0

نسبة السنة والشيعة في العراق

 

 

بغداد - خدمة قدس برس (الموفد الخاص - نور الدين العويديدي)

 

شكك أكاديميون عراقيون، سنة وشيعة، في صحة الإحصاءات، التي تجعل من شيعة العراقأغلبية بين العراقيين. في حين أظهرت إحصاءات لعدد نفوس سكان المحافظات العراقية،أعدتها منظمة إنسانية دولية موثوق بها، تفوقا غير كبير لعدد السنة في العراق، علىأشقائهم من أتباع المذهب الشيعي.

وتتباين الإحصاءات المعلن عنها بشكل غير رسميفي العراق، بشأن نسبة أبناء الطائفتين المسلمتين، من بين العراقيين. إذ تذهبالإحصاءات الشيعية، التي باتت من الأمور المسلم بها، بعد أن روجها الإعلام بكثرة،إلى كون الشيعة يمثلون ما بين 60 إلى 65 في المائة من العراقيين. في حين تذهبإحصاءات شيعية أخرى إلى كون أتباع مذهب الأئمة وآل البيت يتجاوزن 73 في المائة مننسبة العراقيين.

في المقابل تذهب الإحصاءات السنية إلى نقيض ذلك تماما. وتمضيبعضها إلى كون نسبة أهل السنة تتجاوز 65 في المائة. لكن إحصاءات أخرى أقرب إلىالواقعية تجعل نسبة أهل السنة تتراوح بين 53 و58 في المائة من العراقيين، علىاعتبار أن الشيعة يمثلون نحو 40 في المائة، ويمثل أتباع باقي الأديان والمذاهب غيرالإسلامية نحو 2 في المائة.

وشكك الأكاديمي "الشيعي" محمد جواد علي، رئيس قسمالعلوم السياسية في جامعة بغداد، على هامش حديث مع المبعوث الخاص لوكالة "قدس برس"إلى العراق، في كون الشيعة يمثلون أغلبية العراقيين. وذهب إلى كون نسبتهم تتراوحبين 40 و45 في المائة، في حين يمثل السنة نحو 53 في المائة، و2 في المائة للعراقيينمن غير المسلمين.

كيف انتشرت إحصاءات خاطئة؟

في حين اعتبر الأكاديميالعراقي المعروف الدكتور مازن الرمضاني، عميد جامعة النهرين العراقية سابقا، وأستاذالعلوم السياسية في نفس الجامعة حاليا، أن نسبة السنة تفوق نسبة الشيعة، مشيرا إلىأن أول من أطلق المزاعم بكون الشيعة يمثلون أغلبية كبيرة في العراق هو الكاتباليهودي حنا بطاطو. ومما ساعد في رواج هذه الإحصاءات المغلوطة، قدرة التعبئةالهائلة لدى الشيعة، وكثرة عدد المحافظات الشيعية، بالقياس لعدد المحافظات السنية،مما جعل البعض يجنح به الظن الخاطئ إلى كون الشيعة يمثلون أغلبية ساحقة، بالنظرلكثرة عدد محافظاتهم، متناسيا الانتباه للكثافة السكانية لكل محافظة.

ويتعذرالوصول إلى إحصاءات دقيقة لأعداد أبناء الطائفتين، من العراقيين، بسبب كونالإحصاءات السابقة في العراق لم تكن تعتمد التصنيف الطائفي. لكن هناك مؤشرات عديدةيمكن اعتمادها وسيلة لمعرفة النسب التقريبية لأبناء الطائفتين. وتصلح البطاقاتالتموينية، الصادرة عن وزارة التجارة العراقية، والتي تعتبر اليوم بمثابة بطاقةهوية عائلية، لإعطاء صورة تقريبية عن الوضع.

لكن بعض الأكاديميين العراقيينيشككون في دقة تلك البطاقات، بالنظر لكون بعض العائلات قد تزيد من أعداد أبنائهاللحصول على كميات أكبر من الغذاء ومتطلبات الحياة الأخرى من الوزارة. غير أن تلكالزيادة المحتملة تظل جزئية، ويمكن أن تصدر من أبناء الشيعة، كما قد تصدر من أبناءالسنة، وهو ما يلغي أو يخفف من دواعي الاعتراض على معطيات البطاقة التموينية، التييطالب بعض العراقيين بتنظيم الانتخابات على ضوئها، باعتبارها تصلح أن تكون مؤشراتقريبيا لنسب التوزيع السكاني، على أساس طائفي بين العراقيين.

 

وأكثر إحصائية تتسم بالحياد هي إحصائية المنظمة الإنسانية الدولية "هيومانيتارين كوردينيوتر فور إيراك" (Humanitarian Coordinator for Iraq)،التيوضعت أصلا لتوجيه العمل الإنساني في العراق في ظل الحصار. وتتعلق بإحصاء أنفس سكانالمحافظات العراقية، وذلك عام 1997. وتورد هذه الإحصائية الأرقام التالية لعددالسكان في المحافظات العراقية الثماني عشرة (من الشمال نزولا إلى الجنوب):

- عددسكان محافظة دهوك: 402970 نسمة.

- - عدد سكان محافظة نينوى: 2042852 نسمة.

- - عدد سكان محافظة أربيل: 1095992 نسمة.

- - عدد سكان محافظة التأميم: 753171نسمة.

- - عدد سكان محافظة السليمانية: 1362739 نسمة.

- - عدد سكان محافظة صلاحالدين: 904432 نسمة.

- - عدد سكان محافظة ديالى: 1135223 نسمة.

- - عدد سكانمحافظة الأنبار: 1023736 نسمة.

- - عدد سكان محافظة بغداد: 5423964 نسمة.

- - عددسكان محافظة كربلاء: 594235 نسمة.

- - عدد سكان محافظة بابل: 1181751 نسمة.

- - عدد سكان محافظة واسط: 783614 نسمة.

- - عدد سكان محافظة القادسية: 751331نسمة.

- - عدد سكان محافظة النجف: 775042 نسمة.

- - عدد سكان محافظة المثنى: 436825 نسمة.

- - عدد سكان محافظة ذي قار: 1184796

- - عدد سكان محافظة ميسان: 637126 نسمة.

- - عدد سكان محافظة البصرة: 1566445 نسمة.

ويبلغ العدد الجمليللعراقيين بحسب هذه الإحصائية 22046244 نسمة، وذلك في العام 1997. لكن عدد السكانحاليا، بعد نحو 7 أعوام من إجراء الإحصاء المشار إليه آنفا، يتجاوز 27 مليون نسمة.ولا يقلل شيء من قيمة هذه الإحصائية قدمها، إذ لم يعرف العراق زيادة دراماتيكية لدىأبناء الطائفتين من السنة أو الشيعة، بما من شأنه أن يقلب المعادلة.

ومن خلالإحصاء بسيط يقوم على قاعدة اعتبار سكان المحافظات الواقعة شمال وغرب العاصمة بغدادمن أهل السنة، والمحافظات الواقعة جنوب بغداد من أبناء الطائفة الشيعية، مع اعتباربغداد مناصفة بين أبناء الطائفتين، يمكن التوصل إلى النتيجة التالية:

أبناءالسنة ينتشرون في ثماني محافظات هي دهوك ونينوى وأربيل والتأميم والسليمانية وصلاحالدين وديالى والأنبار (مع وجود شيعي قليل). ومن ثم يبلغ عددهم التقريبي في هذهالمحافظات 8721115 نسمة. ومع زيادة نصف سكان بغداد لهم، ويبلغ عدد هذا النصف 2711982 نسمة، يصبح عددهم التقريبي 11433097 نسمة.

أما أبناء الشيعة فينتشرونفي تسع محافظات هي كربلاء وبابل وواسط والقادسية والنجف والمثنى وذي قار وميسانوالبصرة (مع وجود سني قليل). ومن ثم يبلغ عددهم في هذه المحافظات 7901165 نسمة.وإذا أضفنا إليه نصف عدد سكان بغداد يصبح عددهم 10613147 نسمة. وهو ما يعني أن عددأبناء السنة يزيدون بـ819950 نسمة.

محاولة أخرى للاقتراب منالحقيقة

الإحصاءات السابقة بسيطة جدا، واعتمدناها بشكل أولي للحصول على نتيجةتقريبية فقط. ومن أجل الاقتراب أكثر من الصورة الحقيقية للوضع العراقي المعقد،بالنظر لتداخل سكان البلاد بين الشيعة والسنة، إذ يوجد في محافظات الشمال بعضالشيعة، كما يوجد في محافظات الجنوب سنة، يمكن اعتماد إحصائية أخرى تقريبية، تستندعلى البطاقة التموينية، وإحصاءات وزارتي التجارة والتخطيط، وإحصاء سلطة الحكمالذاتي الكردية في الشمال.

وتذهب هذه الإحصائية، وهي صادرة في العام 2003،وتعتمد مراجع لها إحصاءات وزارتي التجارة والتخطيط، في عهد الرئيس العراقي السابق،فضلا عن إحصاءات سلطة الحكم الذاتي الكردية، إلى تسجيل المعلومات التالية، وهيتقريبية، لكنها قريبة من الوثوق:

عدد سكان محافظة نينوى: 2473727 نسمة، ونسبةالسنة فيها تقدر بـ91 في المائة، في حين تقدر نسبة أبناء الشيعة بـ1 في المائة، و8في المائة من غير المسلمين.

عدد سكان محافظة السليمانية: 2159803 نسمة، 98 فيالمائة منهم سنة و1 في المائة شيعة، و1 في المائة من غير المسلمين.

عدد سكانمحافظة أربيل: 1845166 نسمة. 98 في المائة من السنة، و1 في المائة من الشيعة، و1 فيالمائة من غير المسلمين.

عدد سكان محافظة التأميم: 839121 نسمة، 90 في المائةمنهم سنة، و10 في المائة شيعة.

عدد سكان محافظة دهوك: 616609 نسمة، 98 فيالمائة سنة، و1 في المائة شيعة، و1 في المائة من غير المسلمين.

عدد سكانمحافظة صلاح الدين: 1077785 نسمة، نسبة السنة 99 في المائة، ونسبة الشيعة 1 فيالمائة.

عدد سكان محافظة الأنبار: 1280011 نسمة، نسبة السنة 99 في المائة،ونسبة الشيعة 1 في المائة.

عدد سكان محافظة ديالى: 1373862 نسمة، نسبة السنةمنهم 65 في المائة ونسبة الشيعة 35 في المائة.

عدد سكان محافظة بغداد: 6386067نسمة: 61 في المائة من السنة، و35 في المائة من الشيعة، و4 في المائة من غيرالمسلمين.

عدد سكان محافظة كربلاء: 755994 نسمة، نسبة السنة 5 في المائة و95في المائة من الشيعة.

عدد سكان محافظة بابل: 1444372 نسمة، نسبة السنة 25 فيالمائة، ونسبة الشيعة 75 في المائة.

عدد سكان محافظة واسط: 941827 نسمة، نسبةالسنةمنهم 15 في المائة، ونسبة الشيعة 84 في المائة، و1 في المائة من غيرالمسلمين.

عدد سكان محافظة القادسية: 866695 نسمة، نسبة السنة منهم 1 فيالمائة، ونسبة الشيعة 99 في المائة.

عدد سكان محافظة النجف: 946251 نسمة، نسبةالسنة منهم 1 في المائة، ونسبة الشيعة 99 في المائة.

عدد سكان محافظة المثنى: 636264 نسمة، نسبة السنة منهم 2 في المائة، ونسبة الشيعة 97 في المائة، و1 فيالمائة من غير المسلمين.

عدد سكان محافظة ذي قار: 1427220 نسمة، نسبة السنةمنهم 5 في المائة، ونسبة الشيعة 94 في المائة، و1 في المائة من غير المسلمين.

عدد سكان محافظة ميسان: 743409 نسمة، نسبة السنة منهم 1 في المائة، ونسبة الشيعة 98في المائة، و1 في المائة من غير المسلمين.

عدد سكان محافظة البصرة: 1760984نسمة، نسبة السنة منهم 35 في المائة، ونسبة الشيعة 61 في المائة، و4 في المائة منغير المسلمين.

وبحسب هذه الإحصائية يقدر عدد الشعب العراقي في العام 2003بـ27475167 نسمة، عدد أبناء السنة منهم 15922337 نسمة، وذلك بنسبة 58 في المائة.ويقدر عدد الشيعة بـ10946347 نسمة، وذلك بنسبة 40 في المائة. و2 في المائة من غيرالمسلمين. ويتوزع غير المسلمين، بحسب هذه الإحصائية، على النحو التالي: 334488مسيحيا، و281984 يزيديا، و194 يهوديا.

محاولة ثالثة لمقاربة الحقيقة

فيحين تذهب إحصائية أخرى، أقيمت بالاستناد إلى معطيات التقرير السنوي للجهاز المركزيللإحصاء العراقي (نسخة دائرة الرقابة الصحية) التابعة لوزارة الصحة العراقية، وإلىدراسة الأكاديمي العراقي الدكتور سليمان الظفري، إلى أن نسبة السنة، من مجموع أبناءالعراق المسلمين تبلغ 53 في المائة، في حين تبلغ نسبة الشيعة 47 في المائة.

وممايزيد من تأكيد مصداقية الإحصاءات المشار إليها آنفا، بخصوص كون السنة يمثلون أغلبيةالشعب العراقي، ما حصل بالنسبة لقوائم توزيع أعداد الحجاج على المحافظات، بحسبتعداد النفوس، إذ فاق عدد الحجاج من السنة عدد الحجاج من الشيعة، بناء على إحصاءنفوس المحافظات، وجاءت نسب توزيع الحجاج قريبة من النسب المذكورة آنفا، بحسب مصادرمن الأوقاف العراقية.

وبالرغم من محاولة رسم صورة تقريبية لأعداد أبناءالطائفتين، ونسبتهما، من بين أبناء الشعب العراقي، بالاعتماد على إحصاءات ومؤشراتعديدة، إلا أن هذه الإحصاءات تظل تقريبية، وتحتاج إلى المزيد من التدقيق، من خلالإحصاء يعتمد، من ضمن ما يعتمد التصنيف المذهبي. وهو الوحيد القادر على حسم النزاعبشأن لمن له الأغلبية في العراق. ويظل ما سوى ذلك من تصريحات وإحصاءات تطيرها وسائلالإعلام، دون دليل ولا برهان، سوى أقوال أصحابها، مجرد مزاعم بعيدة عن الحقيقة، حتىيثبت العكس

 

إحصاءاتمحايدة

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top