الحمد
لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور، الحمد لله الذي لم
يتخذ ولداً، ولم يكن له شريك في الملك ولا له ولي من الذل.
وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جل عن الأشباه والنظائر، قلوب العباد
كلها بيده، لا راد لأمره ولا معقب لحكمه، سبحانه لا يشغله سمع عن سمع على
اختلاف اللغات وضجيج الأصوات.
وصلى
الله وسلم وبارك على نبينا وإمامنا وسيدنا وقرة عيننا وقدوتنا محمد النبي
الأمي، أرسله الله على حين فترة من الرسل بشيراً ونذيراً، فأخرج الله به
الناس من الظلمات إلى النور وعلى آله أجمعين.
أما بعد:
فهذه رسالة من القلب أوجهها إلى إخواني وأخواتي المسلمين ممن ينتسبون إلى المذهب الإثني عشري، وهي -كما قلت- من القلب، وما خرج من القلب دخل إلى القلب، والأمر كما قيل: ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستعارة.
في
هذه الرسالة أدعوكم كما أدعو نفسي إلى الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم
الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، حشرنا الله وإياكم
معهم، مستحضراً بين عيني وأنا أردده قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: { لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه }.
فأنا
والله الذي لا إله إلا هو أحب لكم ما أحب لنفسي، أقولها صادقاً والله يعلم
ذلك مني، فلنلهج جميعاً بهذا الدعاء الطيب المبارك الذي كان يستفتح به
سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم قيام الليل.
فنقول:
{
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب
والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون، اهدنا إلى ما اختلف
فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم }.
إخواني وأخواتي! لقد يسر الله تبارك وتعالى أن قرأت كثيراً من كتب المذهب الشيعي الإثني عشري، واستمعت –كذلك- إلى كثير من المحاضرات، وناظرت وناقشتُ كثيراً من علمائكم وطلاب العلم عندكم.
وعلى أساسها تكونت عندي بعض الوقفات التي أريد أن أعرضها عليكم لعل الله جل وعلا أن ينفع بها، جاعلاً نصب عيني قوله تعالى: (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ))[النحل:125].
الوقفة الأولى: دمعة على التوحيد:
لا شك ولا ريب أن الله سبحانه وتعالى عليم حكيم، لم يخلقنا في هذه الدنيا عبثاً، كيف؟ وهو القائل: (( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ))[المؤمنون:115]؟
إن الله جل وعلا خلقنا لغاية عظيمة بينها في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فقال: (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))[الذاريات:56].
قال ابن عباس رضي الله عنهما: [[ إلا ليوحدون ]].
وقد أجمع الأنبياء على كلمة واحدة، فقالوا: (( يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ))[الأعراف:59].
تدرون ما العبادة؟ إنها توحيد الله جل وعلا، أي: إفراده بالدعاء والتوكل والخوف والرجاء والمحبة والطاعة والنذر والذبح، وغيرها.
وبتقسيم آخر: توحيد القلب وتوحيد الجوارح.
أما توحيد القلب فيدخل فيه المحبة والخوف والرجاء والإخبات والتوكل والخشية وغيرها.
وأما توحيد الجوارح فيدخل فيه الدعاء والاستغاثة والذبح والنذر والحلف وغيرها.
قال تعالى في الدعاء: (( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ))[الجن:18].
وقال في الاستعانة: (( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ))[الفاتحة:5].
وقال في الاستغاثة: (( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ ))[الأنفال:9].
وفي النذر: (( فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا ))[مريم:26].
إن دعاءنا الصالحين من الأنبياء وآل البيت وغيرهم ينافي ما جاء في القرآن الكريم من الأمر بدعاء الله وحده دون ما سواه، قال تعالى: ((
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ
يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ))[غافر:60].
تدبروا
-يا رعاكم الله– كيف أن الله جل وعلا قطع جميع العلائق إلا به، فنفى
أولاً: أن غيره أياً كان يملك مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، تدرون
ما الذرة؟ إنها النملة الصغيرة الصفراء التي لا تكاد ترى.
ثم نفى أن يكونوا شركاء له، ثم نفى أن يكونوا ساعدوه، وختم جل وعلا ببيان أنه حتى الشفاعة لا تكون إلا بإذنه.
فالأولياء
الصالحون لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً، كيف يملكون لغيرهم وهم لا
يملكون لأنفسهم؟ وقد تقرر عند عامة العقلاء: (أن فاقد الشيء لا يعطيه).
وقد قال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو سيد الخلق: (( قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا ))[الجن:21] .
ولا أظن أن أحداً من المسلمين يجهل هذه الحقيقة، ولنلقي نظرة فاحصة سريعة على حال أولياء الله جل وعلا مع ربهم سبحانه وتعالى.
ويعقوب قال: (( قَالَ إِنَّمَا أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ))[يوسف:86].
وموسى قال: (( إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ))[الشعراء:62].
وزكريا قال الله عنه: (( إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا ))[مريم:3].
وأيوب قال الله عنه: (( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ))[الأنبياء:83] وهكذا يونس و يوسف و عيسى .
وذكر الله جل وعلا سيدنا وسيدهم محمداً صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، فقال: ((
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ
فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ
الْوَكِيلُ ))[آل عمران:173].
ترى!
ماذا تقول أنت وماذا تقولين أنت إذا مسكم الضر؟ هل تقولون: يا الله أو
تقولون يا علي ، يا مهدي ، يا عباس ، يا أبا الفضل ، يا حسين ، يا زهراء ؟
وهذا الشهرودي أحد علماء الشيعة الإثني عشرية يقول عن المهدي : [[
لا يخفى علينا أنه -عليه السلام- وإن كان مخفياً عن الأنام ومحجوباً عنهم
ولا يصل إليه أحد ولا يعرف مكانه إلا أن ذلك لا ينافي ظهوره عند المضطر
المستغيث به، الملتجأ إليه، الذي انقطعت عنه الأسباب وأغلقت دونه الأبواب؛
فإن إغاثة الملهوف وإجابة المضطر في تلك الأحوال هي من مناصبه الخاصة، فعند
الشدة وانقطاع الأسباب عن المخلوقين وعدم الصبر على البلايا دنيوية كانت
أو أخروية أو الخلاص من شر أعداء الإنس والجن يستغيثون به ويلتجئون إليه ]]([1]).
ترى! هل نعي معنى هذه الكلمة الطيبة؟ شتان شتان بين من إذا أصابته الشدائد وادلهمت الأمور قال: يا الله، وبين من يقول:
ناد علياً مظهر العجائبتجده عوناً لك في النوائب
شتان بين من يقول: يا الله أدركني، وبين من يقول: يا مهدي أدركني!
إن المشركين على ما كانوا عليه من الكفر والضلال إذا ضاقت بهم الأمور قالوا: يا الله، قال الله جل وعلا عنهم: ((
قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ
تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ
الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ
ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ ))[الأنعام:63-64].
تدعونه تضرعاً وخفية، هكذا كان يفعل المشركون.
إخواني .. أخواتي! أتدعون ميتاً فمن الحي الذي لا يموت؟! إنه الله، أنسيتم قوله تعالى: (( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا ))[الفرقان:58].
فإن قال لكم قائل: إنهم أحياء في قبورهم؟ قلنا: نعم، ولكنها حياة خاصة، إنها حياة البرزخ وهم مشغولون عنا بما هم فيه من النعيم.
أتدعون غائباً؟ فمن الذي يعلم الغيب والشهادة؟! إنه الله، أنسيتم قوله تعالى: (( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ))[الرعد:9] أعيروني سمعكم يا رعاكم الله.
من
أراد علياً رضي الله عنه في زمنه سواء كان من أهل المدينة أو مكة أو
الكوفة أو غيرها، ترى! ماذا كان يصنع؟ أيناديه وهو في بيته أم يسافر إليه
ويطرق بابه؟ والآن نحن نرى الشيعة في شتى بقاع الأرض يقولون: يا علي ، فهل يسمعهم جميعاً على اختلاف أوقاتهم ولغاتهم ومطالبهم؟! إن هذا لا يكون إلا لله.
أليس
هكذا يقول علي وغيره من الأولياء؟ وكنا شهوداً عليهم ما دمنا فيهم فلما
توفيتنا كنت أنت الرقيب عليهم؟ بلى والله، إن الأمر كذلك.
وبعد هذا كله نعود ونقرأ قول الله تبارك وتعالى: (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ))[النساء:48] .
الله جل وعلا يقول لنا: (( ادْعُونِي ))[غافر:60]، (( ادْعُوا رَبَّكُمْ ))[الأعراف:55]، (( يَدْعُونَنَا ))[الأنبياء:90]، (( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ ))[الأنفال:9]، (( يَخَافُونَ رَبَّهُمْ ))[النحل:50]، (( وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ))[الأنفال:2].
اقرءوا القرآن، اقرءوا النور والهدى والفرقان، ما أمر الله أبداً بدعاء
غيره، بل القرآن صريح كله في وجوب دعاء الله وحده لا شريك له.
ألا
ترون أن من يقول: يا علي ويا مهدي ويا أبا الفضل ويا بدوي ويا زينب ويا
جيلاني ألا ترون أنهم اشتركوا في قضية واحدة، ألا وهي أنهم جميعاً دعوا غير
الله؟
بل
إن المشركين عندما دعوا وداً و سواعاً و اللات و العزى وغيرها من دون الله
تبارك وتعالى كانوا يعتقدون أنها تمثل أناساً صالحين، إنكم لا شك رأيتم
وترون ما يصنع الناس عند قبور الأئمة من الدعاء والبكاء والخوف والرجاء ما
يجعل العين تبكي لا دمعاً بل دماً على التوحيد!!
الوقفة الثانية: وقفة مع القرآن الكريم:
هل
تعلمون -إخواني أخواتي- أنه لا يمكن للإنسان أن يكون شيعياً اثني عشرياً
إلا أن يقول بتحريف القرآن؟ وهذا أمر عجيب، وأعجب منه ما سيأتي بعده.
إن أهل السنة ينقلون القرآن عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالتواتر وبالأسانيد الصحيحة المشهورة.
والمصاحف
المطبوعة اليوم التي يقرأ بها الناس في أنحاء الأرض أربعة: رواية حفص عن
عاصم ، وهذه مشتهرة في الخليج العربي ومصر والشام والعراق واليمن.
الثانية: رواية ورش عن نافع ، وهذه مشتهرة في المغرب والجزائر.
الثالثة: رواية قالون عن نافع ، وهذه مشتهرة في ليبيا.
الرابعة: رواية الدوري عن أبي عمرو ، وهذه مشتهرة في تشاد وجنوب السودان.
وهناك
روايات أخرى غير منتشرة بين الناس تدرس في المعاهد والجامعات، فاسألوا
بارك الله فيكم ونفعكم ونفع بكم – اسألوا علماءكم: أين قرآن أل البيت؟ أين
المصحف الذي رواه الأئمة بعضهم عن بعض؟ أين إسناد العسكري عن الهادي عن
الجواد عن الرضا عن الكاظم عن الصادق عن الباقر عن زين العابدين عن الحسين
السبط أو الحسن السبط عن علي رضي الله عنهم أجمعين؟
أليس يقال لكم: أهل البيت أدرى بما فيه؟ هل نقل تلاميذ الأئمة عنهم كل شيء إلا القرآن؟ هل يستطيع علماء الشيعة
أن يسندوا القرآن إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دون الرجوع إلى
أسانيد أهل السنة؟ أما أنا فأقول: لا يستطيعون. فاسألوا علماءكم لعلهم
يخطئونني، وأظنهم سيقولون لكم: هناك رواية وهي رواية حمزة الزيات عن الباقر
عن زين العابدين عن الحسين عن علي ، وهذا عليه سؤال مهم: لماذا يروي هذا
حمزة الزيات عن الباقر ولا يرويه الصادق ؟ ولماذا لا يرويه عن الصادق ابنه
الكاظم ؟ ولماذا لا يرويه عن الكاظم عن الرضا ؟ هذا أمر مهم، فتنبهوا لهذا.
ثم
أضيف إلى هذا السؤال سؤالاً آخر فأقول: أين إسنادكم الآن إلى حمزة الزيات ؟
وأين قراءة حمزة الزيات الآن؟ هل يقرأ بها؟ كل البلاد التي يقرأ فيها الشيعة
الآن يقرءون من رواية حفص عن عاصم أو رواية ورش عن نافع ، أو رواية قالون
عن نافع ، أو رواية الدوري عن أبي عمرو . أين رواية حمزة ؟ لا أحد يستطيع
أن يقرأ بها الآن، ولا أعرف مصحفاً مطبوعاً من رواية حمزة اليوم.
وأريد – هنا – أن أسأل سؤالين:
أما السؤال الأول:
إذا كان الصحابة كفاراً خاصة المشهورين منهم وهم نقلة القرآن فكيف يثق
الشيعي بنقل من يعتقد كفره؟ فهذا القرآن الآن الموجود بين أيدينا اليوم هو
من نقل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو يرويه حفص عن عاصم عن أبي
عبد الرحمن السُّلمي عن عثمان و علي و أبي و زيد .
والسؤال الثاني: أين إسناد الشيعة إلى حفص أو ورش أو قالون أو الدوري ، فلن تكونوا شيعة إلا إذا قلتم بتحريف القرآن.
فإذا أضفنا إلى هذا: أن بعض علماء الشيعة
أمثال نعمة الله الجزائري و النوري الطبرسي وغيرهما نصوا على أن الروايات
المتواترة عن الأئمة المعصومين تقول بأن القرآن محرف، بينما لا توجد ولا
رواية واحدة صريحة تقول بعدم التحريف.
وأول من قال بعدم التحريف من القدماء أربعة، وهم: الطبرسي أبو علي ، و الطوسي ، و المرتضى ، و الصدوق وأما المفيد فله قولان.
وعلى
كل من كان يتبع الأئمة الإثني عشر أن يقول بالتحريف، فالروايات عنهم تقول
بالتحريف، ومن كان يتبع غيرهم كـالطوسي و المرتضى و الصدوق و الطبرسي فهذا
شأنه.
ولأجل
هذا ترون أن علماء السنة يتشددون في هذه المسألة، فيقولون بكفر من يقول
بتحريف القرآن، ويعلنون هذا صراحة استدلالاً بقوله تعالى: (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ))[الحجر:9].
بينما علماء الشيعة لا يقولون بهذا، بل يقولون: مخطئ إن قالوا هذا.
ونحن نسمع كثيراً حديثاً يقال له: حديث الثقلين، والثقلان كما هو معلوم هم الكتاب وآل البيت.
وقد جاء الحديث في كتب الشيعة : أن القرآن هو الثقل الأكبر وأن آل البيت هم الثقل الأصغر.
وبعد هذا نقول: أليس يقول جميع الشيعة
بلا استثناء بكفر قتلة الحسين رضي الله عنه؟ و الحسين رضي الله عنه فرد من
الثقل الأصغر ومع هذا يقول بكفر من قتله استدلالاً بهذا الحديث؟ بينما لا
يقولون بكفر من يطعن بالثقل الأكبر كله وهم عامة علماء الشيعة ، ولهذا قال جمع غفير -نعم غفير- من علماء الشيعة
الكبار: إن القرآن محرف. فهل تقبلون أن يكون هؤلاء هم رموز هذا المذهب
الذي تنتمون إليه ممن تترحمون عليهم وتثنون على ما تركوه من علم ومؤلفات؟
هل تعلمون -بارك الله فيكم- أن حسين النوري الطبرسي قال عن القرآن الكريم: (إن فيه آيات سخيفة)!! أعاذنا الله وإياكم من هذا القول.
أو مسلم هذا؟!! وهذا قاله في كتابه الأثيم: فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب.
ولن
أستعجل الجواب، ولكن أقول: إن كنتم حريصين على معرفة الحق وأظنكم كذلك
ولأجل ذلك أنا الآن أحدثكم، اسألوا علماءكم عن مكانة هذا الرجل عند علماء الشيعة الإثني عشر.
إذا
لم ننتصر للقرآن الكريم ولم نعاد من يعاديه ولم نتبرأ ممن يطعن فيه فكيف –
بالله عليكم – يصح إسلامنا؟ ألزموا علماءكم -بارك الله فيكم- بالقول بكفر
الطاعنين بالقرآن الكريم، كما يلهجون بكفر النواصب لعنهم الله، مع أن
النواصب كرهوا ونصبوا العداوة لبشر وهم آل البيت فلماذا لا يكفرون ولا
يلعنون من نصب العداوة لكتاب الله جل وعلا؟
أما
نحن أهل السنة -فلله الحمد- لا نفرق بين من يطعن بكتاب الله أو آل البيت
أو بأصحاب النبي، فلنا منهج واحد في الدفاع عن كل معظم في هذا الدين
الحنيف.
فنحن
نبغض ونتبرأ ممن يطعن بكتاب الله، بل نقول بكفره، ونبغض ونتبرأ ممن يطعن
في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أو بأصحاب النبي صلوات الله ربي وسلامه
عليهم.
الوقفة الثالثة: وقفة مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إخواني.. أخواتي! لقد صور علماء الشيعة
وخطباؤهم للناس أنه لم يلتف حول نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلا
مجموعة من المنافقين والكذابين الذين وافقوه في الظاهر من أجل الدنيا
وخالفوه في الباطن.
وصور علماء الشيعة
للناس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان مبغضاً لهم، كارهاً صحبتهم،
خائفاً من أن يصدع بالأمر الحق بين أظهرهم في بيان شأن علي ، وأنه الوصي
بعده، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يلعن أصحابه ليلاً ونهاراً،
وأن القرآن كان ينزل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلعنهم، فهم
المجرمون في القرآن، وهم المنافقون، وهم الكافرون والفاسقون، بل هم الفحشاء
والمنكر والبغي، وما جاء ذم في القرآن إلا ويعنيهم، ولا لعنة إلا وتقصدهم.
وهكذا صوروا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأسوأ صورة مصانعاً ساكتاً عن الظلم والضين، بل عن الإجرام والكفر.
مكانة الصحابة:
أتدرون
-وفقني الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى- من هم أولئك الأصحاب؟ إنهم الذين
تابعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما كان وحيداً، بذلوا في نصرته
ونصرة الإسلام أنفسهم وأموالهم، حاربوا أقرب الناس إليهم لإعلاء كلمة الله،
تسابقوا في كل مجالات الخير حتى أعلن الله -جل وعلا- رضاه عنهم، ومدحهم في
كتابه بصريح العبارة، فقال جل وعلا: ((
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى
الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ
فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ
أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي
الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ
فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ
الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ))[الفتح:29].
تأملوا -حفظكم الله- قوله جل وعلا: (( يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ))[الفتح:29] إن الله جل وعلا يتحدث عن ما في قلوبهم.
وتأملوا قوله تعالى: (( لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ))[الفتح:29] فالكفار هم الذين يغتاظون منهم ويكرهونهم فاحذروا -هدانا الله وإياكم إلى الصراط المستقيم- أن تكونوا ممن يبغضونهم.
وقال تعالى في ذكرهم: ((
لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ
الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ
عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ))[الفتح:18].
تأملوا -بارك الله فيكم- قوله جل وعلا: (( فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ ))[الفتح:18] أي: من الإيمان والتقوى والصدق والمحبة، ولذلك جاءت النتيجة: (( فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ))[الفتح:18].
ترى! هل نحتاج إلى أن نتدبر القرآن مرات وكرات حتى يتبين لنا الحق من الباطل؟ سبحان الله!!
من
هؤلاء غير المهاجرين وعلى رأسهم أبو بكر و عمر و عثمان و علي و طلحة و
الزبير و عبد الرحمن بن عوف و أبو عبيدة و سعد بن أبي وقاص و سعيد بن زيد و
عمار بن ياسر و سلمان الفارسي و صهيب الرومي و أبو ذر .
قولوا
بربكم: من هؤلاء غير الأنصار وعلى رأسهم: سعد بن عبادة ، و سعد بن معاذ ، و
معاذ بن جبل ، و أبي بن كعب ، و عبادة بن الصامت ، و عمرو الجموح ، و أسيد
بن حضير ، و أنس بن مالك ، و جابر بن عبد الله ، و زيد بن ثابت . إنهم هم.
ثم قال تعالى بعد هاتين الآيتين: ((
وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا
وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي
قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ))[الحشر:10].
تُرى! هل نحن من هؤلاء؟ الجواب: نعم، نحن منهم إذا قلنا كما أمرنا ربنا: (( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ ))[الحشر:10] ولم يكن في قلوبنا غلٌ لهم.
أقول: سبحان الله! ثم سبحان الله! ثم سبحان الله! كيف لا يكون في قلوب الشيعة
للمهاجرين والأنصار وهم لا يسمعون على المنابر وفي الأشرطة ولا يقرءون في
الكتب إلا لعن أصحاب رسول الله وسبهم من علمائهم، وخطبائهم، فهل أنتم كذلك
تلعنونهم وتسبونهم وتجدون في قلوبكم غلاً لهم؟ فأقول: إياكم ثم إياهم.
هل يعقل أن هؤلاء الذين مدحهم الله تبارك وتعالى كل هذا المديح ارتدوا عن أدبارهم إلا النادر منهم؟ كما جاء في الكافي: [[ كان الناس كلهم أصحاب ردة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا ثلاثة. قيل للباقر : منهم؟ قال: المقداد و أبو ذر و سلمان ]].
هل
يعقل أن أصحاب النبي الذين خالطوه ثلاثاً وعشرين سنة على تفاوت بينهم خاصة
المقربين كـأبي بكر و عمر و عثمان و طلحة و الزبير و أبي عبيدة و سعد
وغيرهم لم ينتفعوا بتربية النبي وتوجيهه؟ كل ذلك الجهد الذي بذله النبي صلى
الله عليه وآله وسلم ذهب أدراج الرياح؟ وباعوا دينهم لأجل المال والجاه؟
ولكن مع هذا لا أحد يعرف من الذي دفع المال، ولا من الذي أخذه، ولا أين هذا
المال، إنه أمر عجيب.
فكروا
-إخواني وأخواتي- في جهادهم مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصبرهم معه،
وبذلهم الغالي والنفيس في سبيل الله، فلنتدبر قوله تعالى: ((
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا
عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ ))[الجمعة:2].
ولنقف عند قوله تعالى: (( وَيُزَكِّيهِمْ ))[الجمعة:2] فهل زكاهم؟
إن
الطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو نقد مباشر شئنا أو
أبينا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل إلى الله جل وعلا.
إخواني، أخواتي!
إن أعداء الدين يجدون أخصب ميدان لهم للطعن في ديننا هو هذا الميدان، وذلك
أنهم يقولون: إن مبادئ الإسلام إنما هي حبر على ورق، لا يمكن أن تطبق
أبداً، فإذا عجز النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يطبقه في أخص أصحابه ولم
يستطع أن يزكيهم فمع من سينجح هذا الدين؟
فلنتدبر معنى التطهير وإذهاب الرجس، ولا تنس ولا تنسي أن تقارنوا هذا مع قوله تعالى: (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ))[الأحزاب:33].
إخواني.. أخواتي!
إنني أدعوكم إلى التأمُّل وأن نقارن ما ذكره الله جل وعلا عن يوم الأحزاب
بين موقف المؤمنين وموقف المنافقين، فقال الله ابتداءً في تصوير يوم
الأحزاب: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ
اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا * إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ
وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ
الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ
ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ))[الأحزاب:9-11].
أما المنافقون، فقال الله عنهم: (( وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ))[الأحزاب:12] .
والله جل وعز يقول: (( وَمَا بَدَّلُوا ))[الأحزاب:23] وعلماء الشيعة يقولون: بدَّلوا، فمن نصدق؟
وفي غزوة تبوك في السنة التاسعة من الهجرة قال الله فيهم: ((
لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ
الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ
يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ
رَءُوفٌ رَحِيمٌ ))[التوبة:117].
بالله
عليكم! تأملوا وفكروا قليلاً أناس آمنوا برسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم حين كذبه الناس، دافعوا عنه، احتملوا الأذى، ناصروه في حروبه كلها حتى
رمتهم الناس عن قوس واحدة، وطنوا أنفسهم على الموت، متعرضين لحرب قيصر و
كسرى وغيرهما كيف يبيع هؤلاء دينهم وجهادهم فيبايعون أبا بكر ويغدرون بـعلي
وليس لـأبي بكر عشيرة، ولا منعة، ولا حاجب، ولا مال، ولم يرغب، ولم يرهب؟
كيف أعطوه الخلافة وعصوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يبايعوا
علياً ؟ ما الذي جعلهم يبيعون دينهم بدنيا غيرهم؟
ومع هذا كله يريدنا علماء الشيعة أن نصدق أن هؤلاء القوم بعد مقتل عثمان انضموا إلى علي وقاتلوا تحت لوائه، ما الذي غيرهم؟ لا أحد يدري.
هل
يريدوننا أن نصدق أن علياً و فاطمة طافا بالمهاجرين والأنصار بعد وفاة
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يطلبان الخلافة لـعلي ؟ فلم يجدا من يقف
معه، ولا من ينصره، بل جحدوا حقه، وبعد وفاة عثمان يسارعون إلى بيعة علي .
ترى! ما الذي جل أبصارهم.
سب الشيعة للصحابة:
وبعد هذه المقدمة في بيان مكانة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تعالوا لتسمعوا معي كلام علماء الشيعة فيهم.
فهذا
نعمة الله الجزائري يقول: (إن أغلب الصحابة كانوا على النفاق، ولكن كانت
نار نفاقهم كامنة في زمنه –أي: النبي صلى الله عليه وآله وسلم- فلما انتقل
إلى جوار ربه برزت نار نفاقهم لوصيه ورجعوا القهقرى)([2]).
وأما المجلسي فقال: (لا مجال لعاقل أن يشك بكفر عمر ، فلعنة الله ورسوله عليه وعلى كل من اعتبره مسلماً، وعلى كل من يكف عن لعنه)([3]).
وفي
ضياء الصالحين صفحة (513) يقول: (من يلعن أبا بكر و عمر في الصباح لم يكتب
عليه ذنب حتى يمسي، ومن لعنهما في المساء لم يكتب عليه ذنب حتى يصبح).
وأما
التويسركاني فيقول في لآلئ الأخبار (4/92): (اعلم أن أشرف الأمكنة
والأوقات والحالات وأنسبها للعن عليهم إذا كنت في المبال). نعم في المبال،
في مكان قضاء الحاجة، أثناء البول والعياذ بالله.
ويقول: (فقل عند كل واحدة من التخلية والاستبراء والتطهير مراراً بفراغ من البال: اللهم العن عمر ثم أبا بكر و عمر ثم عثمان ).
إلى آخر الخبر. أهذا دين؟ أهذا يقوله اليهود والنصارى؟ والله الذي لا إله إلا هو ما سمعناه منهم ولا قرأناه في كتبهم.
وهذا
الخميني يقول عن أبي بكر و عمر : (وإن مثل هؤلاء الأفراد الجهال الحمقى
والأفاكون والجائرون غير جديرين بأن يكونوا في موقع الإمامة).
وقال
أيضاً: (والواقع أنهم ما أعطوا الرسول حقه وقدره، الرسول الذي كد وتحمل
المصائب من أجل إرشادهم وهدايتهم وأغمض عينيه وفي أذنيه كلمات ابن الخطاب
القائمة على الفرية والنابعة من أعمال الكفر والزندقة).
ترى! هل سمعتم بقصيدة ياسين الصواف في عيد مقتل عمر ، نعم. عيد مقتل عمر ، يقول:
يا صاح صح إن هذا عيد فاطمةعيد السرور ببقر البطن من عمر
يوم به صاح إبليس الغوي ضحىبمجمع من غواة الجن والبشر
اليوم مات رئيس الفاسقين ومنساد الأباليس من جن ومن بشر
فيروز لا شلت الكفان منك لقدقتلت غندرا قد هنيت بالظفر
ما أسس الجور والعدوان غير أبيبكر ولا ساس من ظلم سوى عمر
أرجو من الله ربي أن يبلغنيأرى اللعينين رؤيا العين بالنظر
ينبشان كما قال النبي لنامن بعد دفنهما في ساتر الحفر
ويصلبان على جذعين من خشبويحرقان بلا شك ولا نكر
هذه بعض الأبيات التي انتقيتها من هذه القصيدة من كتابه عقد الدرر في بقر بطن عمر .
هل تعرفون أبا لؤلؤة ؟ إنه المجوسي الذي قتل عمر بن الخطاب ، هذا المجوسي اليوم له قبر ومشهد في كاشان يزار.
قال
الغريفي في مقدمة كتاب عقد الدرر: (إن قاتل الخليفة الثاني هو أبو لؤلؤة
فيرزو ، وإنه وإن كان على أي مذهب أو ملة أو دين فإنه مستحق للرحمة؛ لما
تحقق من دعاء الصديقة الزهراء عليه ببقر بطنه -يعني عمر - ويقتضي زيارة هذا
المقام المنسوب إليه –يعني: الذي في كاشان- برجاء أن يكون له، ومن المناسب
عند زيارته الترحم عليه كرامة لفعله_.
قوله:
(برجاء أن يكون له) بأنه الأصل أنه إنما دفن في المدينة حيث قتل وليس في
كاشان لكن يقولون: إنه وصل إلى كاشان برمي علي لقبره، أو غير ذلك من القصص.
ويقول
الكركي : (إن من لم يجد في قلبه عداوة لـعثمان ولم يستحل عرضه ولم يعتقد
كفره فهو عدوٌ لله ورسوله كافرٌ بما أنزل الله). وهذا في: نفحات اللاهوت
عند ترجمته لـعثمان .
ولم تسلم منه أمهات المؤمنين، ففي تفسير قوله تبارك وتعالى: ((
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ
وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا
صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ
شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ))[التحريم:10].
قال القمي في تفسيره: (والله ما عنى بقوله: (( فَخَانَتَاهُمَا ))[التحريم:10]
إلا الفاحشة، وليقيمن الحد على عائشة في ما أنت في طريق البصرة، وكان طلحة
يحبها، فلما أرادت أن تخرج إلى البصرة قال لها فلان: لا يحل لكِ أن تخرجي
من غير محرم فزوجت نفسها من طلحة ).
وهذا رجب البرسي يقول عن عائشة : (إن عائشة جمعت أربعين دياراً من خيانة وفرقتها على مبغضي علي)([4]).
قال
الإمام أبو زرعة الرازي -وهو من علماء القرن الثالث الهجري-: (إذا رأيت
الرجل يطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاعلم أنه زنديق،
وذلك أن القرآن عندنا حق، والسنن عندنا حق، وإنما نقل لنا القرآن والسنن
أصحاب محمد، وهؤلاء –يعني: الطاعنين- يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا
الكتاب والسنن، والجرح بهم أولى وهم زنادقة).
إذاً: هذه هي القضية، الطعن لا يقصد به أصحاب النبي ذاتهم ولكن يقصد منه الطعن في هذا الدين.
إخواني، أخواتي! إنني أقول هذا الكلام لعلي أرى نوراً ولو خافتاً يصل من بعيد يحمله أناس يبحثون عن الحق.
وأختم هذه الوقفة فأقول: ويحكم أين تذهبوا؟
أناس
يثني عليهم الله في كتابه، ورسوله في سنته، وأئمة آل البيت في كلامهم مع
ما اشتهر من جهادهم مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقتالهم
للمرتدين، وفتحهم البلاد، ونشرهم الإسلام، زوجهم النبي صلى الله عليه وسلم
وتزوج منهم، وكذا فعل أئمة آل البيت كما سيأتينا إن شاء الله تعالى.
اعترف
بفضلهم القاصي والداني والمسلم والكافر، أنترك هذا كله ونأخذ بقول المجلسي
و الجزائري و الطبرسي و الخميني وأمثالهم؟ هؤلاء يدافعون عن القائلين
بتحريف القرآن وبعضهم يقول به إن لم يكونوا كلهم ويثنون على فعل التتار
بالمسلمين، أتقبل أيها الشيعي أن تكون قاضياً في خلافة عمر ؟ أتزوجه ابنتك؟
أتسمي ابنك باسمه؟ لقد فعل علي سيدي وسيدك هذا كله.
هل سببتم فرعون ؟ هل سببتم هامان ؟ هل سببتم أبا جهل كما سببتم عمر و أبا بكر ؟
ألا ترون أنه يكال بكم وأنتم تصعدون؟ ولكن إلى الهاوية.
هل
كان المنافقون هم أوثق الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فزوجهم
وتزوج منهم؟ أترون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يهاجر خائفاً
مختفياً من المشركين ويأخذ معه رأس النفاق؟ أيفعل هذا عاقل؟ فكيف نقبل هذا
في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
أما
كان يمكن لـأبي بكر الصديق أن يصرخ؟ أما كان له أن يفعل؟ أما كان له أن
يعطس حتى يعلم المشركون بمكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
(( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ ))[التوبة:100] فلم يسبقهم أحد.
ثم قال: (( وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ ))[التوبة:100] وقيدها: (( بِإِحْسَانٍ ))[التوبة:100].
أما هم فلم نقيد شيئاً لأنهم جميعاً محسنون.
حب الصحابة والقرابة سنةألقى بها ربي إذا أحياني
احذر عقاب الله وارج ثوابهحتى تكون كمن له قلبان
الوقفة الرابعة: وقفة مع الإمام:
قضية الإمامة قضية مهمة عظيمة عند الشيعة الإثني عشرية، بل جعل علماء الشيعة موضوع الإمامة شرطاً في صحة الإيمان، وأصلاً من أصول الدين.
فهذا محمد رضا المظفر يقول: (الإمامة أصل من أصول الدين)([5]).
وقال
المفيد : (واتفقت الإمامية على من أنكر إمامة أحد الأئمة وجحد ما أوجبه
الله تعالى من فرض الطاعة فهو كافر مستحق للخلود في النار)([6]).
فإذا
كانت الإمامة بهذه المنزلة فهلا سألتم أنفسكم: لمَ لم تذكر في القرآن؟ مع
أن الله سبحانه وتعالى أخبر أن هذا القرآن نزل مفصلاً، وهو تبيان وهدى، فقد
ذكر الله الصلاة والصيام والزكاة والحج، وذكر أحكام الجهاد والمواريث
وأحكام الطلاق والرضاع ومكارم الأخلاق، وأطول آية في القرآن هي آية الدين،
وذكر أموراً كثيرة يطول ذكرها. فأين الإمامة؟ وأين أسماء الأئمة؟ خاصة وقد
جاءت روايات كثيرة في كتب الشيعة تفيد بأن الإمامة أفضل وأهم من الصلاة والزكاة والحج والصيام.
بل العجيب أن الله تبارك وتعالى ذكر اسم زيد بن حارثة وهو أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ((
فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ
عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ ))[الأحزاب:37].
مع أن القرآن ما ترك شيئاً مهماً إلا نص عليه فكيف بأهم شيء؟ قال تعالى: (( أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ))[الأنعام:114].
قال
الخميني : (لو كانت مسألة الإمامة قد تم تثبيتها في القرآن، فإن أولئك
الذين لا يعنون بالإسلام والقرآن إلا لأغراض الدنيا والرئاسة كانوا يتخذون
من القرآن وسيلة لتنفيذ أغراضهم المشبوهة ويحذفون تلك الآيات من صفحاتهم)([7]).
قلت:
هذا ليس بغريب من الخميني الذي يثني على النوري الطبرسي الذي يدعي تحريف
القرآن الكريم، وهل نسي أو تناسى أن الله تعهد بحفظ القرآن، فقال: (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ))[الحجر:9].
وأن القرآن صالح لكل زمان ومكان ولكل أحد، لا أظنه نسي.
الوقفة الخامسة: وقفة مع الأسماء:
يتسمى كثير من الشيعة
اليوم بعبد الحسين وعبد الحسن وعبد الصاحب وعبد الزهراء وعبد الجواد وعبد
علي وعبد الإمام وغيرها. فهل سمعتم أو قرأتم أن تلاميذ الأئمة الإثني عشر
كانوا يسمون أولادهم بهذه الأسماء، فهذه كتب الرجال لا نرى فيها مثل هذه
الأسماء.
فإن
قال قائل: إنما نتسمى بها ونريد معنى خادم الحسين ، خادم الرضا ، وهكذا؟
فنقول: إذاً فليتسمى الناس بعبد المسيح وعبد الكعبة وعبد العزى وعبد الحصان
وليعبد الشرك مرة أخرى.
الوقفة السادسة: وقفة مع التتار:
إخواني وأخواتي!
وفقني الله وإياكم إلى سبيل الرشاد. هل قرأتم أو سمعتم جريمة أعظم من
جريمة التتار في بلاد الإسلام خصوصاً بغداد؟ حيث قتل فيها قريب من مليون
ونصف مليون مسلم.
هل خطر في بالكم أنه يمكن لمسلم بل آدمي ولو لم يكن مسلماً أن يثني على فعل التتار؟ إنهم – وللأسف – علماء الشيعة الكبار.
فهذا
الخنساري يقول في ترجمة نصير الدين الطوسي : (هو المحقق المتكلم الحكيم
المتبحر الجليل -إلى أن قال-: ومن جملة أمره المشهور المعروف المنقول حكاية
استيزاره للسلطان المحتشم في محروسة إيران هولاكو خان بنتولي جينكيز خان
من عظماء سلاطين التتارية وأتراك المغول ومجيئه في موكب السلطان المؤيد مع
كمال الاستعداد إلى دار السلام –يعني: بغداد– لإرشاد العباد، وإصلاح
البلاد، وقطع دابر سلسلة البغي والفساد، وإخماد دائرة الجور والإلباس
بإبداد دائرة ملك بني العباس وإيقاع القتل العام في أتباع أولئك الطغاة إلى
أن سال من دمائهم الأقذار كأمثال الأنهار فانهار بها في ماء دجلة ومنها
إلى نار جهنم دار البوار ومحل الأشقاء والأشرار).
تنبهوا! دماء الأقذار، أهكذا ينظرون لمليون ونصف مليون مسلم سني قتلوا ببغداد؟
وهذا
الخميني يقول: (وإذا كانت ظروف التقية تلزم أحداً منا بالدخول في ركب
السلاطين فهنا يجب الامتناع عن ذلك حتى لو أدى الامتناع إلى قتله، إلا أن
يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للإسلام والمسلمين مثل دخول علي بن يقطين و
نصير الدين الطوسي )([8]).
نصر حقيقي للإسلام والمسلمين مثل دخول نصير الدين الطوسي مع التتار.
الوقفة السابعة: الكوفة وما أدراكم ما الكوفة:
جل رواة أخبار الشيعة
الكبار إن لم يكونوا كلهم من أهل الكوفة، مع أنا لو نظرنا إلى الأئمة
الذين تروى عنهم هذه الأخبار لا نجد لهم –يعني: مكثاً طويلاً في الكوفة-.
فهذا
علي رضي الله عنه عاش في مكة ثنتين وعشرين سنة، وعاش في المدينة ستاً
وثلاثين سنة، وعاش في الكوفة أربع سنوات وأشهر وقبره هناك.
والحسن عاش في المدينة ثنتين وأربعين سنة متفرقة وقبره هناك، بينما عاش في الكوفة خمس سنوات.
والحسين عاش في المدينة ستاً وخمسين سنة متفرقة، وعاش في الكوفة خمس سنوات تقريباً.
علي بن الحسين عاش كل حياته في المدينة وقبره هناك، وإنما دخل الكوفة أياماً بعد استشهاد الحسين ومن معه رضي الله عنهم.
محمد الباقر عاش كل حياته في المدينة وفيها توفي وقبره هناك.
جعفر الصادق رحمه الله ورضي عنه عاش كل حياته في المدينة، ومسجده فيها وقبره هناك، وهو أشهر من يروي عنه الشيعة،
بينما أكثر الرواة الكبار عنه كوفيون، كيف نصدق هذا؟ رجل ولد في المدينة
ونشأ فيها وتتلمذ على علمائها، ثم صار يدرس في مسجد النبي صلى الله عليه
وآله وسلم واستمر كذلك إلى أن توفاه الله سبحانه وتعالى ودفن بالمدينة،
فكيف يكون أكثر الرواة عنه إن لم يكونوا كلهم -أعني في المذهب الشيعي الإثني عشري – من أهل الكوفة؟
زرارة
بن أعين كوفي، بريد بن معاوية كذلك، أبو بصير ، محمد بن مسلم ، جابر
الجعفي ، هشام بن الحكم ، هشام بن سالم ، مؤمن أو شيطان الطاق ، وغيرهم
كثير. هذا مع ما اشتهر عن علي و الحسن و الحسين وغيرهم من الطعن في أهل
الكوفة، وانتظروا ما سنذكره في مقتل الحسين رضي الله عنه.
الوقفة الثامنة: وقفة مع رسالة التقليد:
إخواني،
أخواتي بارك الله فيكم! هل تقرءون رسالة التقليد؟ هل تلتزمون بها؟ ترى! هل
كانت رسالة التقليد موجودة عند الأئمة؟ أين رسالة الصادق أبي عبد الله ؟
أين رسالة الرضا و الجواد وغيرهم من الأئمة؟ بل أين رسالة الكليني و الصدوق
و المفيد و الطوسي ؟ وأين رسالة من جاء بعدهم كـالحلي و ابن طاوس و
المرتضى و زين الدين العاملي ، ومن جاء بعدهم كـالحر العاملي و المجلسي و
الجزائري و يوسف البحراني ؟
لماذا لم تأتِ رسالة التقليد إلا الآن؟ أتدرون لماذا؟ لأنه دين متجدد.
فإذا كان الدين قد كمل فما الضرورة التي تحتم وجود أوصياء بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
ترى! هل هم يبلغون الدين الكامل؟ فإن كانوا كذلك؛ فإن هذه الأمة لا تحتاج إلى معصوم بل تحتاج إلى صادق أمين.
وفكروا
معي! لو كان الأمر يحتاج إلى معصوم في تبليغ الدين فكم معصوم نحتاج مع
اتساع هذه الدنيا؟ وهل يعقل أنه لم يبلغ الدين زمن النبي صلى الله عليه
وآله وسلم أحد غير علي ؟ هل يعقل هذا؟ كيف بالله عليكم يستقيم هذا ورسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم مرسل إلى الناس كافة؟ وإذا كان الدين لم
يكتمل -وهذا هو الظاهر من الروايات التي في كتب الشيعة الإثني عشرية المعتمدة، وهو أيضاً الظاهر من كلام العلماء- فهذه طامة كبرى، بل هي كفرٌ وتكذيب للقرآن الذي يقول فيه ربنا: (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ))[المائدة:3].
قال محمد حسين الكاشف الغطاء في كتابه أصل الشيعة وأصولها: (ص:77):
(إن
حكمة التدريج اقتضت بيان جملة من الأحكام وكتمان جملة) نعم كتمان جملة،
يعني: دين كتمه النبي صلى الله عليه وسلم -والعياذ بالله-.
قال
كاشف الغطاء : (ولكنه سلام الله عليه –يعني: النبي صلى الله عليه وآله
وسلم- أودعها عند أوصيائه كل وصي يعهد به إلى الآخر لينشره في الوقت
المناسب من عام مخصص أو مطلق مقيد أو مجمل مبين).
قلت:
هذا ظاهر في أن الإمام يمكنه أن يخصص عام القرآن، ويقيد مطلقه، ويبين
مجمله، فهل هذا استدراك على الله أم على رسوله؟ أم ماذا؟ أخبرونا وفقكم
الله.
ونعلم جميعاً قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: { إن الله اصطفى بني إسماعيل، واصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى بني هاشم من قريش واصطفاني من بني هاشم }.
قلت: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وكذا جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:{ لو كان الدين في الثريا لناله رجال من فارس }.
ومع هذا نعيد ونكرر ونقف عند قول الله تبارك وتعالى: (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ))[الحجرات:13] .
لاحظوا معي بارك الله فيكم، عندما نقرأ في المذهب الإثني عشري نجد أموراً:
أولاً: المهدي أول ما يخرج يقتل العرب، وأول ما يخرج يبيد قريشاً.
ثانياً: تعظيم سلمان الفارسي أكثر من غيره من الصحابة.
ثالثاً: الثناء على أبي لؤلؤة المجوسي الفارسي ، وله مزار في كاشان.
رابعاً: اللغة الرسمية في إيران، إيران التي تقول: إنها الدولة المسلمة التي تطبق شرع الله، اللغة الرسمية فيها هي الفارسية.
خامساً: عيد النيروز أهم من عيد الإسلام إن كان يعرف عيد الإسلام.
سادساً: من أسماء المهدي المنتظر خسر مجوس أي: ملك المجوس.
سابعاً:
الأحقاقي يقول عن فتح بلاد فارس: (إن الأوباش –يعني: الصحابة الذين فتحوا
بلاد فارس- اعتدوا على عفة نساء فارس). نعم يتباكى على عفة نساء فارس حينما
كانوا مجوساً([9]).
وجاء في البحار: كسرى في النار والنار محرمة عليه.
ثامناً: إيران تحارب عرب الأهواذ مع أنهم شيعة لا لشيء لا لأنهم عرب.
تاسعاً:
الآن آل البيت كما يدعون أعاجم لا يعرفون العربية، عمائم سوداء، الخميني ،
السيستاني ، الخامنئي ، خاتمي وغيرهم كثير عمائم سوداء ولغة أعجمية،
أهؤلاء أبناء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
ثم أضف إلى ذلك كله تعظيمهم لمدينة قم وتقديسها.
الوقفة الحادية عشرة: صلح الحسن:
كان مع الحسن سبعون ألفاً أو يزيد، ومع هذا يتنازل لـمعاوية بالخلافة مع اعتقاد عامة الشيعة
أن معاوية كافر فهل يسلم المعصوم أمر الأمة لكافر؟ وهل يمكننا أن نجمع بين
عصمة علي و الحسن و الحسين ؟ مع أن علياً قاتل معاوية و الحسن تنازل له
بالخلافة.
الحسين يبايع معاوية ويصبر عشرين سنة ويخرج على ولده يزيد بعد تعيينه بأربعة أشهر، ما الفرق بين معاوية و يزيد ؟
الوقفة الثانية عشرة: وقفة مع المهدي:
إخواني وأخواتي أسعدكم الله في الدنيا بطاعته وفي الآخرة بجنته! هل تعرفون المهدي ؟ إن كنتم تعرفونه فأجيبوا عن أسئلتي هذه. من أمه؟
اختلفوا في أمه على ثمانية أقوال: نرجس ، سوسن ، صيقل ، حكيمة ، حرة ، أمة سوداء، مريم .
متى
ولد؟ خمسون ومائتين، اثنتان وخمسون ومائتين، خمس وخمسون ومائتين، سبع
وخمسون ومائتين، ثمان وخمسون ومائتين، ستون ومائتين، مع اختلاف في تحديد
الشهر واليوم أيضاً.
متى
حملت به أمه؟ لا أحد يدري. كيف ولدته؟ لا أحد يدري. أنكر وجوده أقاربه
وأهل بيته فكذبوا. وقال سمان يبيع السمن اسمه عثمان العمري : إنه موجود
فصدق.
ميراث أبيه قسم على أخيه وأمه، منذ متى يناديه الشيعة؟ ويستجيرون به؟ لمَ لم يرحمهم؟ ألم تقم دول شيعية كـالفاطمية ، البويهية ، القراطمة ، البهلوية
، والآن دولة الآيات لمَ لم يخرج؟ هل تزوج؟ هل زوجته معمرة مثله أم كل
خمسين سنة يتزوج أخرى؟ هل له أولاد؟ هل هم معمرون؟ هل سمعتم بالجزيرة
الخضراء؟ بالله عليكم! اسألوا علماءكم عنها، واسألوهم كذلك ما علاقة مثلث
برمودا بـالمهدي .
الوقفة الثالثة عشرة: وقفة مع فدك:
دائماً نسمع من علماء الشيعة
وخطبائهم بل ونقرأ في كتبهم الطعن في أبي بكر بسبب منعه فاطمة من الميراث،
فهل تعيرونني أسماعكم لأبين لكم أموراً مهمة في هذا الموضوع وهي عبارة عن
مجموعة من التساؤلات.
إذا كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال لـأبي بكر : { لا نورث } .
وجاءت فاطمة تطالب بالميراث فبالله عليكم، ماذا على أبي بكر أن يفعل؟ بل
أنتم ماذا ستفعلون لو كنتم مكان أبي بكر ؟ والله إني لمشفق عليه من ذلك
الموقف بين أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمر سيدة نساء العالمين،
ولم يقدم أبو بكر رضي الله عنه على طاعة الرسول أحداً ولو كانت بضعته
الطاهرة فاطمة .
دعونا
نفترض ولو جدلاً أن لـفاطمة ميراثاً وأن أبا بكر ظلمها، ألا تعلمون جميعاً
أن فاطمة رضي الله عنها توفيت في خلافة أبي بكر رضي الله عنه وميراثها
يتحول تلقائياً إلى ورثتها وهم علي وأولادها، ويكون تقسيم الميراث كالآتي:
لـعلي الربع، وللأولاد الحسن و الحسين و أم كلثوم و زينب الباقي (( لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ))[النساء:11] .
وبعد وفاة أبي بكر جاءت خلافة عمر ، وهو كذلك لم يعطِ ميراث فاطمة رضي الله عنها لورثتها، فيكون على قولكم ظالماً أيضاً.
وبعد عمر رضي الله عنه جاءت خلافة عثمان رضي الله عنه وهو كذلك لم يعط ورثة فاطمة رضي الله عنها ميراثهم، ويستمر الظلم.
ولكن
هل تعلمون -وفقني الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى- أن بعد عثمان استخلف علي ؟
وهو أيضاً لم يعطِ ورثة فاطمة رضي الله عنها حقهم، ويستمر الظلم.
وبعد
علي رضي الله عنه استخلف الحسن رضي الله عنه ويستمر مسلسل الظلم. هل
تقبلون هذا؟ أو تقولون كما يقول أهل السنة: إنه لم يكن لـفاطمة ميراث،
وبالتالي لم يظلم أحد ولم يظلم أحد.
ثم
إن الصحيح في ذلك أن فدك كانت وقفاً لما كان يحتاجه النبي صلى الله عليه
وآله وسلم لنفسه وأزواجه وآل بيته، وكان أبو بكر رضي الله عنه يديرها بعد
وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ثم
عمر في خلافته، ثم أعطاها علياً ليديرها وظلت في يد علي رضي الله عنه في
خلافة عمر وخلافة عثمان وخلافته رضي الله عنهم أجمعين قرابة من عشرين سنة
أو يزيد حتى توفي – أعني علياً -، فاستلمها الحسن وظلت في يده حتى توفي رضي
الله عنه فأخذها الحسين ، وكانت في يده حتى توفي رضي الله عنه فكانت بعد
ذلك بيد الحسن بن الحسن المشهور بـالحسن المثنى و علي بن الحسين المشهور
بـزين العابدين .
ثم صارت بعد وفاتيهما بيد زيد بن الحسن بن الحسن فلماذا إذاً اتهموا أبو بكر رضي الله عنه؟
الوقفة الرابعة عشرة: تاريخ حافل ولكن بماذا؟
أُخَيَّ.. أُخيَّتي! سلمكم الباري.
هل
قرأتم عن الفتوحات الإسلامية؟ هل تفخرون بذلك أو تحزنون عندما تسمعون ذلك؟
هل سألتم أنفسكم من فتح بلاد فارس والروم والسند والهند؟ من فتح مصر
وأفريقيا؟
تُرى! هل للشيعة من إنجاز ظاهر في الفتوحات؟ هل قرأتم تاريخ الشيعة؟ لعل الكثيرين لم يعرفوا ذلك التاريخ، وها أنا ذا أسوق لكم بعض هذا التاريخ.
قام القرامطة وهم من فرق الشيعة بغزو مكة المكرمة وأخذوا الحجر الأسود لمدة ثنتين وعشرين سنة مع قتل الحجاج قطعاً.
·مساعدة التتار في غزو بلاد الإسلام.
·فتح الثغور للنصارى في الحروب الصليبية وبيع المسلمين على النصارى.
·إعلان الحرب على الدولة العثمانية في الوقت الذي كانت تحارب فيه الصرب.
·الوقوف مع أرمينيا ضد أذربيجان وأرمينيا نصرانية وأذربيجان مسلمة.
·الوقوف مع الأمريكان ضد أفغانستان.
·الوقوف مع الأمريكان في العراق.
هذا بعض تاريخ الشيعة المشرف وجهادهم وفتوحاتهم ونصرهم للإسلام.
الوقفة الخامسة عشرة: علي وعمر رضي الله عنهما:
هل
تعلمون -وفقني الله وإياكم- أن من أولاد علي من اسمه عمر ومن اسمه عثمان ؟
هل تعلمون أنه زوج ابنته أم كلثوم بنت فاطمة بـعمر بن الخطاب ؟ هل تعرفون
من كان يقول مفتخراً: أنا ابن الخليفتين؟ إنه زيد بن عمر بن الخطاب أبوه
عمر وجده علي من أمه أم كلثوم .
هل تعلمون أن رملة بنت علي بن أبي طالب تزوجها معاوية بن مروان بن الحكم ؟
هل تعلمون أن الحسن بن علي تزوج أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله ، و سكينة بنت الحسين تزوجها مصعب بن الزبير بن العوام ؟
هل تعلمون أن من أولاد الحسن عمر ؟ ومن أولاد الحسين عمر ؟ ومن أولاد علي بن الحسين عمر ؟ هل تعلمون شيئاً من ذلك؟
هل تعلمون أن من أولاد الرضا عائشة ، ومن أولاد الجواد عائشة ، ومن أولاد الهادي عائشة ؟ هل تعلمون ذلك؟.
الوقفة السادسة عشرة: وقفة مع ضلع فاطمة رضي الله عنها:
عمر
بن الخطاب رضي الله عنه يأتي إلى بيت علي رضي الله عنه فيدفع الباب فيكسر
ضلع فاطمة رضي الله عنها ويسقط جنينها، ثم يؤخذ علي ليبايع بالإجبار، هل
هذا مقبول في نظركم؟ أما أنا فغير مقبول عندي؛ وذلك لأمور:
أولاً: كيف يحدث هذا دون أن يحرك علي ساكناً و عليٌ هو علي ، لو حدث هذا لأحدكم – إخواني – هل تصنعون كما صنع علي أم تظهر بطولاتكم؟
إخواني! كيف بعد هذه الحادثة يزوج عليا أم كلثوم بنت فاطمة لـعمر ؟ لا تقولوا أبداً: إنه عجز وهو من هو، لا تقولوا شيئاً من ذلك أبداً.
الوقفة السابعة عشرة: الخمس والزكاة:
أخي.. أخيَّتي! هل تدفعون الزكاة؟ هل طلبت منكم؟ هل تعرفون نصابها؟ تأمل وتأملي!
كم
من آية في القرآن الكريم صريحة ورد فيها الأمر بدفع الزكاة ومع هذا تهمل،
بينما الخمس ذكر في كتاب الله تبارك وتعالى مرتين فقط ويكون هو الأصل، وأنا
لا أطلب إلا أن نتدبر القرآن لا غير.
آيتا الخمس، الأولى في سورة الأنفال وهي تتكلم عن معركة بدر، قال تعالى: ((
وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ
وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ
السَّبِيلِ ))[الأنفال:41].
والثانية في سورة الحشر، يقول الله تعالى: ((
مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ
وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ
السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ))[الحشر:7].
فالآيتان
في الجهاد، وأصل تقسيم مال الجهاد هكذا، يقسم المال إلى خمسة أخماس ويعطى
الذين شاركوا في القتال أربعة أخماس، ثمانين بالمائة؛ لأنهم هم الذين
باشروا القتال، والخمس الخامس وهو عشرون بالمائة يقسم إلى خمسة أخماس وهي
التي ذكرت في الآيتين، خمس لله والرسول أربعة بالمائة ويكون بعد وفاة النبي
صلى الله عليه وآله وسلم لولي أمر المسلمين يصرفه في مصالح المسلمين.
خمس أربعة بالمائة لذوي القربى وهم قربى النبي صلى الله عليه وسلم عوضاً عن الزكاة التي حرمت عليهم.
وخمس أربعة بالمائة لليتامى، وخمس أربعة بالمائة للمساكين، وخمس أربعة بالمائة لأبناء السبيل.
وقد جاء في وسائل الشيعة في الجزء التاسع (485) عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: [[ ليس الخمس إلا في الغنائم خاصة ]]
أما ما يحدث اليوم فهو عشرون بالمائة تذهب لرجل واحد؟ سبحان الله أين يذهب
بكم!! لا والله ما هذا دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم بل هذا أكل
لأموال الناس بالباطل، والله جل وعلا يقول: ((
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ
بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ))[النساء:29].
إن
الخمس إنما شرع في الجهاد ويؤخذ من الكفار بينما الذي نراه اليوم فإنه
يؤخذ من المسلمين وهم سالمون في بيوتهم، وهاك وهاكِ بعض الروايات التي تؤكد
كلامي.
عن أبي عبد الله وقد جاءه أحد أتباعه بمال فرده عليه قائلاً: [[ قد طيبناه لك وأحللناك فيه فضم إليك مالك، وكل ما في أيدي شيعتنا من الأرض فهم فيه محللون حتى يقوم قائمنا ]]([10]).
وقال الفقيه المقدس عند الشيعة وهو الأردبيلي : (اعلم أن عموم الأخبار تدل على السقوط بالكلية في زمان الغيبة والحضور)([11]).
ولي سؤال أخير: أين حق اليتامى والمساكين وابن السبيل؟ لماذا لا تذهب بنفسك إليه فتدفعه إليهم كما هو الحال للزكاة؟.
الوقفة الثامنة عشرة: من تصاهر؟
إخواني.. أخواتي! إن العاقل دائماً يبحث لابنته عن الزوج الصالح الكفء، وهذا من حقها عليه.
تُرى!
هل قصر علي رضي الله عنه في ذلك عندما زوج ابنته أم كلثوم بنت فاطمة لـعمر
بن الخطاب رضي الله عنهما -أعني عن فاطمة وعن عمر -؟ أم أن الأمر كما جاء
في الكافي عن جعفر الصادق أنه قال: [[ ذلك فرج غصبناه ]]. لا إله إلا الله، أيغصب فرج بنت رسول الله؟ والله الذي لا إله هو لقد سألت الكثيرين من الشيعة
عن الأمر قائلاً: هل تقبل أن يغتصب فرج ابنتك كما فعل بـعلي ؟ فكان
الجواب: لا. فهل ما زلتم تقولون: إن عمر كافر وهو قد تزوج بنت علي فهل يجوز
للكافر أن يتزوج المسلمة؟
الوقفة التاسعة عشرة: وقفة مع مقتل الحسين:
قتل
الحسين على يد الخبيثين شمر بن ذي الجوشن و سنان بن أنس النخعي ، والذي
أمر بقتله خبيث ثالث وهو عبيد الله بن زياد . والعجيب أن عبيد الله بن زياد
و شمراً و أنساً والد سنان كانوا جميعاً في جيش علي يوم صفين، إذاً من الشيعة.
قال
حسين الكوراني : (إن أهل الكوفة لم يكتفوا بالتفرق عن الإمام الحسين بل
انتقلوا نتيجة تلون مواقفهم إلى موقف ثالث وهو أنهم بدءوا يسارعون بالخروج
إلى كربلاء وحرب الإمام الحسين ، وفي كربلاء كانوا يتسابقون إلى تسديد
المواقف التي ترضي الشيطان وتغضب الرحمن، مثلاً: نجد أن عمر بن الحجاج الذي
برز بالأمس يقود جيشاً لإنقاذ العظيم هانئ بن عروة يبتلع موقفه الظاهر
ليتهم الإمام الحسين بالخروج عن الدين)([12]).
وقال
أيضاً: (ونجد موقفاً آخر يدل على نفاق أهل الكوفة، يأتي عبد الله بن حوزة
التميمي يقف أمام الإمام الحسين ويصيح: أفيكم حسين ؟ وهذا من أهل الكوفة
وكان بالأمس من شيعة علي )([13]).
كاظم الإحسائي النجفي يقول في كتابه عاشوراء (ص89):
(إن
الجيش الذي خرج لحرب الإمام الحسين ثلاثمائة ألف كلهم من أهل الكوفة، ليس
فيهم شامي ولا حجازي ولا هندي ولا سوداني ولا مصري ولا أفريقي، بل كلهم من
أهل الكوفة).
ومحسن الأمين يقول: (ثم بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفاً غدروا به وخرجوا عليه وبيعتهم في أعناقه فقتلوه)([14]).
الذين بايعوا الحسن هم الذين غدروا به وهم الذين خرجوا عليه وهم الذين قتلوه.
مرتضى
المطهري وتدبر كلامه جيداً، وتدبري كلامه جيداً. يقول: (ولا ريب في أن
الكوفة كانوا من شيعة علي ، وأن الذين قتلوا الإمام الحسين هم شيعته)([15]).
وقال: (فنحن سبق أن أثبتنا أن هذه القصة مهمة من هذه الناحية، وقلنا أيضاً: بأن مقتل الحسين على يد المسلمين بل على يد الشيعة بعد مضي خمسين عاماً فقط على وفاة النبي لأمر محير ولغز عجيب وملفت للغاية)([16]).
أما أهل البيت فهذه أم كلثوم بنت علي تقول: [[ يا أهل الكوفة، سوأة لكم ما لكم خذلتم حسيناً وقتلتموه؟ ]]([17]).
وزينب بنت علي لما سمعت بكاء نساء أهل الكوفة قالت: [[ صه يا أهل الكوفة تقتلنا رجالكم وتبكينا نساؤكم فالحاكم بيننا وبينكم الله يوم فصل القضاء ]]([18]).
وأما علي بن الحسين الذي حضر مقتل الحسين كذلك لما رأى أهل الكوفة ينوحون ويبكون زجرهم قائلاً: [[ تنوحون وتبكون من أجلنا؟ فمن الذي قتلنا؟ ]].
وفي رواية: [[ فمن قتلنا غيرهم؟ ]]([19]).
وأما الحسين رضي الله عنه فقال قبيل قتله ينادي أناساً بأعيانهم: [[ يا شبث بن ربعي ، يا حجار بن أبجر ، يا قيس بن الأشعث ، يا يزيد بن الحارث ، ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار واخضر الجناب وإنما تقدم على جند لك مجند ]]([20]).
لا
أجد مثالاً لذلك إلا كما قال الأول يقتل القتيل ويمشي في جنازته، والآن
نستطيع أن نصيغها صياغة أخرى فنقول: يقتل القتيل ويطالب بدمه.
الوقفة العشرون: وقفة مع الاجتهاد.
إخواني.. أخواتي! هل يعقل أن يكون الإنسان عالماً مجتهداً بل مرجعاً عالمياً في أمور الشرع وهو لا يحسن اللغة العربية؟
إن الشريعة مدارها على الكتاب والسنة، فمن كان لا يفهم الكتاب ولا السنة كيف يفسرهما ويقضي بهما؟ إنه لأمر عجيب.
ولكم
أن تبحثوا، فقد بحثتُ وسألتُ ولم أصل إلى مرادي ولم أجد إجابة تروي غليلي،
هل سمعتم المرجع الشيعي المعاصر السيستاني يتكلم مرة بالعربية؟ أو له
أشرطة؟ هل يلقي خطابات؟ ابحثوا عن إجابات.
الوقفة الحادية والعشرون: عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها:
إخواني.. أخواتي بارك الله فيكم! هل قرأتم وأعدتم القراءة في قول الله تبارك وتعالى: (( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ))[الأحزاب:6].
نعم. أزواجه أمهاتهم شئتم أم أبيتم، أزواجه أمهاتكم، نعم. عائشة رضي الله عنها أمكم وأمي أترضون بها أماً؟ إياكم أن تقولوا: لا.
قال الله تبارك وتعالى: (( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ))[النور:26].
حذارِ ثم حذارِ أن تقولوا: إن أمكم خبيثة أو تسبوها، أتسبون أمكم؟
أكرم بعائشة الرضا من حرةبكر مطهرة نزار حصان
هي زوج خير الأنبياء وبكرهوعروسه من جملة النسوان
هي عرسه هي أنسه هي إلفههي حبه صدقاً بلا إدهان
الوقفة الثانية والعشرون: وقفة مع المتعة:
رعاكم الله! لا شك أنكم سمعتم بالمتعة، تلك التي يقول عنها علماء الشيعة في كتبهم: إنها قربى إلى الله، نعم قربى وأي قربى. هاكم بعض فضائلها:
عن صالح بن عقبة عن أبيه قال: قلت للباقر : [[ للمتمتع ثواب؟ قال: إن كان يريد بذلك الله عز وجل وخلافاً لفلان –يعني: عمر -
لم يكلمها كلمة إلا كتب الله له حسنة، وإذا دنا منها غفر الله له بذلك
ذنباً، فإذا اغتسل غفر الله له بعدد ما مر الماء على شعره. قلت: بعدد
الشعر؟ قال: نعم، بعدد الشعر ]]([21]).
ولا أدري ما لها هي من الأجر لكن هذا ما للرجل.
وعن موسى بن علي بن محمد الهمداني عن رجل سماه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: [[
ما من رجل تمتع ثم اغتسل إلا خلق الله من كل قطرة تقطر منه سبعين ملكاً
يستغفرون له إلى يوم القيامة، ويلعنون متجنبها إلى أن تقوم الساعة ]]([22]).
قلت: وهذا قليل من كثير بهذا المعنى.
وعن حارث بن المغيرة : أنه سأل أبا عبد الله : [[ هل يجزئ في المتعة رجل وامرأتان؟ قال: نعم، ويجزيه رجل واحد، وإنما ذلك لمكان البراءة ولئلا تقول في نفسها هو فجور ]]([23]).
وعن علي عن أخيه عليه السلام قال: [[ سألته عن الرجل هل يصلح له أن يتزوج المرأة متعة بغير بينة؟ قال: إذا كانا مسلمين مأمومين فلا بأس ]]([24]).
ونحن
نسأل: هل تمتع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ هل تمتع الأئمة الاثنا
عشر؟ أليست قربى وهم أحرص الناس على العمل الذي يقرب إلى الله؟ ألهم أولاد
من المتعة؟ وهل المتعة للمؤمنين الأتقياء فقط أم أن المؤمنات التقيات أيضاً
يتمتعن تقرباً إلى الله عز وجل؟ تُرى! كيف ستكون صورة مجتمع تشيع فيه
المتعة؟.
إياكم
أن يلبسوا عليكم بأن المتعة علاج للأرامل والمطلقات، إنها جعلت للأبكار
كما جاء في الوسائل، فارجعوا إلى وسائل الشيعة ففي ذلك المزيد.
هل ترضى أيها المسلم المتعة لأختك قبل أن ترضاها لنفسك؟ هل ترضاها لأمك أو لابنتك؟ كن صادقاً مع نفسك واتخذ قراراً.
تصوروا زواجاً لا ميراث فيه، ولا يشترط فيه شهود ولا ولي ولا طلاق، وأشياء أخرى يطول ذكرها ذكرتها في مذكرة لي بالمتعة.
زواج
مدته جماع من مرة واحدة ثم ينفصلان، بالله عليكم! حاولوا أن توجدوا الفرق
بين هذه المتعة وبين دور العهر التي في أمريكا وأوربا وآسيا، أتدرون الفرق
بين دور العهر وبين المتعة؟ دور العهر يحميها القانون والمتعة تحميها
الشريعة زعموا.
إن المتعة إنما أبيحت في الإسلام لمدة ثلاثة أيام ثم حرمت، وكانت مع الكافرات فكيف جعل علماء الشيعة المتعة بالمسلمات؟ هذا شيء عجيب.
الوقفة الثالثة والعشرون: التقية:
قال يوسف البحراني في كلام طويل: (وما بلغ إليه حال الأئمة صلوات الله عليهم من الجلوس في زاوية التقية وحث الشيعة
على استشعار شعار التقية فلم يعلم من أحكام الدين على اليقين إلا القليل
لامتزاج أخباره بأخبار التقية، فصاروا – صلوات الله عليهم – محافظة على
أنفسهم وشيعتهم يخالفون بين الأحكام وإن لم يحضرهم أحد من أولئك الأنام،
فتراهم يجيبون في المسألة الواحدة بأجوبة متعددة وإن لم يكن بها قائل من
المخالفين، كما هو ظاهر لمن تتبع قصصهم وأخبارهم وتحرى سيرهم وآثارهم)([25]).
عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: [[ سألته عن مسألة فأجابني –يعني: سأل أبا جعفر
عن مسألة-، ثم جاءه رجل فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني، ثم جاءه رجل
آخر فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي، فلما خرج الرجلان قلت: يا ابن
رسول الله! رجلان من أهل العراق من شيعتكم قدما يسألان فأجبت كل واحد منهما
بغير ما أجبت به صاحبه؟ فقال: يا زرارة ، إن هذا خير لنا وأبقى لكم، لو اجتمعتم على أمر واحد لصدقكم الناس علينا ولكان أقل لبقائنا وبقائكم. قلت لـأبي عبد الله : شيعتكم لو حملتموه على الأسنة أو على النار لمضوا وهم يخرجون من عندكم مختلفين؟ قال: فأجابني بمثل جواب أبي ]]. يعني: انتقل من محمد الباقر إلى جعفر الصادق فكان الجواب واضحاً.
قال
البحراني معلقاً: (فانظر إلى صراحة هذا الخبر اختلاف أجوبته عليه السلام
في مسألة واحدة في مجلس واحد وتعجب زرارة ). وذكر كلاماً طويلاً في تعليل
ذلك.
ثم نقل عن محمد بن مسلم قال: [[ دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وعنده أبو حنيفة ، فقلت له: جعلت فداك رأيت رؤيا عجيبة. فقال لي: يا ابن مسلم ! هاتها؛ فإن العالم بها جالس وأومأ بيده إلى أبي حنيفة . قال: فقلت: رأيت كأني دخلت داري وإذا أهلي قد خرجت علي -يعني زوجته- فكسرت جوزاً كثيراً ونثرته علي، فتعجبت من هذه الرؤيا، فقال أبو حنيفة : أنت رجل تخاصم وتجادل لأمر في مواريث أهلك، فبعد نصب شديد تنال حاجتك منها إن شاء الله. فقال أبو عبد الله عليه السلام: أصبت والله يا أبا حنيفة . قال: ثم خرج أبو حنيفة من عندي فقلت: جعلت فداك إني كرهت تعبير هذا الناصب. -يعني ما أعجبه تعبير أبي حنيفة للرؤيا-، فقال: يا ابن مسلم
! لا يسؤك الله، أما يواطأ تعبيرهم تعبيرنا ولا تعبيرنا تعبيرهم وليس
التعبير كما عبره. قال: قلت له: جعلت فداك فقولك أصبت وتحلف عليه وهو مخطئ؟
قال: نعم، حلفت عليه أنه أصاب الخطأ ]]([26]).
عن أبي عمر الأعجمي قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: [[ يا أبا عمر ! إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له، والتقية في كل شيء إلا في النبيذ والمسح على الخفين ]]([27]).
وعن معمر بن خلاد قال: [[ سألت أبا الحسن عن القيامة للولاة؟ فقال: قال أبو جعفر : التقية من ديني ودين آبائي، ولا إيمان لمن لا تقية له ]]([28]).
وعن مروان عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: [[ إن أمرنا سر في سر وسر مستسر وسر لا يفيد إلا سراً، وسر على سر وسر مقنع بسر ]]([29]).
هذا
دين؟ أقول: هكذا يكذب على الأئمة حتى يكرههم الناس ولا يثقون بهم، فبالله
عليكم -وفقكم الله لما يحب ويرضى- كيف تفسرون هذا الحديث؟
عن أمير المؤمنين علي أنه قال: [[
عن عفير حمار الرسول صلى الله وسلم أن ذلك الحمار كلم رسول الله فقال:
بأبي أنت وأمي، إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه أنه كان مع نوح في
السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال: يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم، فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار ]]([30]).
أهكذا يقدر رسول الله؟ حمار يفديه بأمه وأبيه، وهذا في أصح كتاب عند الشيعة، اسألوا علماءكم إن شئتم، هل عند الشيعة أعظم من هذا الكتاب؟ فكذب على أئمة أهل البيت، وكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا ينتهي هذا المسلسل.
الوقفة الرابعة والعشرون: كربلاء والكعبة:
من منا لا يعظم الكعبة، من منا لا يشتاق إلى الذهاب إلى مكة.
عن أبي عبد الله قال: [[
إن أرض الكعبة قالت: من مثلي وقد بني بيت الله على ظهري يأتيني الناس من
كل فج عميق، وجعلت حرم الله وأنا هو، فأوحى الله إلي: أن كفي وقري، ما فضل
ما فضلت به فيما أعطيت أرض كربلاء إلا بمنزلة الإبرة غرست في البحر فحملت
من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما خلقتكِ ولا خلقت البيت الذي به استخرتِ
فقري واستقري وكوني ذنباً متواضعاً ذليلاً مهيناً غير مستنكف ولا مستكبر
لأرض كربلاء، وإلا سختُ بكِ وهويتُ بكِ في نار جهنم ]]([31]).
هل يرضيكم أن يقال هذا في حق الكعبة؟
الوقفة الخامسة والعشرون: وقفة مع الغلو:
عن صفوان الجمال قال: [[
قال لي أبو عبد الله لما أتى الحيرة: هل لك في قبر الحسين؟ قلت: وتزوره
جعلت فداك؟ قال: وكيف لا أزوره والله يزوره في كل ليلة جمعة، يهبط مع
الملائكة إليه والأنبياء والأوصياء ومحمد أفضل الأنبياء ونحن أفضل الأوصياء
]]([32]).
الله يزور قبر الحسين في كل جمعة، الله المستعان.
وذكروا
عن الشهيد في الدروس أنه قال: (للزيارة آداب، ذكر مجموعة منها ثم قال:
وسادسها: صلاة ركعتين للزيارة عند الفراغ، فإن كان زائراً للرسول ففي
الروضة، وإن كان لأحد الأئمة فعند رأسه، ولو صلاهما بمسجد المكان جاز).
ورويت رخصة -تنبهوا بارك الله فيكم- في صلاتهما إلى القبر ولو استدبر القبلة وصلى جاز، وإن كان غير مستحسن إلا مع البعد([33]).
ورويت
رخصة في صلاتهما إلى القبر ولو استدبر القبلة، الصلاة تجعل فيها القبلة
خلف ظهرك، أو تفعلون ذلك؟ لا أرى أنكم تفعلونه إن شاء الله.
أقول: إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
إخواني.. أخواتي!
وفي الختام أقول لكم: تفكروا وتدبروا وتعقلوا، اقرءوا القرآن بتدبر، إن
الله تبارك وتعالى وهبكم عقولاً، ووهبكم فطرة سليمة، كما قال النبي صلى
الله عليه وسلم: { كل مولود يولد على الفطرة }.
ويقول الله: (( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ))[الروم:30].
ارجعوا إلى فطرتكم، ارجعوا إلى عقولكم، ارجعوا إلى كتاب ربكم وثقوا بالله واعتصموا به، وأخلصوا له، واعتمدوا عليه.
وقال سبحانه وتعالى: (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ))[العنكبوت:69] أبداً، والله الذي لا إله إلا هو إذا قصدنا الله جل وعلا صادقين فإن الله لن يتركنا أبداً.
كلمات
جمعتها وألقيتها على مسامعكم، أرجو أن أكون وفقت لنقل ما جاش في صدري من
وقفات أحببت أن أوصلها لكم لعل الله أن ينفع بها، وآخر دعوانا أن الحمد لله
رب العالمين.
([1]) انظر: كتاب الإمام المهدي وظهوره (ص:325).
([2]) الأنوار النعمانية (1/81).
([3]) جلاء العيون (ص:45).
([4]) انظر: مشارق الأنوار (ص:86).
([5]) انظر: عقائد الإمامية (ص:102).
([6]) انظر: أوائل المقالات (ص:44).
([7]) انظر: كشف الأسرار (ص:131).
([8]) انظر: الحكومة الإسلامية (ص:142).
([9]) رسالة الإسلام (ص:324).
([10]) الكافي (1/408).
([11]) وهذا في مجمع الفائدة والبرهان (4/355)، وكذا قال السفزواري في ذخيرة المعاد (ص:292)، وحسين النجفي في جواهر الكلام (16/141).
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).