0
استدلال الرافضي: هكذا سكت العلماء عن العقائد المنحرفة بقوة السلطان فوجد ابن تيمية مجاله ليتحدث كيف يشاء, وقد نقل لنا شاهد عيان اعتقاد ابن تيمية في الله, وهو ذلك الرحالة الشهير ابن بطوطة, فصادف أن حضر يومًا درس ابن تيمية في المسجد الأموي, قال: "وكنت إذ ذاك بدمشق فحضرت يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم, فكان من جملة كلامه أن قال: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كنزولي هذا, ونزل درجة من المنبر, فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء, وأنكر عليه ما تكلم به, فقامت العامة إلى هذا الفقيه وضربوه بالأيدي والنعال ضربًا كثيرًا حتى سقطت عمامته, وظهر على رأسه شاشية حرير, فأنكروا عليه لباسها, واحتملوه إلى دار عز الدين بن مسلم قاضي الحنابلة, فأمر بسجنه وعزره بعد ذلك".
[رحلة ابن بطوطة (ص:95)].
الجواب:
1- أن رحلة ابن بطوطة إنشاء أدبي لا تعدل في الميزان العلمي جناح بعوضة, لكن المفلس يتعلق بأي شيء، وهو يتوقع أن الناس عقولهم كعقله.
2- أن ابن بطوطة لم يسمع من ابن تيمية ولم يره يخطب؛ إذ كان وصوله إلى دمشق يوم الخميس التاسع عشر من شهر رمضان المبارك عام ستة وعشرين وسبعمائة (726هـ), وكان سجن شيخ الإسلام في قلعة دمشق أوائل شهر شعبان من ذلك العام, ولبث فيه إلى أن توفاه الله تعالى ليلة الإثنين لعشرين من ذي القعدة عام ثمانية وعشرين وسبعمائة هجرية, فكيف رآه ابن بطوطة يعظ على منبر الجامع وهو إذ ذاك في السجن؟!!
3- لم يكن شيخ الإسلام ابن تيمية يعظ الناس على منبر الجامع, وإنما كان يجلس على كرسي، قال الحافظ الذهبي عنه: "وقد اشتهر أمره وبعد صيته في العالم, وأخذ في تفسير الكتاب العزيز أيام الجمع على كرسي من حفظه".
4- أن هذا الذي ذكره ابن بطوطة يخالف ما ذكره الشيخ في جميع كتبه: من أنه يجب إثبات علو الله وصفاته إثباتًا بلا تشبيه, وتنزيهها عن مشابهة صفات المخلوقين تنزيهًا بلا تعطيل، وهذا الذي ذكره ابن بطوطة تشبيه ينهى عنه شيخ الإسلام, ويحذر منه غاية التحذير.
5- لشيخ الإسلام ابن تيمية في موضوع النزول كتاب مستقل اسمه: "شرح حديث النزول", وهو مطبوع ومتداول, وليس فيه ما ذكره ابن بطوطة، بل فيه ما يرد عليه ويبطله من أصله, والحمد لله رب العالمين.
أريتم كيف يكون الكذب والتغافل عن الحق؟! يترك كتب الشيخ ويتمسك برواية متهالكة لا يدرى ما أصلها!!!
هذا هو التحقيق العلمي الذي أفحمتم به أهل السنة؟!!
قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ [الأعراف:179].

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top