0
الرافضة والتوسل
بعد أن انقرضت وهلكت دولة العبيدين عَلَى يد الأمير المجاهد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى، الذي أفنى الله تَعَالَى بسيفه أُولَئِكَ المجرمين الزنادقة وأهلكهم، وورث التركة الرافضة وورثتها الصوفية فيما بعد، فأما الرافضة فإنهم يعتقدون أن الوسيلة التي شرعها الله هي التوسل إلى الله بعبادة الذوات وبالأخص أهل البيت: علي، الحسن، الحسين، عقيل، وصاحب السرداب، هذا المعدوم الموهوم وغيره.
وتجدون ذلك في جميع كتبهم، كما في كتابهم المسمى الجنان أو البستان، وتعليق عَلَى البستان وأمثال ذلك، ففيها أدعية من أولها إلى آخرها، وماذا يقال عند مشهد وقبر كل واحد منهم، حتى ألَّف أحدهم وهو من كبرائهم الخبيث المسمى المفيد .. ألف كتاباً سماه مناسك المشاهد، فكما أن للحج والعمرة مناسك، فقد جعلت الرافضة مناسك لزيارة المشاهد، وَقَالُوا: إن تربة قبر الحسين عندهم أفضل من الكعبة، وأن من جَاءَ لزيارة الحسين فهو أفضل من الحج إِلَى مكة، قيل: بسبع مرات، وقيل: بسبعين مرة، وقيل أضعاف ذلك.
هذا هو مقصد الرفض الأساسي، صرف النَّاس عن التوحيد، وعن تعظيم ما عظم الله، فالله تَعَالَى شرع تعظيم شعائره، ومن شعائره تعظيم هذا البيت المحرم، وهذا الحرم الآمن فهم يريدون أن ينقلوا ذلك إلى غيره، فهم اتجهوا شرقاً، والعبيديون اتجهوا غرباً.
قبر الحسين عند الرافضة:
لقد أصبحنا نجد في مصر قبراً يقال له: قبر الحسين أو مشهد الحسين، وهو من أكبر أماكن العبادة لغير الله - والعياذ بالله - كما يوجد في شمال أفغانستان في مدينة كبيرة مشهورة تسمى مزار شريف، أي: المزار الشريف، وهو قبرُ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، في بلد لم يصل إليه أمير المؤمنين علي رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، وإنما المعروف المتواتر أنه قتل بالكوفة ودفن هنالك، وجُهِلَ وخفي قبره.
ويحضر عنده الآلاف للحج، كأنك ترى النّاس في منى أو في عرفة، وخاصة في فترات معينة من السنة، يحضرون من أفغانستان ومن باكستان ومن التركستان ومن مناطق عديدة، وترى النّاس وكأنك في المشاعر التي عظمها الله وقدسها وأمرنا أن نعظمها.
وفي نفس الوقت تجد الحسين الذي قتل في كربلاء يعبد في مصر، ويعبد في دمشق، ويعبد في العراق أيضاً، فكل يدعي أن الحسين قبر عندهم، ولو ثبت أنه في مكان معين لما صح أن يعبد الله عَزَّ وَجَلَّ عند قبره؛ فضلاً عن أن يعبده أو أن يدعوه من دون الله، ثم جَاءَ بعد ذلك دور التصوف لما ظهرت أعلام السنة، وأصبح كل من انتسب إِلَى الرافضة أو التشيع عرف الْمُسْلِمُونَ أنه عدو الله ولرسوله وللمؤمنين.
الحروب بين الرافضة وأهل السنة:
قامت الحروب المشتعلة في كل مكان بين الْمُسْلِمِينَ وبين هَؤُلاءِ الروافض، فعلى سبيل المثال في بغداد عاصمة العالم الإسلامي، وعاصمة الدنيا جميعاً في القرون الوسطى، كانت تنقسم إِلَى قسمين: الكرخ، والرصافة، ففي كتب التاريخ أن المعارك نشبت بين الكرخ وبين الرصافة، والشيعة في الكرخ وأهل السنة في الرصافة، فأحياناً أهل السنة يهجمون عَلَى الكرخ ويحرقونهم، وأحياناً يحرق أهل الكرخ الرصافة .. وهكذا طوال التاريخ، وهذه عاصمة الخلافة الإسلامية، وعاصمة الدنيا، وهذا الحال فيها، وكذلك كثير من البلدان، فعداوة الرافضة اتضحت وأُعِلَنت، فجاءوا من طريق آخر خفي وهو الأخبث، ولا يزال موجوداً إلى اليوم ينشر الشرك، وهو الذي وَرِثَتهُ الصوفية عن الرافضة والباطنية.
المصدر: موقع الشيخ سفر الحوالي

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top