لعبت
إيران دور الطابور الخامس الروسي في طاجكستان واستطاعت في التسعينات من
هذا القرن أن تقضي على الثورة الإسلامية وتجر حزب النهضة الإسلامية مرغمة
إلى طاولة المفاوضات ومن ثم ترك البلد صيدا ثمينا لمافيا الشيوعي الذي قاده
"رحمانوف وأسرته".
معهد الإمام أبي حنيفة الترمذي سابقا في طاجكستان:
نجاح
إيران في أداء دورها الوظيفي رشحته لدى موسكو لتولي إدارة طاجكستان. إلا
أن قوة علماء الدين في هذا البلد السني الذي لم يكن فيه شيعي واحد يومئذ
كان حجر عثرة أمام أهداف إيران الصفوية الطائفية. من ثم سعت إيران إلى
تربية كوادر جديدة لتولي أمور المستقبل. تم نقل أكثر من (2000) طالب وطالبة
إلى مراكز تعليمية أنشئت لهذا الهدف في عدة مدن إيرانية، مثل؛ قم، جرجان
ومشهد.
عاد
هؤلاء الشباب المخدوعين إلى بلدهم يحملون في أيديهم شهادات علمية وفي
رؤوسهم أفكارا صفوية، ليخلفهم فئات أخرى من أبناء البلد إلى تلك المراكز
الصفوية التي لم تكف يوما واحدا عن صناعة كوادر من أبناء هذا البلد
الإسلامي العريق بعد أن يتم غسل أدمغتهم وشحنهم طائفيا.
كان
لزاما لإيران أن تقضي على وجاهة علماء السنة ودعاة البلد قبل أن تقدم إلى
تغيير المناهج الدراسية السنية إلى مناهج صفوية شيعية في المراكز
التعليمية.
أخذ
الإعلام الحكومي الطاجيكي في خطة مدروسة ومدعومة من قبل الإيرانيين في
تشويه صورة الإسلام، واتهام العلماء بشتى التهم الأخلاقية، والإرهاب
والعمالة للسعودية وما إلى ذلك. ومن ثم طرد هؤلاء العلماء من المساجد
وإغلاق مئات المساجد والمراكز الإسلامية التابعة لها.
في الخطوة الثانية تم تسليم مراكز القرار التعليمي لعملاء إيران ممن تربوا على المناهج الصفوية في الجامعات الإيرانية.
تعد
الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد، والتي يرأسها سعودي مبعوث من
جامعة الإمام، نسخة أخرى من الجامعة الإسلامية العالمية بالمدينة المنورة.
انشئت هذه الجامعة فرعا لها في طاجكستان سمي بمعهد الترمذي، وفي عام 2011
قبيل انعقاد مؤتمر الإمام أبي حنيفة في العاصمة الطاجيكية غيرت الحكومة اسم
المعهد إلى "معهد أبي حنيفة" ومن ثم "الجامعة الإسلامية" في خطوة منها
لقطع صلتها مع الجامعة الإسلامية العالمية نهائيا. وأصبح المعهد الإسلامي
الوحيد في جمهوريات الاتحاد السوفياتي والتي اسست معهد الاسلامي في
طاجكستان عام 2009 تحت غطاءها.
في
بداية عام 2015 تم فصل 1380 طالبا من مجموع 1400 طالب كانوا يدرسون في هذا
المعهد بحجة تسليم البنايات التابعة للمعهد إلى وزارة المعارف.
وتم
وضع مناهج جديدة ليست منها؛ القرآن، والحديث، والسيرة، والفقه والعقيدة،
لـ 60 طالبا من الذين احتفظ بهم المعهد من مجموع 1400 طالب!!
وأخيرا
بعد أن حمل آية الله محمدي حقائب أخرى من المال لشراء ذمم أخرى و تكميم
أفواه بعض المسئولين، تم طرد 27 عالم سني من أساتذة الجامعة، والتي يرأسها
حاليا "تاج الدين عصام الدينوف" خريج جامعة "مصطفى" في مدينة قم الإيرانية.
تأتي هذه الخطوة كمرحلة استباقية لتغيير المناهج الدراسية في هذه الجامعة إلى مناهج أخرى شيعية أعدتها معممي الرافضة في "قم".
وآخر
ما وصلنا من العاصمة الطاجيكة؛ دوشنبة، فقد تم إجبار الأساتذة الذين تم
طردهم من الجامعة بعدم نشر ما حدث لهم، وفي حالة البوح بشيء من ذلك للإعلام
سوف يحاكمون بتهمة السلفية والتجسس للسعودية ويرمون في غياهب سجون أقل ما
يقال عنها بأن الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود!
يرافق
هذه الأحداث السريعة إفتناح فرع للجامعة المفتوحة الإيرانية في طاجكستان.
توفر هذه الجامعة تدريس المناهج الصفوية للطلاب الطاجيك في بيوتهم عبر
التلفاز الرسمي الإيراني، ومواقع الإنترنت، ودورات قصيرة في مقر الجامعة في
العاصمة الطاجيكة أو السفارة الإيرانية، وستتم فتح فروع لها في جميع المدن
الطاجيكية.
استغلت
إيران شهر رمضان المبارك الذي ينشغل الناس بالعبادة، ويبتعدون عن الحراك
السياسي لتنفيذ أكبر كم ممكن من مؤامراتها الدنيئة. والتركيز على طاجكستان و
أفغانستان تنم عن سياستها العدواني القادم لدعم الحراك المذهبي بالصراع
القومي؛ الفارسي العربي!..
أخذت
الجامعة الإسلامية التي انشئت بتبرعات من أهل السنة و كانت تعد قلعة
إسلامية عريقة و حلقة عربية توصل طاجكستان إلى العالم العربي تتحول في صمت
مخيف إلى جامعة شيعية!!
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).