التشيع عقيدة دينية أم عقدة شيعية
لقد كنت أقلب
البصر في أنحاء هذا الواقع وأنا أفتش عن السر الكامن وراء ذلك الحقد
الطائفي والممارسات المتخلفة المؤذية، والوقاحة الصفيقة في التعامل مع
(الآخر)، مع انعدام الإحساس بقيمته وقيمه ومشاعره، وإسقاط النواقص الذاتية
عليه؟ لماذا هذا العداء الوحشي الذي يلبس لبوس الدين؟ ومصادرة حق الآخر في
العيش أو التعايش؟ والسعي الحثيث في محاولة تهميشه وإلغائه من الوجود بشتى
الطرق: اتهامه والوقيعة به، أو مطاردته واعتقاله وتعذيبه إلى حدود -
وبأساليب - لا يبلغها العقل الإنساني! أو اغتياله وتصفيته جسدياً بكل
الوسائل الممكنة...؟ لماذا هذه اللعنات التي تصب على تاريخنا ورموزنا علناً
وعلى رؤوس الأشهاد؟! لماذا هذا التخريب والحركات الغوغائية المدمرة للذات
وللغير؟ والعمالة المتكررة للغازي الأجنبي؟ ما هذا الفساد الخلقي الذي
يمارس باسم الدين أو بلا اسم، والذي يتركز ويزداد كلما اقتربت من الحوزات
والمؤسسات أو المعالم والرموز الدينية؟ ما هذا الكذب السمج والنفاق
والتظاهر بغير الباطن بلا مبرر من إكراه ونحوه؟ وهذا اللؤم وإنكار الجميل
وتوجيه الأذى للمحسن أولاً وقبل غيره؟ ما هذه الرايات السود التي تواصل
التقدم من الشرق وبلا انقطاع منذ فجر التاريخ في أور سومر وإلى بغداد الأمس
واليوم؟ وهذه الحروب التي لا تنتهي؟ ما هذا اللطم والنواح والتطبير وجلد
الذات؟ وهذه الذلة والمسكنة والتباكي ودعوى الاضطهاد والمظلومية
والمحرومية: أهي محرومية حقيقية؟ أم هي محرومية نفس جدباء لا تنبت كلأً ولا
تمسك مطراً؟
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).