0

وكأن التاريخ يعيد نفسه في إيران، فالمتابع لسير الاحتجاجات المستمرة منذ أسبوع هناك، يجد تشابهاً كبيراً مع اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011 من حيث الحراك الشعبي أو ردة الفعل من النظام الحاكم.

النظام السوري وصف الاحتجاجات الإيرانية، في بيان له، الثلاثاء (2 يناير 2018)، بأنها "مؤامرة لإضعاف محور المقاومة في المنطقة"، واللافت أن هذا التعليق مطابق تماماً لتعليق وزارة خارجية النظام الإيراني على الثورة السورية، عندما انطلقت عام 2011، حيث اعتبر ثورة السوريين على نظام الأسد "مؤامرة لإضعاف محور المقاومة".

التشابه أيضاً يأتي في ردة الفعل على المتظاهرين السلميين، إذ نعت النظام السوري الثوار السلميين بـ"العملاء والمأجورين من الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية والقوى التكفيرية"، كذلك فعل النظام الإيراني؛ إذ هاجم المحتجين ونعتهم بذات التهم.

ففي أول تعليق له، اتهم المرشد الإيراني، علي خامنئي، من وصفهم بأعداء إيران والعملاء، بإثارة الاضطرابات، وذلك في الوقت الذي تواصلت فيه الاحتجاجات ضد السياسات الاقتصادية لليوم السادس على التوالي، وأسفرت عن سقوط قتلى واعتقال المئات.

وأوضح "أن الأعداء وظفوا المال والسلاح والسياسة لإثارة مشاكل للنظام الإسلامي في إيران خلال الأحداث الأخيرة".

كما اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني ما أسماه بـ "الثالوث الشيطاني"؛ الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا، بتحريض بعض المتظاهرين للانتقام من إيران.

وفي إشارة إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي سبق أن قال، العام الماضي، إنه سينقل المعركة إلى إيران، أضاف روحاني: "إن العدو قالها صراحة أنه سينقل المعركة إلى داخل إيران، نقول له إن الشعب والمسؤولين سيردون عليك".


- تطابق الأسباب

كما أن هناك تشابهاً كبيراً بين طريقة انطلاق الاحتجاجات الإيرانية، والثورة السورية التي بدأت باحتجاجات على فساد النظام، وهو السبب أيضاً في إيران.

وكذلك فإن الثورة السورية قامت في أماكن محددة ثم توسعت لتعم البلاد، وهو الأمر ذاته في إيران، حيث بدأت الاحتجاجات في أصفهان ومشهد ثم توسعت لعموم البلاد، ومن بينها العاصمة طهران.



واحدة من أهم نقاط التشابه أيضاً مع النظام السوري كانت إعلان النظام الإيراني أن "عملاء أجانب" هم من أطلق النار على المتظاهرين لا رجال الأمن أو الشرطة.

فقد أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي، الأحد الماضي (31 ديسمبر 2017)، مقتل اثنين خلال مظاهرات اندلعت في مدينة دورود في محافظة لورستان، ونقل التلفزيون عن مسؤول إيراني اتهامه "استخبارات أجنبية بالوقوف وراء ذلك"، وذكر أن من سماهم "عملاء أجانب هم من أطلقوا النار على المتظاهرين، لا رجل الشرطة أو الأمن".

النظام السوري كان أيضاً في الأشهر الأولى من الثورة السورية يقول إن "مندسين وعملاء أجانب" هم من يطلقون النار على المتظاهرين السلميين، لكن الفيديوهات التي التقطها نشطاء الثورة وثقت قيام عناصر الأمن والمخابرات السورية بقتل المتظاهرين بالرصاص الحي.



وسقط حتى الآن 21 قتيلاً من المتظاهرين الإيرانيين، فضلاً عن عشرات المصابين، واعتقال المئات من المتظاهرين، في مختلف المحافظات.

- تعتيم الحقيقة

التطابق أيضاً في التعتيم الإعلامي؛ فالنظام السوري حجب كل وسائل التواصل الاجتماعي في سوريا مع انطلاق الثورة، كذلك فعلت السلطات الإيرانية؛ حيث حجبت، في 31 ديسمبر، تطبيقين من أشهر تطبيقات التواصل؛ "تلغرام" و"إنستغرام"، في البلاد؛ وذلك تماشياً مع ما تشهده البلاد من مظاهرات واحتجاجات واسعة تطالب بتغيير نظام الحكم، وعدم التدخل في شؤون البلدان الأخرى.

أما إذا كنت تتساءل عن "فيسبوك" و"تويتر" فهما محجوبان في إيران منذ سنوات.

- مظاهرات مؤيدة

إحدى النقاط المتشابهة بين النظامين الحليفين، هي المظاهرات المؤيدة رداً على المتظاهرين السلميين، ففي إيران شهدت عدّة مدن إيرانية مظاهرات مؤيّدة لنظام الملالي، على خلفية الاحتجاجات المستمرة.

ونظّم أنصار الحكومة تجمعات جماهيرية في مدن إيرانية عديدة، من بينها "عبادان" و"الأحواز" و"جرجان" و"إيلام" و"كرمانشاه" و"حرم آباد".

وردّد المشاركون في التجمعات هتافات ضد الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، ومن أسموهم بـ"المنافقين ومثيري الفتنة".

الأمر ذاته وقع في سوريا، حيث سير النظام السوري مظاهرات مؤيدة له في العام 2011، لإظهار أنه يتمتع بدعم شعبي على حساب المتظاهرين المعارضين له.

- التهديد بالإعدام

كما كان لافتاً تهديد رئيس المحكمة الثورية في طهران للمتظاهرين بأنهم قد يواجهون عقوبات مختلفة، منها "الإعدام"، حسب ما نقلته وكالة "تسنيم" الإيرانية، الثلاثاء (2 يناير 2018)، وهو ذات التهديد الذي هدده النظام السوري للمتظاهرين.

فقد نشرت وسائل إعلام معارضة للنظام في العام 2011، أن ماهر الأسد، شقيق زعيم النظام السوري، توعد المتظاهرين بـ "الموت"، قائلاً بأن أباه استلم حكم سوريا عام 1970 وسكانها 6 ملايين، وهم مستعدون لأن يعيدوها من 23 مليوناً (عدد سكان سوريا عام 2011) لهذا العدد"، في إشارة إلى عمليات قتل ومجازر بحق الثائرين، وهو ما جرى لاحقاً.

يشار إلى أن إيران دعمت النظام السوري في قمع ثورة السوريين ضده منذ انطلاقها عام 2011، ولم تتردد في ذلك؛ فقد دعمت الأسد مادياً وعسكرياً وسياسياً، وجندت المرتزقة "الشيعة" من عدة دول ضمن مليشيات منظمة لمساعدته على قمع السوريين.

المصدر الخليخ اونلاين

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top