أصل نشأة الشيعة
الشيعي هو من
شايع علياً رضي الله تعالى عنه، وماذا كانت عقيدة علي رضي الله عنه ومن
معه؟ لقد كانت عقيدتهم السنة والتوحيد والحق الذي جاء به محمد صلى الله
عليه وسلم.
ولقد كان أهل
العراق الذين مع علي رضي الله عنه، وأهل الشام الذين مع معاوية رضي الله
عنه.. كانوا كلهم على مذهب أهل السنة والجماعة، وعلى الحق، ولا اختلاف
بينهم في هذا، وإنما النزاع بينهم في مسألة الطاعة والدخول في البيعة، فكان
يقال لمن كان مع علي رضي الله عنه: الشيعة بمعنى أنهم شايعوا علياً أي
ناصروه، وليس له أي مفهوم عقائدي.
ولكن لما ظهرت
الخوارج، ظهرت في مقابلها فئة من الشيعة تميزوا بالغلو في علي رضي الله
عنه، فكان في القرن الأول إذا قيل: شيعي، أو فيه تشيع، أو من الشيعة، فإنه
يطلق بعدة اعتبارات، منها: إطلاقه على من يفضل علياً على عثمان رضي الله
عنه، وهذا نجده عند كثير من أهل الرواية، ففي كتب الرجال كـالتقريب،
والتهذيب كثيراً ما يقال: كان فلان شيعياً، أو فيه تشيع، بالرغم من أن
بعضهم علماء أجلاء، لكن كان فيهم هذا المغمز، وهو أنهم يرون أفضلية علي على
عثمان رضي الله عنهما، وهذا الأمر مع أنه هين جداً بالنسبة إلى ما قالته
الطوائف الغالية، لكنه عظيم عند السلف الصالح رضوان الله عليهم، ولهذا قال
الإمام أحمد رحمه الله ورضي عنه كلمة عظيمة في هذا، قال: "من فضل علياً على
عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار" أي: جعل عقله أقوم من المهاجرين
والأنصار، فأزرى بهم وحط من شأنهم؛ لأنهم أجمعوا - ومعهم علي رضي الله عنه -
على بيعة عثمان؛ فإن أهل الشورى الذين اختارهم الخليفة الراشد العادل عمر
رضي الله تعالى عنه، اختاروا عثمان من بين الستة -وكان منهم علي رضي الله
عنه- وأجمعت الأمة عليه؛ فمن تجاوز ما أجمعت الأمة عليه بأن فضل علياً على
عثمان، فقد أزرى بهم وحط من مقامهم، وادعى أنه أعلم منهم بالرجال، وأعلم
منهم بمصلحة الأمة.
المصدر: موقع الشيخ سفر الحوالي
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).