إعداد/ د.بسمة بنت أحمد جستنية
الأستاذ المساعد بقسم الدراسات الإسلامية
كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة طيبة
ليس الغرض من هذا
البحث* الحديث عقائد الشيعة، وبيان حالها ومناقشتها، وإنما البحث هو في
الحديث عن ظاهرة من الظواهر التي بدت واضحة عند الشيعة، ألا وهي "التصحيح"،
ومسألة التصحيح هذه يقصد بها هداية بعض مشايخ وأئمة التشيع إلى سلبيات
مذهبهم، وهي قضية جديرة بالاهتمام، حيث اكتشف مجموعة من كبار القوم عندهم
ما في مذهبهم من الخلل، وبدأوا يعيدون دراسة مذهب أجدادهم، وهذا يعد أحد
السبل في إقامة الحجة عليهم، وكما يقال: وشهد شاهد من أهلها.
وقد جاء هذا البحث في مقدمة وتمهيد ومبحثين وخاتمة:
أما المقدمة
فعرضت فيها الباحثة لظاهرة التصحيح التي عني بها البحث، وأهمية الدراسة في
هذا الباب، ثم جاء التمهيد للتعريف ببعض المسميات الواردة في عنوان البحث.
المبحث الأول: ظاهرة التصحيح عند الشيعة:
في هذا المبحث
عرضت الباحثة لأشهر المصححين في المذهب الرافضي، ومنهم: د.علي مظفريان،
وأحمد الكسروي، وأبو الفضل البرقعي، ومصطفى طبطبائي، وأحمد الكاتب، وابن
أبي الحسن الأصفهاني، وحسين الموسوي، ود.موسى الموسوي، ومحمد حسين فضل
الله، وحسن نوري، وأبو خليفة القضيبي.
المبحث الثاني: أهم موضوعات التصحيح:
اهتم هذا المبحث بعرض أشهر الموضوعات التي تناولها المصححون من الشيعة، وهي:
- نقض كتاب الكافي:
وعرضت فيه
الباحثة رأي البرقعي "المهتدي"، والذي يرى أن "الكافي" يمثل صنما، يمنع
تحقيق وحدة المسلمين، ولابد من كسره، والعودة للتوحيد، لهذا الأمر ألف
البرقعي كتابه الشهير"كسر الصنم"، والصنم الذي يقصده هو كتاب "الكافي".
- نقض القول بتحريف القرآن:
وعن تصحيح هذه الفرية بينت الباحثة كلام د. موسى الموسوى، وغيره من علماء الشيعة ومصححيهم.
إضافة لما سبق عرضت الباحثة كلام عدد من المصححين في موضوعات أخرى منها:
_ نقض قولهم في الإمامة والخلافة:
_ نقض القول بالتقية.
- نقض عقيدة المهدية.
- نقض عقيدة الرجعة.
- إبطال الغلو في الأئمة، ويشمل:
* أقوالهم في زيارة القبور(مراقد الأئمة).
* السجود على التربة الحسينية.
* الاحتفال بيوم عاشوراء.
- إبطال بدعة الشهادة الثالثة.
- نقض المتعة.
ثم ختمت الباحثة دراستها بخاتمة أوردت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها، وهي:
1- من الأهمية
بمكان دراسة ومعرفة هؤلاء المهتدين والمصححين من الشيعة، الذين اكتشفوا
فساد مذهبهم، وبدأوا يعبدون دراسته، وفضح عواره.
2-من أشهر
المهتدين أبو الفضل البرقعي، وكان من أهم الموضوعات التي تناولها بالتصحيح
نقضه لكتاب الكافي، أصح الكتب المعتمدة عندهم في المذهب، مما يعني نقض
أمهات العقائد من أصلها عندهم، حيث نقض رحمه الله جميع الروايات التي في
الكافي سندا ومتنا.
3- أثبت د. موسى
الموسوي- أشهر المصححين في المذهب عندهم- أن دعوى تحريف القرآن التي تبناها
الرافضة تخالف ما أجمع عليه المسلمون؛ من سلامة هذا القرآن من التحريف،
لحفظ الله تعالى له، وأن هذا الرأي هو الذي عليه أكثر فقهاء الشيعة.
4-نقصت الباحثة
دعوى التصحيح لفكر الإمامة معتقد الرافضة في الإمامة والخلافة، والنص على
علي والأئمة من نسله بعده، نزولا عند نص القرآن الكريم، وإجماع المسلمين.
5- أثبت الدكتور
موسى الموسوي أن التقية التي يدين بها الشيعة، من أهم الأسباب التي أدت إلى
التخلف الفكري والاجتماعي لمجتمعات الشيعة، وهي مبدأ يتنافى مع الصدق،
ويناقض صفات المسلم المخلص، وما نسب إلى الأئمة من ذلك زور وبهتان عظيم.
6- نقد المصححون عقيدة المهدية، وما ترتب عليها من بدعة الخمس وولاية الفقيه، بما يردها ويبطلها عقلا وموضوعا.
7- أثبت الدكتور
موسى الموسوي مشابهة قومه للوثنيين في إيمانهم بعقيدة الرجعة، ودعاهم إلى
التصحيح العملي، وغربلة كتب زياراتهم، مما حوته من كذب وافتراء في رجعة
أئمتهم.
8- حمل د. موسى
الموسوي شرك قومه للزعامات المذهبية، التي وضعت لهم الأحاديث في زيارة
القبور والمشاهد، مما تضمن كل أبعاد الفرقة والبدعة على السواء.
9- وعن البدعة
الثالثة في الأذان: دعا المصححون الشيعة إلى العودة إلى الأذان الذي كان
على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، والالتزام بذلك.
10- خالف الرافضة جمهور المسلمين بإثبات المتعة، وقد ردها علمائهم المصححون نصا وعقلا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*
(العدد الأول- السنة الأولى-محرم1430هـ)، وهي مجلة علمية محكمة متخصصة في
علوم العقيدة، تصدر عن الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان
والفرق والمذاهب- كلية الدعوة وأصول الدين.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).