0

  تحدثنا عن سيطرة إيران على المشهد العراقي، وقيامها بتشكيل عشرات الميليشيات الطائفية في مسعى إيراني لتكريس التقسيم المذهبي والعرقي في العراق، وخلق فوضى شائكة من البنادق المختلفة.. بحيث يعترف العالم أجمع بسيطرة إيران على العراق.
هنا نستعرض أفعال هذه الميليشيات على الأرض العراقية وعمليات التطهير المذهبي الذي تقوم به.

ميليشيات طائفية ولكن!

في 10 حزيران 2014 دعا رئيس الوزراء العراقي آنذاك  "نوري المالكي" علناً، إلى إقامة "ميليشيات شعبية" ردّاً على تقدم تنظيم (داعش) في الموصل وعدة مناطق عراقية. وجاءت فتوى السيستاني الشهيرة لتؤمن إقبالاً كبيراً على التطوع في ما صار يعرف بـ "الحشد الشعبي" وبالنتيجة تحول الحشد الشعبي إلى ميليشيا جديدة، تضاف إلى عدد كبير من الميليشيات كانت إيران قد أنشأتها على أساس مذهبي منذ الاحتلال الأمريكي للعراق 2003. للتفاصيل انظر ....

هذه الميليشيات معروفة بطائفيتها ومشاريعها المتطرفة، وهناك تقارير كثيرة عن انتهاكاتها لحقوق الانسان، وقيامها بعدة مجازر طائفية وحشية، ومشاركة بعضها بفعالية في الحرب الطائفية عامي 2006 – 2007. لكن العالم، وفي مقدمته أمريكا، تجاهل كل ذلك أمام الحجة الجديدة لهذه الميلشيات، فهي تقاتل تنظيم داعش "الإرهابي " التي ستشكل أمريكا حلفا لمحاربته!

تطهير طائفي
مع سيطرة داعش على مساحات كبيرة في شمال وغرب العراق، ذو الأغلبية السنية، قام العديد من الأهالي بالنزوح عن مدنهم وقراهم هرباً من سطوة التنظيم، المفتون بتطبيق متشدد  لـ  "الشريعة"  وقوانين خاصة أخرى.

مع تمكن الميليشيات الطائفية، المدعومة بالعمليات الجوية لقوى التحالف، من السيطرة على بعض المناطق وإخراج "داعش" منها، قامت هذه االميليشيات بمنع الأهالي من العودة إلى قراهم، واستولت على بيوتهم وأراضيهم.

أما من لم يخرجوا من بيوتهم بالأصل، فقد عاملتهم هذه الميليشيات على أنهم ينتمون لداعش وتم اعتقالهم وتدمير بيوتهم، بالإضافة لاخضاعهم لتحقيقات قاسية انتهت بطردهم من قراهم ومدنهم، وفي كلتا الحالتين تمت عملية تطهير "مذهبي" حقيقية، في مختلف المدن والقرى التي سيطرت عليها ميليشيات إيران الطائفية.

لا عودة للسنة
تتحدث صحيفة "الشرق الأوسط" في تقرير لها بعنوان " تطهير «طائفي» بوتيرة هادئة ضمن حرب العراق ضد المتطرفين" عن قرية عراقية "الرويشد"، استطاعت الميليشيات الطائفية والقوات العراقية إخراج داعش منها والسيطرة عليها، بأن القرية فارغة من أهلها تماماً ولم يتبق فيها إلا عناصر الميليشيات.

وتنقل الصحيفة عن أحد قيادات الميليشيات قوله، بأنهم لا ينوون السماح بعودة السنة مجددا إلى القرية، متهمين إياهم بمساعدة المتطرفين، وأضاف "إذا سمحنا لسكان تلك القرية بالعودة إلى منازلهم، فسيفعلون ذلك مرة أخرى ضدنا"، كما قامت هذه الميليشيات بسرقة الممتلكات والبيوت.

وفي  محافظة ديالى، شمال شرقي العاصمة، تم اخراج غالبية مسلحي تنظيم داعش، لكن العائلات العربية السنية لم يُسمح لها بالعودة، حسب رعد الدهلكي، وهو نائب سني من محافظة ديالى. وتعتبر تلك المحافظة طريقا رئيسيا للزوار الإيرانيين المسافرين إلى المزارات المقدسة. وأضاف الدهلكي"يقولون: إنهم سيسمحون للسكان (الموالين) فقط بالرجوع. وهي ذريعة يتخذونها للتغيير الديموغرافي في المحافظة".

إرهاب يتم التغاضي عنه
من الواضح أن إيران تستغل وجود داعش لإطلاق العنان لميليشياتها الطائفية للقيام بعملية تغيير كبيرة للتركيبة السكانية في المناطق العراقية ذات الأغلبية السنية، وتمتلك هذه الميليشيات غطاءاً حكومياً ودولياً تحت بند محاربة الإرهاب.

وتتجاهل أمريكا أفعال هذه الميليشيات تحت ذريعة "الحرب ضد الارهاب" بالرغم من أن هذه الميليشيات تم انشاؤها وتدريبها بإشراف "قاسم سليماني"، الذي يعتبر الرئيس الفعلي لها، وهو، أي سليماني، رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، المصنف أمريكياً على أنه مجموعة ارهابية!

كما أن ميليشيا حزب الله اللبنانية، الارهابية أمريكياً كذلك، قامت بارسال بعض مرتزقتها إلى العراق وشاركت بالمعارك هناك، وبتدريب بعض الميليشيات، وأخيراً فإن إيران المالكة الفعلية لهذه الميليشيات مصنفة امريكياً بأنها دولة راعية للارهاب.  

مجازر وحشية
بالرغم من عدائها الظاهري لداعش فهذه الميليشيات تتبع نفس اسلوب داعش في القتل والتمثيل بالجثث تحت حجج "دينية" واهية، حيث قامت هذه الميليشيات بتنفيذ جرائم وحشية ونفذت عدة مجازر بحق العراقيين.

في  23 -8 -2014 قامت ميليشيا "عصائب أهل الحق" بتنفيذ مجزرة بحق المصلين في مسجد "مصعب بن عمير" في قرية "إمام ويس" بمنطقة "دلي عباس" في محافظة ديالي العراقية، حيث قامت عناصر الميليشيا في باقتحام المسجد وفتحت النار فيه على المصلين مما أسفر عن قتل أكثر من 70 شخص وإصابة العشرات بجراح.

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش اتهمت "العصائب" بأنها شاركت بتنفيذ مجزرة طائفية ضد سجناء عراقيين مع رجال الأمن وميليشيات أخرى ذهب ضحيتها أكثر من 225 قتيل عراقي في حزيران 2014.

وكانت تقارير صحفية تحدثت عن انتشار "فرق الموت" المذهبية في أرجاء العراق لا سيما بغداد وبروز ظاهرة القتل على الهوية ففي تقرير لصحيفة التايمز البريطانية 5-7-2014 تحدث عن جثث لعراقيين ترد للمشافي معظمهم قتلوا برصاصة في الرأس وكان الملاحظ يومها كما ذكر التقرير أن الكثير منهم يحملون اسم "عمر" حتى أن مراسل الصحيفة في بغداد قال إن اسم الشخص قد "يحمل له حكما بالإعدام" في شوارع بغداد.


التبعية لملالي طهران

إن الانهيار الكبير للجيش العراقي أمام مسلحي تنظيم "داعش" الصيف الماضي شمال وغرب البلاد، منح إيران الفرصة لزيادة نفوذها داخل العراق بشكل غير مسبوق، حيث انضم الكثير من المتطوعين "الشيعة" لملأ الفراغ الذي تركه انهيار الجيش العراقي وتعزيز صفوف الميليشيات الشيعية المتحالفة مع إيران فعليا، وأصبحت تلك الميليشيات اﻵن مندمجة بشكل كبير مع الجهاز الأمني العراقي، وفقا لما أدلى به مسئول حكومي لوكالة " أسوشييتد برس" معتبرا أن ظهور داعش في العراق "الهدية الأكبر" لطهران.

وكان رئيس الحكومة العراقية "حيدر العبادي" قد ندد بعملية التغيير الديموغرافي ودعى للوحدة الوطنية كما أصدر "السيستاني"، المرجع الشيعي الأعلى في العراق، فتوى تحرم سرقة ممتلكات سكان المناطق التي يتم اخراج داعش منها. ولكن الواقع يقول، حتى لو صدقت نوايا الرجلين، بأن ولاء هذه الميليشيات يعود لملالي طهران، فشعاراتها وراياتها تعترف بالتبعية المطلقة لإيران فقط ومشروعها في المنطقة.

المصدر اورينت نت

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top