أثر الديانات الوثنية في عقائد الرافضة
تمثل ديانات
الشرق مسرح الأديان التي انتشر الرافضة في مناطقها، وأثروا وتأثروا، وقد
كان للرافضة قنوات عبر من خلالها كثير من المعتقدات المنحرفة، وكان من أهم
تلك القنوات الفتح الإسلامي لفارس وما وراءها، والاحتكاك بأهل تلك البلاد،
أضف إلى ذلك اجتهاد الدول الشيعية التي قامت بعد ذلك في نشر الرفض في فارس
مثل الدولة البويهية، والدولة الصفوية التي سعت في نشر التشيع بكل قوة.
وفي هذه الرسالة
تعرضت الباحثة لجملة من العقائد الشيعية التي تأثرت بالعقائد الوثنية
تأثراً مباشراً، ورد هذه العقائد الدخيلة لجذورها المستقاة منها مع بيان ما
بها من مخالفات لمعتقد أهل السنة والجماعة، وقد جاءت هذه الدراسة في مقدمة
وتمهيد وثلاثة أبواب وخاتمة.
وخصصت الباحثة التمهيد للتعريف بمفردات عنوان الرسالة "الأثر والدين والوثن والوثنية" والعقيدة وعرض لتعريف مجمل لمصطلح الرافضة.
الباب الأول: التعريف بالديانات الوثنية والرافضة، وحوى فصلين:
الفصل الأول: التعريف بالديانات الوثنية التي أثرت في الرافضة، وفيه تمهيد وستة مباحث:
وقد تحدثت الباحثة في تمهيد هذا الفصل عن الأديان الوثنية المنتشرة في أماكن انتشار الرافضة، فتحدث عن:
1- ديانات بلاد الرافدين وعرضت فيه للحديث عن الديانة السومرية والبابلية والأشورية.
2- ديانات بلاد فارس، وذكرت فيه أشهر الديانات في هاتين المنطقتين، حسب ترتيب ظهورها التاريخي.
وتحدثت في المبحث الأول عن الصابئة، وعرفت بهم، وبينت أصل ديانتهم، ثم ذكرت أشهر فرقهم والراجح في حقيقة دينهم.
وتحدثت في المبحث الثاني عن المجوسية أو الثنوية، وعرفت بهم وبفرقهم، وذكرت من فرقهم: الزرادشية، والمانوية، والمزدكية.
ثم خصصت المباحث من الثالث إلى السادس للحديث عن باقي الديانات (المثرائية، والبعلية، واليهودية، والنصرانية النسطورية).
الفصل الثاني: التعريف بالرافضة. وحوى أربعة مباحث.
تحدثت الباحثة في
المبحث الأول عن معنى الرافضة في اللغة والاصطلاح، وسبب التسمية، وأشهر
ألقابهم التي اشتهروا بها، ومنها (الشيعة، الاثنا عشرية، الإمامية،
الجعفرية، أصحاب الانتظار..).
ثم تحدثت في المبحث الثاني نشأة الرافضة، فعرضت لآرائهم وآراء غيرهم في نشأة الرفض والتشيع.
وخصصت المبحث الثالث للحديث عن أهم فرقهم كالبابية، والشيخية التي انبثقت عنها (الكشفية، والركنية، والكريمخانية، والقرتية).
ثم عرضت الباحثة
في المبحث الرابع لمجمل عقائدهم في القرآن الكريم، والسنة النبوية،
والتوحيد بأركانه الثلاثة (الألوهية، والربوبية، والأسماء والصفات)، وتحدث
عن بعض عقائدهم الباطلة كالبداء، والرجعة، والغيبة، والتقية.
الباب الثاني: قنوات الاتصال بين الرافضة وأصحاب الديانات الوثنية. وحوى ثلاثة فصول:
الفصل الأول: فتح فارس وسقوط دولتهم واحتكاك المسلمين بأهلها.
قدمت فيه الباحثة
عرضاً موجزاً للفتح الإسلامي لفارس وما حولها، وما نتج عنه من احتكاك
واتصال بين المسلمين وأصحاب البلاد المفتوحة، وتأثير ذلك.
الفصل الثاني: ظهور الحركات المناوئة للدولة الإسلامية في فارس وما حولها:
وعرض فيه الباحث
لأشهر الحركات التي ظهرت كحركة بيهافريد، وحركة سنباذ، وحركة إسحق الترك،
وحركة أستاذسيس، والمقنع الخرساني، والبرامكة، وحركة باب الخرمي،
والمازيار، وثورة الزنج، وتحدث أخيراً عن الزندقة والشعوبية.
الفصل الثالث: انتشار المذهب الرافضي في فارس وما حولها وأسبابه:
وتحدثت الباحثة في هذا الفصل عن ثلاث قضايا رئيسة وهي:
1- ظهور الفرق الشيعية في العراق وفارس وذكر لأشهر فرقهم، كالسبأية، والكيسانية، والخطابية، والمنصورية، والمغيرية، والاثنا عشرية.
2- الدول الشيعية في العراق وفارس وما حولها، منذ الدولة الصفارية، وحتى العصر البلهوي وظهور الثورة الخمينية.
3- أسباب نجاح الدعوة الرافضية في بلاد فارس وما حولها.
الباب الثالث: عقائد الرافضة التي تأثروا فيها بالديانات الوثنية. وحوى سبعة فصول:
الفصل الأول: قول الرافضة في توحيد الربوبية وتأثرهم فيه بالديانات الوثنية:
فعرضت فيه
الباحثة لعدة قضايا تبين فساد معتقد الرافضة في مسألة توحيد الربوبية، ومدى
تأثرهم بالعقائد والوثنية؛ منها قولهم بإحاطة الأرواح الكاملة - وهم
الأنبياء والأئمة عندهم - على العالم، وكذلك إسنادهم الحوادث الكونية إلى
الأئمة، وقولهم بالحلول والاتحاد والتناسخ، وأن الله يفعل الخير ولا يفعل
الشر.
الفصل الثاني: قول الرافضة في توحيد الألوهية وتأثرهم فيه بالديانات الوثنية:
عرضت الباحثة
لبعض الانحرافات في هذا الفصل، منها اعتقاد الرافضة أن الأئمة هم الواسطة
بين الله تعالى والخلق، وقولهم بجواز التوسل بالذوات وطلب الحاجة من
الأموات، وتعظيمهم لقبور الأئمة والمشاهد والطواف حولها، وكذلك غلوهم في
أئمتهم بنسبة أفعال الله لهم ... .
الفصل الثالث: عقيدتهم في صفات الله تعالى:
تحدثت الباحثة في
هذا الفصل عن موقف الرافضة من صفات الله تعالى، فبينت أن أوائل الرافضة
أخذوا بالتشبيه والتجسيم، وأواخرهم أخذوا بالنفي والتعطيل وفيهم اضطراب
وتناقض، فتارة يقولون بالتشبيه، وتارة ينفونه كما عند الكليني، وأعرضوا عن
المذهب الوسط، الذي هو مذهب الأئمة، فلم يأخذوا بمنهج القرآن والسنة، ولا
بطريقة الأئمة.
الفصل الرابع: عقيدة الرافضة في الإمامة:
بينت فيه الباحثة
أن موقف الرافضة من الإمامة على العكس من مفهوم أهل السنة والجماعة منها،
وأشارت إلى أن الرافضة يرون أنه ما كان في الدين والإسلام أمر أهم من تعيين
الإمام، ومن الغلو في هذا الأمر قولهم: أن قول الإمام ينسخ القرآن، ويقيد
مطلقه، ويخصص عامه، وقد ناقشت الباحثة هذا كله، وبينت انحرافهم فيه وتأثرهم
في ذلك بالديانات الوثنية.
الفصل الخامس: قول الرافضة في معجزات الأئمة:
عرضت فيه الباحثة
لمعتقدهم بأن المعجزات تقع من الأئمة كما تقع من الأنبياء، وبينت أنهم
تأثروا في ذلك بالعديد من أصحاب الديانات، وأبرز من تأثروا بهم كان المجوس
والنصارى.
الفصل السادس: عقيدة المهدية والغيبة عند الرافضة:
عرضت فيه الباحثة
لحقيقة المهدي عند كل من الشيعة وأهل السنة، وكشفت انحرافهم في هذا الباب،
وأشارت إلى أنهم جعلوا من عقيدة المهدي وغيبته ركنا من أركان مذهبهم،
وأصلا من أصولهم.
الفصل السابع: عقيدة الرجعة عند الرافضة:
بينت فيه الباحثة
لعقيدة الرجعة التي يدين بها الشيعة، وأشارت إلى أن هذه العقيدة تقرر
بعثاً لبعض خلق الله في هذه الحياة الدنيا، دون مسئولية أو تكليف، وبينت
أنها عقيدة تتنافى مع ما جاء في كتاب الله تعالى، من وقوف الخلق يوم
القيامة للحساب عما أقدموا من خير أو شر، ولكن الحقد الدفين في قلوب
الرافضة جعلهم يتعجلون عذاب مخالفيهم، والانتقام منهم تحت إشراف قائمهم.
وقد ختمت الباحثة رسالتها بأهم النتائج التي توصلت إليها، ومنها:
1- تمثل ديانات
الشرق الأدنى القديم وبوجه خاص ديانات بلاد الرافدين وديانات الفرس مسرح
الأديان التي انتشر الرافضة في مناطقها، وأثروا وتأثروا.
2- يجمع المجوس
القول بالثنوية أو تقديس النار والنور، ومن أشهر فرقهم: الزرادشتية
والمانوية والمزدكية، وقد أقام المجوس في الدولة الإسلامية أهل ذمة إلى
جانب اليهود والنصارى، منهم من أسلم وحسن إسلامه، ومنهم من انتحل التشيع
مذهبا له، ومنهم من دخل في الإسلام متظاهرا به ومبطنا مجوسيته، فوجدت مواطن
للتلاقي والتلاقح بين الرافضة، وبينهم عن قصد أو غير قصد.
3- وجد اليهود في
العراق وفي فارس وما حولها، وكان لليهود دور في إشعال الفتنة الكبرى وفي
قتل عثمان رضي الله عنه، وزعيمهم عبد الله بن سبأ اليهودي، الذي ادعى
الإسلام زمن عثمان رضي الله عنه، وأخذ يمارس دوره في بث بذور الفتنة في
المجتمع الإسلامي، ونادى بإمامة على رضي الله عنه، بل تأليهه، وقد كانت
آراؤه التي نادى بها منبعًا خصباً للعيد من عقائد الرافضة.
4- تأصلت
النصرانية النسطورية في الشرق في بلاد الرافدين وفارس، وكانت للنصارى أديرة
منتشرة في جميع أنحاء فارس تقريبا، وتأثر الرافضة بعديد من عقائد النصارى.
5- يجمع الرافضة
الغلو في علي رضي الله عنه، وتقديمه على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما،
واعتقاد أحقيته بالخلافة، والتبرؤ من الشيخين أبي بكر وعمر، والطعن في
صحابة رسول الله رضي الله عنهم إلا نفرًا قليلاً.
6- شكل التسامح
مع أصحاب الديانات قناة من قنوات الاتصال بين الرافضة وأصحاب تلك الديانات؛
فمن أصحاب الديانات من دخل في الإسلام دون أن يتخلى عن موروثاته السابقة،
فشاب إسلامه الشوائب، ومنهم من تظاهر بالإسلام وأبطن ديانته رغبة في الكيد
للإسلام وأهله والانتقام لديانة قومه، وإما تهربا من الجزية أو رغبة في
منصب، فبقي تأثير بعض الديانات على أصحاب تلك البلاد.
7- وجد أعداء
الإسلام في التشيع ملجأ للتنفيس عن عداوتهم، تمثل في حركات مناوئة للدولة
الإسلامية، اتخذت التشيع وحب آل البيت ستارا لها لتحقيق مآربها، وكان أن
تأثر الرافضة بهؤلاء الدعاة وبما نادوا به من معتقدات.
8- شابه الرافضة الوثنين في القول بإحاطة الأرواح على العالم وهي دعوى ظهرت لدي الوثنية البوذية.
9- أسند الرافضة
الحوادث الكونية إلى الأئمة فجعلوا الدنيا والآخرة تحت تصرف الإمام،
والإحياء والإماتة، وإنزال المطر، وإرسال الرياح فشابهوا في ذلك الصابئة،
والنصارى.
10- من مظاهر
الشرك الطيرة والتطير والاعتقاد بتأثير النجوم، آمن بكل هذا الرافضة، وثبت
بالأدلة مشابهتهم للصابئة وديانات بابل، التي دانت بهذه المعتقدات.
11- قد وقع الرافضة في التمثيل والتشبيه، ثم جنحوا إلى التعطيل، مدعين التنزيه معتمدين العقل في عرض أدلتهم وإثباتها.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).