الشبهة:
ما من مستبصر (مترفض) إلا وقد استشهد بهذا الحديث : (من مات ولم يعرف إمام
زمانه مات ميتة جاهلية)، ليدلل على صحة إمامة علي رضي الله عنه، ولولا
الإطالة لعرضنا كلامهم بنصه.
ويكفي أن نذكر بعض أسماء هؤلاء:
هشام آل قطيط ، التيجاني ، لمياء حمادة ، معتصم سيد أحمد ، أحمد حسين يعقوب ، عبد المنعم حسن ....... .
وكم حشى هؤلاء كتبهم بأمثال هذه الأحاديث وكم خلطوا في دلالاتها .
وقد يلتمس لهم العذر بأن وجدوا هذه الأحاديث في كتب أساطين الرافضة وهم
يحتجون بها على أهل السنة ، فظن هؤلاء المساكين صحتها وصحة دلالاتها دون
الرجوع إلى كتب أهل السنة المحققة والمحكوم على أحاديثها بالصحة أو الضعف.
وليس هناك دليل أكبر وأعظم من أن هؤلاء المترفضين لم يكونوا بحال من أهل العلم والمعرفة في علوم أهل السنة وكتبهم.
فعَلامَ يفرح بترفضهم ؟
أويفرح باختيار الجهال وبترفضهم ؟!
والان لنرى حال هذا الحديث من كلام علماء أهل السنة :
الجواب :
قال العلامة الألباني رحمه الله : (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة، 1/525)
[ 350 - " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ".
لا أصل له بهذا اللفظ.
وقد قال الشيخ ابن تيمية: والله ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم
هكذا، وإنما المعروف ما روى مسلم أن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: " من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له،
ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية "، وأقره الذهبي في " مختصر
منهاج السنة " (ص 28) وكفى بهما حجة.
وهذا الحديث رأيته في بعض كتب الشيعة، ثم في بعض كتب القاديانية يستدلون به
على وجوب الإيمان بدجالهم ميرزا غلام أحمد المتنبي، ولو صح هذا الحديث لما
كان فيه أدنى إشارة إلى ما زعموا، وغاية ما فيه وجوب اتخاذ المسلمين إماما
يبايعونه، وهذا حق كما دل عليه حديث مسلم وغيره.
ثم رأيت الحديث في كتاب " الأصول من الكافي " للكليني من علماء الشيعة رواه
(1 / 377) عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن الفضيل عن الحارث بن المغيرة
عن أبي عبد الله مرفوعا، وأبو عبد الله هو الحسين بن علي رضي الله عنهما.
لكن الفضيل هذا وهو الأعور أورده الطوسي الشيعي في " الفهرست " (ص 126) ثم
أبو جعفر السروي في " معالم العلماء " (ص 81) ، ولم يذكرا في ترجمته غير أن
له كتابا! وأما محمد بن عبد الجبار فلم يورداه مطلقا، وكذلك ليس له ذكر في
شيء من كتبنا، فهذا حال هذا الإسناد الوارد في كتابهم " الكافي " الذي هو
أحسن كتبهم كما جاء في المقدمة (ص 33).
ومن أكاذيب الشيعة التي لا يمكن حصرها قول الخميني في " كشف الأسرار " (ص
197) : وهناك حديث معروف لدى الشيعة وأهل السنة منقول عن النبي: ... ثم
ذكره دون أن يقرنه بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، وهذه عادته في هذا
الكتاب! فقوله: وأهل السنة كذب ظاهر عليه لأنه غير معروف لديهم كما تقدم بل
هو بظاهره باطل إن لم يفسر بحديث مسلم كما هو محقق في " المنهاج " و"
مختصره " وحينئذ فالحديث حجة عليهم فراجعهما. ].
اذا فالحديث لا أصل له كما قرره الألباني، فهل درى المترفضون ذلك ؟
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).