0
أساليب الشيعة في خداع أهل السنة
المبحث الأول: عرض لمسلكهم في خداع أهل السنة بتلاعبهم بالألفاظ والعبارات:
وتتمثل هذه الطريقة بتلفظهم بعبارات ظاهرها المدح للصحابة وأهل السنة، مع أن مرادهم منها الذم المبطن كما بينوا ذلك لأتباعهم وأهل مذهبهم، وإليك بعض الصور لهذه الطريقة في خداع أهل السنة بالألفاظ والعبارات.
1-قال علامتهم نعمة الله الجزائري في (الأنوار النعمانية): (وهذا مما يناسب جواب الصادق (ع) وقد سئل في مجلس الخليفة عن الشيخين فقال إمامان عادلان قاسطان كانا على الحق فماتا عليه عليهما رحمة الله يوم القيامة، فلما قام من المجلس تبعه بعض أصحابه وقال يا ابن رسول الله قد مدحت أبا بكر وعمر هذا اليوم، فقال: أنت لا تفهم معنى ما قلت، فقال بينه لي، فقال ع: أما قولي: هما إمامان فهو إشارة إلى قوله تعالى: وجعلنا منهم أئمة يدعون إلى النار، وأما قولي: عادلان فهو إشارة إلى قوله تعالى: والذين كفروا بربهم يعدلون، وأما قولي: قاسطان فهو المراد من قوله عز من قائل: وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا، وأما قولي: كانا على الحق فهو من المكاونة أو الكون ومعناه أنهما كاونا على حق غيرهم لأن الخلافة حق علي بن أبي طالب، وكذا ماتا عليه فإنهما لم يتوبا بل استمرا على أفعالهم القبيحة إلى أن ماتوا، وقولي عليهما رحمة الله المراد به النبي ص بدليل قوله تعالى وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، فهو القاضي والحاكم والشاهد على ما فعلوه يوم القيامة، فقال فرجت عني فرج الله عنك).
2-قال بعض المخالفين بحضرة الصادق عليه السلام لرجل من الشيعة: ما تقول في العشرة من الصحابة؟ قال: أقول فيهم الخير الجميل الذي يحبط الله به سيئاتي ويرفع به درجاتي، قال السائل: الحمد لله على ما أنقذني من بغضك كنت أظنك رافضيا تبغض الصحابة، فقال الرجل:ألا من أبغض واحدا من الصحابة فعليه لعنة الله قال: لعلك تتأول ما تقول فيمن أبغض العشرة من الصحابة؟ فقال: من أبغض العشرة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، فوثب يقبل رأسه وقال: اجعلني في حل مما قذفتك به من الرفض قبل اليوم، قال: أنت في حل وأنت أخي ثم انصرف السائل، فقال له الصادق عليه السلام: جودت! لله درك لقد عجبت الملائكة في السماوات من حسن توريتك، وتلطفك بما خلصك الله، ولم يثلم دينك. وزاد الله في مخالفينا غما إلى غم وحجب عنهم مراد منتحلي مودتنا في تقيتهم، فقال بعض أصحاب الصادق عليه السلام: يا ابن رسول الله ما عقلنا من الكلام إلا موافقة صاحبنا لهذا المتعنت الناصب؟ فقال الصادق عليه السلام: لئن كنتم لم تفهموا ما عنى فقد فهمنا نحن، وقد شكره الله له، إن الموالي لأوليائنا المعادي لأعدائنا إذا ابتلاه الله بمن يمتحنه من مخالفيه وفقه لجواب يسلم معه دينه وعرضه، ويعظم الله بالتقية ثوابه، إن صاحبكم هذا قال: من عاب واحدا منهم فعليه لعنة الله أي من عاب واحدا منهم هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وقال في الثانية: من عابهم أو شتمهم فعليه لعنة الله، وقد صدق لأن من عابهم قد عاب عليا عليه السلام لأنه أحدهم فإذا لم يعب عليا ولم يذمه لم يعبهم، وإنما عاب بعضهم.
3-وقال رجل لموسى بن جعفر عليهما السلام من خواص الشيعة وهو يرتعد بعدما خلا به: يا ابن رسول الله ما أخوفني إلا أن يكون فلان بن فلان ينافقك في إظهار اعتقاد وصيتك وإمامتك، فقال موسى عليه السلام: وكيف ذاك؟ قال: لأني حضرت معه اليوم في مجلس فلان رجل من كبار أهل بغداد فقال له صاحب المجلس: أنت تزعم أن موسى ابن جعفر إمام دون هذا الخليفة القاعد على سريره؟ فقال صحابك هذا: ما أقول هذا، بل أزعم أن موسى بن جعفر غير إمام وإن لم أعتقد أنه غير إمام فعلي وعلى من لم يعتقد ذلك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، فقال صاحب المجلس: جزاك الله خيرا ولعن الله من وشى بك. قال له موسى بن جعفر عليه السلام: ليس كما ظننت، ولكن صاحبك أفقه منك إنما قال: إن موسى غير إمام أي الذي هو عندك إمام فموسى غيره، فهو إذا إمام فإنما أثبت بقوله هذا إمامتي ونفى إمامة غيري، يا عبد الله متى يزول عنك هذا الذين ظننته بأخيك هذا من النفاق فتب إلى الله، ففهم الرجل ما قاله واغتم وقال: يا ابن رسول الله مالي مال فارضيه، ولكن قد وهبت له شطر عملي كله من تعبدي ومن صلواتي عليكم أهل البيت ومن لعنتي لأعدائكم، قال موسى عليه السلام: الآن خرجت من النار.
4-قال: وكنا عند الرضا عليه السلام فدخل إليه رجل فقال: يا ابن رسول الله لقد رأيت اليوم شيئا عجبت منه، رجل كان معنا يظهر لنا أنه من الموالين لآل محمد المتبرين من أعدائكم، ورأيته اليوم وعليه ثياب قد خلعت عليه وهو ذا يطاف به ببغداد وينادي المنادون بين يديه: معاشر الناس اسمعوا توبة هذا الرافضي ثم يقولون له قل: فقال: خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله أبا بكر، فإذا فعل ذلك ضجوا وقالوا: قد طاب، وفضل أبا بكر على علي بن أبي طالب عليه السلام فقال الرضا عليه السلام: إذا خلوت فأعد علي هذا الحديث، فلما خلا أعاد عليه، فقال: إنما لم أفسر لك معنى كلام هذا الرجل بحضرة هذا الخلق المنكوس، كراهة أن ينتقلوا إليه فيعرفوه ويؤذوه، لم يقل الرجل: خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله أبو بكر فيكون قد فضل أبا بكر على علي بن أبي طالب عليه السلام ولكن قال: خير الناس بعد رسول الله أبا بكر، فجعله نداء لأبي بكر ليرضى من يمشي بين يديه من بعض هؤلاء ليتوارى من شرورهم، إن الله جعل هذه التورية مما رحم به شيعتنا ومحبينا...
فهل بعد هذه الصور نستطيع أن نصدق مزاعمهم بسلامة موقفهم وطهارة قلوبهم من الحقد والبغض للخلفاء؟ حتى لو أظهروا أجمل عبارات الثناء (إمامان قاسطان عادلان...) وأقسموا على ذلك، فلا شك أنهم يقصدون معنى آخر غير معنى المدح الذي يظهروه لنا، فلا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون على هذا المسلك في المكر والخداع والكذب.
المبحث الثاني: عرض لمسلكهم في خداع أهل السنة بتلاعبهم في طبعات الكتب
وتتمثل هذه الطريقة بتلاعبهم بطبعات الكتب والمؤلفات، حيث وجدتهم يحذفون في بعض الطبعات كلمات وأحياناً فصولاً كاملة بل قد يصل بهم الأمر إلى أن يحذفوا مجلدا كاملاً، وهي التي تتضمن الطعن واللعن الصريح للخلفاء.
ولكن هذا الحذف ليس سببه محبتهم للخلفاء فهذا مستحيل في ضوء ما قدمناه من حقائق، بل السبب هو تجنب إثارة أهل السنة عليهم، وليبقى بذلك مخططهم قائماً في دعوة أهل السنة إلى مذهبهم. ونحن لا نرضى أن يرفع السب من بعض الطبعات وقلوبهم ممتلئة منه ومتشبعة به، بل نريد أن يرفع السب والبغض من قلوبهم ثم من الكتب، وأما أن يكون رفعه من بعض الطبعات فقط مع بقاءه في قلوبهم، فليس لهذا إلا تفسيراً واحداً وهو طمعهم بدعوة أهل السنة من خلال التظاهر بعدم بغضهم للخلفاء، وإليك بعض الأمثلة ...من تلاعبهم بالطبعات وكما يلي:
أولاً: حذف وتغيير كلمات وعبارات:
فمنها ما يلي:
1-وهذا التلاعب قد حصل في أشهر تفاسيرهم وهو تفسير القمي لمؤلفه علي بن إبراهيم القمي حيث لاحظت إحدى طبعات النجف بتحقيق السيد الطيب الموسوي الجزائري، يقول فيها بعد ذكر رواية القمي عن الصادق رضي الله عنه في جزء (1 ص 301) عند تفسيره لقوله تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ...} [التوبة: 74]، فيقول: (لما أقام رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين يوم غدير غم كان بحذائه سبعة نفر من المنافقين وهم فلان وفلان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة والمغيرة بن شعبة قال الثاني أما ترون عينه كإنما عينا مجنون يعني النبي الساعة يقوم ويقول: قال لي ربي فلما قام قال: أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم قالوا: الله ورسوله قال: اللهم فاشهد ثم قال إلا من كنت مولاه فعلي مولاه وسلموا عليه بإمرة المؤمنين فنزل جبرئيل واعلم رسول الله بمقالة القوم فدعاهم وسألهم فأنكروا واحلفوا فأنزل الله "يحلفون بالله ما قالوا إلخ).
2-والتلاعب حصل في كلمة (فلان وفلان) وكلمة (قال الثاني)، والذي جعلني التفت لهذا التلاعب هو أمران:
3-وجدت نفس هذه الرواية في تفسير الصافي وبحار الأنوار لكن مذكور فيهما بدلاً من فلان وفلان أبو بكر وعمر.
4-دققت النظر في الطبعة المذكورة فوجدت أن كلمة فلان وفلان مكتوبة بخط اليد خلافاً لبقية الكتاب فإنه مكتوب بحروف الآلة الطابعة فوقع في نفسي أنها مبدلة من قبل دار الطباعة أو المحقق. ولهذين السببين رجعت إلى النسخة المخطوطة في دار صدام للمخطوطات ورقمها (144) وبالفعل وجدت المكتوب فيها هو أبو بكر وعمر بدلاً من فلان وفلان، وكذلك بدلاً من (قال الثاني) وجدت (قال عمر)، وعندها تيقنت أنه من أساليبهم في المكر والخداع لأهل السنة بتركهم للطعن الصريح في الخلفاء تجنباً لإثارتهم وتنفيرهم.
5-إن هناك تلاعباً شبيهاً بالأول قد حصل في كتاب مرآه العقول لعلامتهم المجلسي الذي شرح فيه كتاب الكافي، وذلك حين شرح عبارة وردت في الحديث رقم (16) من روضة الكافي، وهذه العبارة هي (قوله مع فلان)، فشرحها في النسخة المطبوعة (1) بقوله (يعني أبا بكر)، لا ولكني عندما رجعت إلى النسخة المخطوطة وجدته يقول: (يعني أبا بكر عليه اللعنة)، أي أن المحقق قد حذف عبارة المجلسي التي لعن فيها أبا بكر، لعله يبعد عن علمائه تهمة بغض الخلفاء ولعنهم.
6-ومما يعد مثالاً أيضاً على هذا التلاعب – بحذف كلمة – ما فعلوه في كتاب لهم طبعوه بعنوان (شوارق النصوص) لمؤلفه حامد حسين الموسوي، حيث حذفوا من عنوانه ما يتعلق بالطعن بالخلفاء، لأن عنوانه الكامل هو (شوارق النصوص في تكذيب فضائل اللصوص)، حيث عبر عن الخلفاء باللصوص، ثم بعد ذلك أخذ يكذب كل فضيلة وردت بحقهم، والذي اعترف بوقوع هذا التلاعب هو محقق الكتاب الإمامي طاهر السلامي في الطبعة الأولى سنة (1423هـ) بالعنوان المبتور حيث ذكر في مقدمته تحت عنوان (هذا المطبوع) (ص: 34) قائلاً: (ذكر المؤلف في مقدمة كتابه "شوارق النصوص في تكذيب فضائل اللصوص" أنه رتب هذا الكتاب على ستة أبواب وخاتمة، وذكر في الباب الأول ما وضعوا من فضائل لأبي بكر، وأعقبه بالباب الثاني وذكر فيه ما وضعوا من فضائل لعمر، وأردفهما بالباب الثالث ذاكراً فيه ما وضعوه للاثنين معاً، وإلى هنا تنتهي أوراق الكتاب الذي عملنا عملنا عليه... وقد كان اعتمادنا في عملنا هذا على النسخة الوحيدة المصورة للمخطوط التي تحمل اسم "شوارق النصوص في تكذيب فضائل اللصوص" الموجودة في مكتبة آل الله المرعشي النجفي والمشار إليها بالرقم (314-315-316-317).
7-ومن الأمثلة على هذا التلاعب ما وقفت عليه في كتاب (فدك في التاريخ) لآيتهم العظمى محمد باقر الصدر الذي اتهم فيه فاروق الإسلام عمر بن الخطاب بأنه هجم على بيت علي وفاطمة رضي الله عنهم وأحرق البيت عليهم أو كاد أن يفعل فقال (ص: 28): (إن عمر الذي هجم عليك في بيتك المكي الذي أقامه النبي مركزا لدعوته قد هجم على آل محمد صلى الله عليه وآله في دارهم وأشعل النار فيها أو كاد) وهذا في طبعة مركز الغدير للدراسات الإسلامية الطبعة الأولى( 1415هـ) –( 1994م) بتحقيق الدكتور عبد الجبار شرارة، في حين رجعت إلى طبعة أخرى لنفس الكتاب وهي طبعة مركز الأبحاث والدراسات التخصصية للإمام الشهيد الصدر – مطبعة شريعة – قم – الطبعة الأولى (1423هـ) وذلك في (ص: 19) فوجدتهم قد أبدلوا كلمة (عمر) بكلمة (الرجل).
ثانياً: حذف رواية كاملة:
وقد حصل هذا التلاعب أيضاً في تفسير القمي وفي نفس الرواية السابقة حيث رجعت إلى طبعة أخرى من طبعات النجف وهي بتحقيق الطيب الموسوي الجزائري، فلم أجد تلك الرواية أصلاً أي رفعت بكاملها من هذه الطبعة، ثم لزيادة اليقين رجعت إلى طبعة أخرى وهي طبعة مؤسسة دار الكتاب للطباعة – قم – الطبعة الثالثة بتاريخ (1404هـ )فوجدت الرواية موجودة بكاملها مع أن ناشر هذه الطبعة قال عنها: (النسخة الممتازة بدقة النظر في صحتها متناً، وباضافات مفيدة تعليقاً، فجاءت بحمد الله أحسنها صورة وأكملها مادة، ومتداركة لما فات من النسخ القديمة والحديثة، وذلك إجابة إلى رغبة الطالبين، وحفاظاً لتراث الماضين والله الموفق وخير معين).
ثالثاً: حذف فصل بكامله:
وقد وقفت على هذا التلاعب في كتاب تقريب المعارف لمؤلفه الذي يعد من أبرز أعلام الإمامية وهو أبو الصلاح الحلبي، حيث خصص فيه فصلاً كاملاً لإبطال خلافة الخلفاء الثلاثة بما فيه من روايات صريحة بلعنهم والطعن فيهم، إلا أن بعض طبعات هذا الكتاب قد رفع منها هذا الفصل بكامله، والذي يدل على وقوع هذا التلاعب هو اعتراف محققي الكتاب من الإمامية أنفسهم، وكما يلي:
1-يقول محقق الكتاب الشيخ فارس تبريزيان (الحسون) في مقدمة التحقيق المطبوع سنة 1417هـ (ص: 11): (وكان هذا الكتاب قد طبع بتحقيق المحقق الخبير الشيخ رضا الأستادي حفظه الله سنة 1404هـ في قم، ولمراعاة بعض الظروف آنذاك حذف منه ما يتعلق بإبطال خلافة القوم، الذي يحتل نصف الكتاب تقريبا، مع الإشارة إلى أماكن الحذف، فعزمنا على تتميم ما حققه الشيخ الأستادي حفظه الله وتحقيق الكتاب وإخراجه بصورة كاملة، لتتم الفائدة... مع وافر احترامنا وتقديرنا لجهود الشيخ الأستادي الذي لا يزال يدأب على نشر معارف أهل البيت عليهم السلام).
2-عندما نقل المجلسي في بحاره الروايات التي تقدح في الخلفاء نقل الفصل المذكور في كتاب تقريب المعارف بكامله، مما جعل محقق الكتاب الشيخ عبد الزهراء العلوي يقول: (أقول: من هنا لم يطبع في الطبعة المحققة، مع أنه ذكر في مقدمة الكتاب أن هذا القسم موجود عند المحقق – ولعله لمصالحه الخاصة ولحفظ موقعيته السياسية - لم يطبعه، وقد ذكر في صفحة: (26) في عده لفهرس القسم الثاني من الخطية: (74-83) عين ما ذكر هنا: قال: ومما يقدح في عدالة الخلفاء الثلاثة ما حفظ... ثم قال: وفي ذلك الباب نحو من ثمانين رواية، وفيها روايات طريفة جدا...) (3).
رابعاً: حذف مجلد بكامله:
ومثال هذا التلاعب هو كتاب بحار الأنوار لعلامتهم وخاتمة محدثيهم محمد باقر المجلسي ومجلداته قد بلغت (25) مجلداً في الطبعة الحجرية وعندما طبع بالآلة الطابعة أصبح (110) مجلدات، ومن ضمن مجلدات الطبعة الحجرية مجلداً كاملاً يسمى مجلد المطاعن وهو عبارة عن أربعة مجلدات في الطبعة الحديثة.
وبما أن مضمون هذا المجلد ظاهر من عنوانه (المطاعن)، حيث ملأه مؤلفه بالطعن واللعن على الخلفاء، فلذا لم يطبعوه في كثير من الطبعات خشية تنفير أهل السنة بذلك، والذي اعترف بوقوع هذا التلاعب بالطبعات هو محقق الكتاب نفسه الشيخ عبد الزهراء العلوي وهو من الإمامية، حيث قال في (29/17-18) في المقدمة ما نصه: (وكان أن خصص لهذا المجلد – في طبعته الجديدة – الأجزاء 28-34، ولكن بعد طبع المجلد الثامن والعشرين منه ترك بقية الأجزاء وشرع بطبع المجلد الخامس والثلاثين، مهملين بقية الأجزء من هذا المجلد، وقد طبع أخيرا الأجزاء الثاني والثلاثون والثالث والثلاثون والرابع والثلاثون بواسطة وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران بتحقيق الحاج الشيخ محمد باقر المحمودي، ولنا عليه عدة ملاحظات ومؤاخذات، مع ما قام فيه من تصرف أو حذف وتغيير و... فما أجمل قول شيخنا الطهراني في ذريعته: (25/356-357 )– عند حديثه في استدراكاته على طبع دورة البحار على الحروف في (110) مجلد -، قال: بعد إسقاط بعض أقسامه تحت ضغط التيار المتسنن الداعي إلى التحاد من جهة واحدة!!. ففي الوقت الذي ألفت فيه مئات المصنفات والمقالات – جاوزت الثمانمائة في العصر الحاضر – ضد الشيعة، وما من تهمة وفرية إلا وألصقوها بهم، وما من أكذوبة إلا وقذفوهم بها، وها هي تترى عليها اللكمات والصفعات من كل جانب، ونسبت إليهم عشرات الاتهامات والافتراءات، نجدها قد حكم عليها أن لا تقول كلمتها ولا تنبس ببنت شفة!. نعم، لقد تكالبت أيد مريضة طورا، وبسيطة أخرى، ومجرمة ثالثة.. مع ما كان للسلطة الحاكمة آنذاك من دور قذر، وجور مستمر، ومحاباة للظالمين و.. أن حرمت هذه المجلدات من أن ترى النور، وتظهر إلى الساحة.. إذ تجد دورة البحار – بأجزائها المائة وعشرة ويا للأسف – مبتزة عنها واسطة العقد، مسلوب من صدفها درها وجوهرها).
فهذا أبرز ما وقفت عليه من تلاعبهم بالطبعات وتحديداً ما يتعلق بالخلفاء وما ورد من لعنهم والطعن بهم كي يتبصر أهل السنة إلى مسالك الإمامية معهم في الكذب والخداع.
المصدر: الدرر االسنية.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top