من درس: الإمامة أصل اعتقاد الرافضة الإثني عشرية
وقبل أن نبدأ
بسرد كلامه في الحقيقة المحمدية، فإن هناك حقيقة يجب أن نتنبه لها، وهي أن
الصوفية والشيعة كلتاهما تنطلقان من هذه النقطة التي هي كفر بواح.
يقول: "هذه
الخلافة هي روح الخلافة المحمدية، وربها وأصلها ومبدؤها، منها بدأ أصل
الخلافة في العوالم كلها، بل أصل الخلافة والخليفة والمستخلف إليه، وهذه
ظهرت تمام الظهور في حضرة اسم الله الأعظم، رب الحقيقة المطلقة المحمدية،
أصل الحقائق الكلية الإلهية، فهي أصل الخلافة، والخلافة ظهورها بل هي
الظاهرة بهذه الحضرة باتحاد الظاهر والمبدع كما أشار إليه في الوحي الإلهي
إشارة لطيفة في قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ [القدر:1]، وقال شيخنا".
وهنا ينقل
الخميني عن شيوخه حتى لا يقال: إن المتقدين من الرافضة غير المتأخرين "وقال
شيخنا وأستاذنا في المعارف الإلهية الكامل المرزا محمد علي الشاه آبادي
الأصفهاني أدام الله بركاته، في أول مجلس تشرفت بحضوره، وسألته عن كيفية
الوحي الإلهي".
الخميني في أول جلسة عند هذا الشيطان الأصفهاني سأله عن كيفية الوحي الإلهي.
يقول الخميني ناقلاً جواب شيخه: فقال في ضمن بياناته: إن الهاء في قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ﴾ إشارة إلى الحقيقة الغيبية النازلة في بنية المحمدية التي هي حقيقة ليلة القدر".
وهذا تفسير باطني صرف، وليس إشارياً، فإن التفسير الإشاري هو تفسير الصوفية، والتفسير الباطني شر دركات الكفر.
وعند الصوفية
والشيعة أن الحقيقة المحمدية أصل جميع الموجودات، فإن من طقوسهم أنهم
يقرءون مولد الميرغني كلما جاء ربيع الأول، فيجتمعون على الموائد والولائم
ثم يقرءونه، وفيه: أن أول الموجودات وأول المخلوقات هي الذات المحمدية، هو
نور محمد، كما جاء في الحديث الموضوع الذي رواه عبد الرزاق الصنعاني في
مصنفه عن جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أول ما خلق
الله نور نبيك يا جابر"، فأخذوا هذه الكلمة، وأدخلوا فيها كلاماً فلسفياً
-وسيأتي نقل الخميني لكلام أرسطو - فهو كلام كفار فلاسفة اليونان الذين
عرضنا كفرهم فيما مضى، فهم ما وضعوا هذه الأحاديث إلا ليدللوا بها على كلام
أولئك الكفار من اليونان.
والباطنية
إنجيلهم المعتمد عندهم هو كتاب رسائل إخوان الصفا، وهذا الكلام هو مقتضى ما
في كتاب رسائل إخوان الصفا ويكاد يكون بالنص في بعض الأمور، وهو عين كلام
كفار فلاسفة اليونان، ثم جاء الخميني وأخذه منهم.
والصوفية والشيعة يلتقيان عنده.
فأول المخلوقات
والواسطة -الذي يقابل العقل الفعال عند الفلاسفة - بين الخلق وبين الذات
وبين الصفات أيضاً ومظهر صفات الله هو الحقيقة المحمدية تعالى الله عما
يصفون.
وهذا يتضح أكثر
عند النصارى، فعندما تسمع كلامهم في إذاعة الإنجيل حين يقولون: الرب جاء،
والرب أمر... فمن يعنون بهذا الرب؟ إنهم يعنون به المسيح عيسى، أما الرب
الذي فوق العرش والذي خلق المسيح فلا يتعرضون له... لماذا؟ يقولون: لأن
الرب تعين في المسيح وحل فيه، وحقيقة الرب هو وجود الشخص المجسد، وقد تجسد
الرب في شكل عيسى، أو كما يقولون: حل اللاهوت في الناسوت.
وفي مقابلهم قام
هؤلاء الصوفية والشيعة، وأثبتوا الحقيقة المحمدية، فهم يقولون أن الله حل
أو تجسدت حقيقته وذاته في محمد صلى الله عليه وسلم، ومن هنا فالحقيقة
المحمدية عندهم هي أصل الكائنات وأول الموجودات، وهي الخليفة المستخلفة،
وهي مظهر وتجلي أسماء الله وصفاته، ثم بعد ذلك يتفرع عنها الخليفة الذي هو
خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الوصي عندهم، وهو علي، ثم من بعده
من الأوصياء.
وبهذا نستطيع أن
نفهم لماذا يقولون: إن الأئمة يعلمون الغيب، ويعلمون ما كان وما يكون، وهم
الذين يدبرون الكون؛ لأن أصل القضية عندهم يبدأ من هذه الحقيقة المحمدية،
ونحن بمعرفتنا لهذه البدايات عندهم، فإننا سنعرف يقيناً أي عقيدة يدين بها
هؤلاء الذين يخدع بهم البعض منا، ويقولون: إن الفرق بيننا وبينهم فقط أنهم
يفضلون ويحبون علياً، ونحن نحب أبا بكر وهذا مما لا ينبغي أن يقع فيه أحد
ممن ينتسب إلى أهل السنة والجماعة.
المصدر: موقع الشيخ
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).