلماء والمفكرين في إحدى القنوات الفضائية، فأعجبني وعزمت على تفكيكه وبيان أهميته وصدقيته وبيان كيف ضل سفهاؤنا وكيف نجا عقلاء القوم بهدايتهم للسنة، والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا ضل سفهاؤنا؟ والحقيقة أن انحراف أولئك السفهاء السنة للتشيع له أسباب، من أهمها ما يلي:
1-الجهل بحقيقة ديننا الحنيف وبخاصة جهلهم بأصولهم العقدية السنية الصحيحة من مصادرها المعتبرة.
2- سقوط سفهائنا في أيدي مبشري التشيع بعامة، والصفويين منهم بخاصة، حيث رسم أولئك المبشرون خططاً شيطانية للدعاية لمذهبهم وتوجهاتهم المنحرفة وقيام -لا أقول علماءهم بل- (معمميهم) الكذبة، برواية القصص الموضوعة واختراع الأحاديث المفتراة والمكذوبة التي يحاولون بها استمداد واستمطار الدموع من العامة الجهلة كما نراه رأي العين في جلسات حسينيات القوم والتي يعمل معمموهم فيها على الكذب الصراح وتضليل العامة، وما كان يدور في خلدهم أن تظهر جلساتهم إياها للناس عبر القنوات الفضائية، وإلا لما تورطوا في الكذب والسب والشتم لغيرهم مما سمعناه بل ورأيناه رأي العين.
3-فتح المجال لحسينياتهم في توزيع الكتب المليئة بالشبهات التي يحاولون بواسطتها جلب الآخرين لمذهبهم وعقائدهم الباطلة.
4-إغراء شبابنا، وبخاصة في البلدان الفقيرة، بالدراسة في إيران مع بذل الأموال لهم، ما يسيل له لعاب الفقير والجاهل.
5-إغراء السفهاء بتحقيق رغباتهم الجنسية بالدعاية لنكاح المتعة بدعوى أن له من الفضل كذا وكذا بأحاديث موضوعة ما أنزل الله بها من سلطان، ومعلوم أن علماءنا وضحوا كذب إباحة المتعة بالأدلة الشرعية من مثل قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المعارج: 29- 31]، أما السنة ففيها حديث صحيح عن إمامهم الأكبر الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقد روى عن الرسول صل? الله عليه وسلم (أنه نهى عن متعة النساء يوم خيبر) (أخرجه البخاري ومسلم). وهذا يدل على كذب معمميهم من أن الذي حرم المتعة هو عمر بن الخطاب-عاملهم الله بما يستحقون.
وقد نقل علماؤنا إجماع المسلمين على تحريم نكاح المتعة من كبار فقهائنا، منهم: الإمام النووي والمازري والقرطبي والخطابي وابن المنذر والشوكاني وغيرهم، ولم يقل بحل المتعة سوى طائفة واحدة هي الإمامية (الاثني عشرية)، ولم يحرم المتعة بزعمهم سوى أهل السنة، كما يزعم ذلك معمموهم. والحقيقة أن هناك من الشيعة من يقول بحرمة المتعة مثل الإسماعيلية والزيدية. فهل عرفتم الحقيقة؟ وهل عرفتم مدى التضليل لدى الشيعة الجعفرية ليكون ذلك دعاية ووسيلة لجذب بعض الناس، وبخاصة الشباب الذين همهم شهواتهم ولا يخشون الله طرفة عين... نسأل الله السلامة.
5- رغبة الرافضة في تزويج شباب أهل السنة، وبخاصة الفئات المختارة بعناية، ليكونوا أسرى لدى زوجاتهم الشيعيات، وبالتالي تشييع أبنائهم بعد ذلك، فكم رأينا شباباً من أهل السنة من تحول إلى التشيع بمجرد زواجهم من تلك الفتيات الرافضيات، وكلنا يعرف أنواعاً من شباب السنة من ذلك القبيل الذين تم اصطيادهم بعناية، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر من هو عضو في أحد برلمانات دولة خليجية عربية، ومنهم عضو في إحدى الجمعيات المعارضة في دولة خليجية أخرى، وهذان النموذجان معروفان ويمثلان السقوط الجلي لشباب أهل السنة في أحضان الرافضيات، ومن هنا نعلم خطورة الوقوع في هذا الشرك، وهذا ما أشارت إليه خطة القوم لتشييع أهل السنة حسبما هو مسجل في خططهم الشيطانية [1].
6-زواج بعض أهل السنة من نساء الشيعة زواجاً عادياً بدعوى أن الشيعة إخواننا في الدين وليس بيننا وبينهم سوى خلافات فرعية، وهذا خطأ كبير، فالخلاف مع الشيعة خلاف جلي وخلاف في الأصول وليس في الفروع، فدعواهم لتحريف القرآن ليست فرعية، ودعواهم لتكفير الصحابة ليست فرعية، ودعوى إنكارهم السنة وأنهم لا يؤمنون إلا بما رواه أهل البيت، وكلنا يعرف أنهم أجهل الناس بالسنة مع أنهم يأخذون بها فيما يستدلون به لصالحهم ولتضليل غيرهم، فلنحذر ذلك، ولقد أوضح أحد الباحثين أن الزواج من الشيعيات يظهر خطره فيما يلي:
1-إفساد العقيدة لأبناء السنة من هؤلاء الشيعيات.
2-الشرك بالله بدعاء الأئمة والاستعانة بهم من دون الله.
3-الانحراف الأخلاقي بنشر الزنا عن طريق زواج المتعة، وقد وضح ذلك الأستاذ قاسم العلوش في موقع (البرهان) لمن يريد المزيد، ولا يغيب عن البال أن هناك بعض أهل السنة، وبخاصة في نجد، حينما سافر آباؤهم لطلب الرزق ولصيد اللؤلؤ قبل اكتشاف النفط. وبعد اكتشاف النفط هاجرت فئات من السنة للعمل في استخراج البترول بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، وكان ذلك في الخمسينيات الهجرية تقريباً وجُلهم من العامة غير المتعلمين الذين ليس لديهم علم كامل بدينهم السني، ومن هنا حصل تواصل مع الروافض والزواج من بناتهم، وحينما مات الآباء كان لأخوالهم الرافضة الولاية والحضانة فربوهم على دينهم المنحرف وعقائدهم الضالة، وهناك أسر في المنطقة الشرقية أصولها من نجد السنية فأصبحوا عتاة في الرفض والعداء لأهل السنة، وهذه نتيجة الزواج من بنات القوم، وأوضح مثال لهم المدعو (نمر النمر) رأس الفتنة في القطيف عامله الله بما يستحق.
وهناك فرع من السنة الذين يعودون لفئة الصوفية الذين يجمعهم مع الرافضة الغلو في الصالحين والجهل بالسنة الصحيحة، ومنهم على سبيل المثال (محمد التيجاني السماوي)، أحد صوفية تونس التيجانية المنحرفين الذين هم من أجهل الناس بالإسلام الحق، ولمعرفة المزيد عن التيجانية الصوفية اقرأ إن شئت دراسة فضيلة الدكتور (علي الدخيل الله) عن التيجانية، ولعلها رسالة للماجستير [2]، والتي فضح فيها هذه الفرقة الضالة بما لا مزيد عليه جزاه الله خيراً.
أما فضح حقيقة (محمد التيجاني) فقد قام به عدد من العلماء، مثل الشيخ عثمان الخميس في كتابه (كشف حقيقة الجاني محمد التيجاني)، والذي وضح فيه كذب دعاوى الرجل وسخفها في كتبه المفتراة التي ألفها ليضلل بها بعض أهل السنة، وكذلك دراسة فضيلة الدكتور الشيخ (إبراهيم الرحيلي) في كشف حقيقة التيجاني بدراسة مشهورة ومطبوعة بعنوان (الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال)، والجزء الأول في الرد على كتابه (ثم اهتديت)، وقد كشفت قناة (المستقلة) حقيقة التيجاني في ندوة بيّنت ضلال الرجل على رؤوس الأشهاد منذ سنوات، ويمكن الرجوع إليها في مواقع الإنترنت المختصة.
كاتب صحفي مصري يتشيّع ثم يعود للسنة:
وهو الصحفي المصري (صالح الورداني) الذي توجه للعمل الصحفي في دولة الكويت، فاحتواه الشيعة الصفويون هناك واستطاعوا اصطياده وضللوه حتى أعلن تشيعه وانتماءه للمذهب الرافضي، لأنه كان يعمل في إحدى صحف القوم وبقي 15 سنة، وبعدها عاد للسنة وقال معللاً ذلك إنه استفزه الفرق الشاسع بين الشيعي والسني ما دفعه للتراجع مع أنه ألف كتباً عديدة دعائية لدين الرافضة وذم أهل السنة بناء على شبهات القوم، وقد وضح قصته تلك مع دين الشيعة في لقاء ساخن معه في مجلة (المجلة) تحت عنوان: (الورداني يدلي باعترافاته بعد رحلة 15 سنة من التشيع)، ومما ذكره من الأمور التي جعلته يتراجع عن تشيعه: غلو القوم في مراجعهم بالرغم من أنه أعلم منهم بدينهم، فتقديسهم لمراجعهم لا يمكن بحال أن يُقبل مع جهلهم بالإسلام، بل جهلهم بمذهبهم نفسه، ولوجود الصراعات والصدامات المنفرة بين علمائهم، وأنه حاول أن يتصل بمراجعهم لمناصحتهم لكنه يواجه بوكلائهم الذين وقفوا في طريقه وعملوا على حجزه عن الوصول إليهم.
ومما يؤسف له أن الرافضة في مواقعهم ما زالوا يزعمون أن من السنة الذين تشيعوا أمثال (صالح الورداني)، مع أنه تراجع عن مذهبهم وفضح ضلالاتهم على رؤوس الأشهاد [3].
هكذا رأينا من تشيع من أبنائنا... أفراد جهلة بدينهم وربما لهم منطلقات صوفية وأهل أهواء يستجيبون للدعايات وللأموال التي يُغرون بها في دراستهم في حوزاتهم المعروفة في (بغداد) و(قُم) وغيرها ويعملون على استقطاب بعض شبابنا في بعض البلدان ويغرونهم بالدراسة في إيران مثلاً وبالأموال والمغريات التي لا تخفى.
علماؤهم ومراجعهم يتسنّنون:
عرف الكثير من علمائهم ممن هداه الله للسنة بل أصبح داعية للسنة، ولعل أشمل كتاب في كشف حقيقة هؤلاء العلماء الأعلام هو دراسة الباحث الأستاذ خالد بن محمد البديوي في كتابه الرائع (أعلام التصحيح والاعتدال: مناهجهم وآراؤهم) [4] وفقه الله وسدده، وهو في الأصل رسالته للماجستير من جامعة الملك سعود بالرياض تحت إشراف فضيلة الشيخ (د. محمد الوهيبي) عضو هيئة التدريس في الجامعة نفسها. ويا ليت المؤلف جعل اسم الكتاب (أعلام التصحيح والاعتدال لدى الشيعة: مناهجهم وآراؤهم)، وعلى كل فالكتاب مطبوع ومتداول
ويتلخص البحث فيما يلي:
بيّن الباحث أنه لم يخطر بباله يوماً أن يطلع على كتب القوم أو أن يقرأ مقالاً لأحدهم أو يكلف نفسه عناء البحث في حقيقة التشيع على الرغم من عيشه معهم وبالقرب منهم وأن لهم مواقف جديرة بالاهتمام والدراسة، فضلاً عن أن يكتب بحثاً في مذهب التشيع والشيعة ليستظهر فيه واقعهم المعاصر بعيداً عما تحفل به كتبهم المتقدمة، إلى أن شاء الله أن يجلس يوماً طالباً في الدراسات العليا بين يدي أستاذه د. محمد الوهيبي في إحدى محاضرات مادة (قضايا كلامية) في مرحلة الماجستير، وقد فوجئ حينما ذكر فضيلته أن ثمة اتجاهات تدعو للاعتدال وترك الانحرافات في الوسط الشيعي المعاصر، وأنها تقدم آراء رائعة في الأصول العقدية والفكرية، وأنه يتمنى لو يتعرف الباحثون الجادون المنصفون من أهل السنة على هذه التيارات، ويرصدونها رصداً علمياً موثقاً وينشرونها لخدمة الأمة الإسلامية كي تسهم في رأب الصدع بين المؤمنين، وتوحد الصف، وتقصي ظاهرة الاختلاف والفرقة بين المسلمين.
وحينها شعر الباحث بانجذاب غير إرادي لهذه الفكرة وبدأ على الفور في تدوينها والبحث عن الخيوط الأولى التي قادته إلى تحريرها وتنفيذها وتحويلها إلى واقع ملموس، وبعد جمع المعلومات وسؤال أهل الاختصاص عنها حظي بتشجيع فضيلته وقدم بحثاً صغيراً ظفر بنتائج لم يكن يتوقعها، فكانت بمثابة الشرارة الأولى التي أضاءت في نفسه مصباح الأمل كي يمضي إلى تحقيق ذلك الحلم وإنجازه، حيث وجد أثناء البحث (شخصيات رائعة) في صفوف الشيعة الإمامية لا يتمالك المرء حيالها إلا أن يكبر جهدها وجهادها، حيث وجد تيارات معتدلة لها جهد كبير في محاربة الخرافة والأساطير ولها آراء قيمة تصب في إعادة الأمة إلى الاعتدال وترك الغلو غير عابئة بما صادفته وتصادفه من العنت والصلف والجور من أصحاب المصالح والتعصب المذهبي الأعمى الذي وصل ببعضهم إلى حد التنكيل أو النفي أو السجن أو القتل، وهو ما ستجده أخي القارئ في غضون هذا البحث.
وتساءل الباحث في المقدمة: ما الجديد في البحث؟ وقال: سيجد القارئ في البحث الإجابة عن الأسئلة التالية:
1-من أبرز الشخصيات التي دعت إلى التصحيح والاعتدال في وسط الشيعة خلال الفترة ذاتها؟
2-ما التيارات الفكرية التي دعت إلى التصحيح والاعتدال في وسط الشيعة خلال القرن الأخير؟
3-هل خرج هؤلاء المعتدلون المصلحون من المذهب الشيعي وغادروه إلى غيره؟
4-ما الآراء المهمة التي دعى إليها كل واحد من هؤلاء الأعلام؟
5-ما موقف الشيعة الإمامية من هؤلاء المعتدلين أو المصححين؟
6-كيف تعامل أهل السنة مع دعاة الاعتدال عند الشيعة؟
وبعد أن مهد الباحث للبحث بدراسة موجزة وضح فيها تعريف الإمامية وأبرز عقائدهم الخاصة والأقسام المعاصرة للطائفة الإمامية وظاهرة التطور في المذهب الإمامي؛ تحدث عن هؤلاء الأعلام المصححين وجعلهم في بابين، هما:
الباب الأول: أعلام تركوا المذهب الإمامي، وهم:
1-آية الله العظمى أبو الفضل البرقعي: ترجم له ولمراحل تحولاته وتعصبه الأول للإمامية، ثم أخذه بالإصلاح عن طريق السياسة، ثم الإصلاح الديني وما لاقاه من ابتلاءات، ثم نقده مذهب الإمامية الجعفرية ومخالفته لما جاء به الأئمة عن آل البيت رضي الله عنهم ونقده لأصول مذهبهم ومخالفته لما جاء به الوحيان.
وبيّن الباحث أسباب تحول البرقعي فيما يلي:
أ-تدبره للقرآن، ويظهر ذلك جلياً في كتابه (كسر الصنم)، وقال في ذلك إن القرآن هو الحكم الفصل للخلاف، فرسم لنفسه بذلك منهجاً جديداً في أصول الاستدلال حكّم فيه كل ما جاء من الروايات عند القوم.
ب-اهتمامه بأمر المسلمين، حيث كان المسلمون يعيشون حالة من الانحسار في التدين وتفككاً بين الشعوب المسلمة بسبب التقسيم الجغرافي وبروز القوميات مع تفشي الجهل وغزو الأفكار الإلحادية الشيوعية.
ج-البحث المتجرد، حيث وفقه الله للقراءة المتجردة بعيداً عن التقليد لأي أحد.
د-تأثره بآية الله الكاشاني، وكان على غير نمط المرجعيات التقليدية في وقته، وكان الكاشاني شيخه الذي منحه إجازة الاجتهاد ما دفعه بقوة إلى التغيير في الواقع السيئ وشجعه على الخروج عن النمط السائد للمرجعية التي كانت تتسم بالجمود والنفعية.
2- د. أحمد مير الكسروي: ويذكر أنه من أسرة تعود لآل البيت، ولد في تبريز عام 1267هـ، تلقى تعليمه الشرعي في إيران وأخذ يتعلم منهم حتى أجاد لغات عدة منها العربية والفارسية والأرمينية والإنجليزية، وعمل أستاذاً في جامعة طهران وتولى عدة مناصب قضائية، منها: رئاسته بعض المحاكم في المدن الإيرانية، كما أصبح أحد كبار مستشاري وزارة العدل، وتولى منصب المدعي العام في طهران، وعمل محرراً في جريدة (برجم) الإيرانية، وما أن انتهى من تأليف كتابه (التشيع والشيعة) [5] حتى تعرض لمحاولة اغتيال، حيث ضرب بالرصاص من قبل مجموعة في طهران وأجريت له عملية في المستشفى ثم شفي ثم أخذ خصومه يكيدون له ويحيكون له المؤامرات واتهامه بمخالفة الإسلام ورفعوا ضده شكاوى ودعي للمحاكمة، وفي آخر جلساته ضرب بالرصاص وطعن بخنجر فمات على أثر ذلك، وقيل إن من أطلق عليه الرصاص هو (نواب صفوي) الذي يعتبره بعض إسلاميينا مع الأسف أحد الرموز الإسلامية مع أنه متعصب أعمى للمذهب الشيعي.
3-الشيخ محمد بن إسكندر الياسري، والذي أصبح له دور في إرشاد الناس ومن حوله من الآراء المخالفة للقوم، ما عرضه للمضايقات والأذى، وكان حذراً من أن ينام في غرفة لها نافذة أخذاً بأسباب التوخي من الاغتيال حتى اغتيل وهو عائد من صلاة الفجر مع صهره فأطلق عليه النار ثلاثة من الأشخاص المجهولين فمات رحمه الله عام 1997م.
وكان من أهم آرائه التي حرضت المتعصبين ضده ما يلي:
أ-تخطئته نسبة الغيب لغير الله.
ب-أن من أصول الإسلام أن مذهب الأئمة من آل البيت يحقق إفراد الله بالعبادة دون سواه.
ج-آية الله العظمى إسماعيل (إسحاق الخوئيني) قال عن أسباب تحوله أنه بعد خمسين سنة من البحث والمطالعة ومعرفة الإسلام والبحث في مختلف المذاهب الفلسفية والعرفانية وأفكار الغلاة، وصل إلى نتيجة أن حقيقة الدين هي القرآن الكريم متدبراً وأنه أرسل رسالة للخميني منتقداً له في تبنيه فلسفة ابن سيناء السهرودي في عقيدة وحدة الوجود. وتخلت أسرته عنه خوفاً من فقد مناصبهم لمخالفته قومه، ونال من الأذى الكثير حتى توفي في 7/10/2000م بعد أن بلغ من العمر 63 عاماً رحمه الله.
ثانياً: تناول الباحث عدداً من العلماء المعادين المتحولين في إطار المذهب الاثنى عشري الشيعي ممن استنكروا المخالفات الشيعية للقرآن والسنة، ومنهم (أحمد الكاتب) و(موسى الموسوي) و(محمد الخالصي) و(محمد حسين فضل الله).
ومع أن هؤلاء المذكورين تحرروا من ضلالات الشيعة الإمامية الجعفرية وفضحوا الاتجاهات الغالية (ذات الغلو) المنحرفة عن الوحيين، إلا أنهم ما زالوا على عقيدة قومهم لم يتخلوا عنها كما تخلى العلماء السابق ذكرهم، وأشهر هذه الفئة (الشيخ موسى الموسوي) وكتابه (تصحيح التشيع)، ولا يمكن لشيعي أن يقرأ هذا الكتاب إلا وتتخلخل عقيدته الشيعية فيصبح أقرب ما يكون للسنة، لذا يحارب القوم ذلك الكتاب لخطورته.
لقد وضحت أن عقلاء الشيعة قد اهتدوا إلى السنة والدعوة لها، وتبث قناة (البرهان) الفضائية قصص اهتداء شباب الشيعة للسنة وهم في عنفوان شبابهم، إلا أن سفهاء قومنا قد انحرفوا وسقطوا في دركات التشيع المخالف لأصول أهل السنة والجماعة، وكما سبق بيانه أن لذلك أسبابا شتى، من أهمها:
1-الجهل بحقيقة أصول أهل السنة والجماعة وفاقد الشيء لا يعطيه.
2-إغراء هؤلاء السفهاء بالدراسة في حوزاتهم وفيها ما فيها من الأسباب التي أسقطتهم في بؤر هذه الحوزات المشبوهة.
3-تعطيل عقولهم، فلو حكموا عقولهم لأنكرت الأقوال المنحرفة لمعممي القوم من دعوى تحريف القرآن وتكفير الصحابة وإنكار السنة وتحليل المتعة مع رفض معمميهم المتعة على بناتهم وهذا من أعجب العجب، فكيف تنطلي هذه الخدعة المكشوفة على الشيعة وبخاصة العرب منهم الذين يُعرفون بحرصهم الشديد على أعراضهم، فكيف تكون بناتهم كلأ متاحاً للآخرين بدعاوى كاذبة لا يصدقها عاقل، وهذا من أهم الأسباب التي جعلت شباب الشيعة ينفرون من هذا المذهب المزيف [6].
والله أسأل أن يهدي ضال القوم للحق إنه ولي ذلك والقادر عليه والله من وراء القصد.
_____________________________________
[1]
انظر مخطط الشيعة السري لتشييع المناطق المجاورة لإيران والذي نشرته رابطة
أهل السنة في إيران (مكتب لندن)، وقد سبق نشره في مجلة (البيان) العدد
(123)، وكذلك كتاب (الخطة الخمسينية لآيات قُم وانعكاسها على الوضع في
إيران) للباحث د. هادف الشمري. ويمكن الاطلاع عليها في الإنترنت.
[2]
نشرت هذه الدراسة مكتبة دار طيبة في الرياض ولها مختصر مطبوع يحوي خلاصة
الرسالة. ولمزيد من العلم يطلع على رسالة صغيرة بعنوان (المشايخ
والاستعمار) ذكر فيها عمالة مشايخ التيجانية للمستعمر الفرنسي.
[3]
مجلة (المجلة) العدد (1404) الصادر في 7 -3/1/2007م، والمعروف أن مجلة
(المجلة) تحولت من الأسلوب الورقي إلى الأسلوب الإلكتروني عبر الإنترنت منذ
سنوات قليلة.
[4]
الكتاب 518 صفحة، ولم يذكر الناشر، ولعل المؤلف طبعه على حسابه الخاص،
والكتاب جدير بالقراءة، طبع لأول مرة عام 1427هـ 2006م، والكتاب مع أهميته
يحتاج لمراجعة وإضافة كثير من العلماء الذي اهتدوا للسنة، ويمكن الاستفادة
من جهود الباحث الشيخ عمر الزيد، وبخاصة موقعه (اجتهادات).
[5]
كتاب (التشيع والشيعة) ترجم للعربية وحققه ?لدكتور عبد الله القفاري ود.
سلمان العودة، وقد وضح فيه كاتبه انحرافات الشيعة عن الوحيين ومخالفتهم
لأصول الإسلام، وهو سبب اغتياله من غلاة الشيعة.
[6] بتصرف من كتاب (أعلام التصحيح والاعتدال: مناهجهم وآراؤهم)، تأليف: خالد بن محمد البديوي.
انظر إن شئت كتاب (أسئلة قادت شباب الشيعة إلى الحق) للباحث سليمان الخراشي، وهو موجود على الإنترنت.
المصدر: طريق الإسلام
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).